قناة عبرية تكشف بداية تصهين شيطان العرب.. “بن زايد” التقى رابين قبل ربع قرن

- ‎فيعربي ودولي

اعتبر مراقبون أنَّ تحقيقًا نشرته “القناة 13” التابعة للاحتلال الصهيوني، كشف عن التاريخ الأسود للعلاقات السرية بين أبو ظبي وتل أبيب، وتحديدًا دخول محمد بن زايد إلى معترك التصهين.

وكشفت القناة، في تحقيق عنونته بـ”نتنياهو زلمة العرب”، عن أن رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو يملك الكثير من الأسهم في التحالف السري بين الكيان الصهيوني والإمارات، لكن الحقيقة أن هذا بدأ مبكرا جدا في عهد رئيس الحكومة الراحل “إسحاق رابين” قبل 25 سنة”.

وكشفت القناة عن أن شيمعون شيفس، مدير عام ديوان رابين بدءا من 1994، هو من دفع هذا التقارب ونسج العلاقات الأولية بين إسرائيل والإمارات المسماة “إسبارطة العالم العربي”.

 

عشاء في جنيف

وفي تسلسل اللقاء بين إسحاق رابين ومحمد بن زايد، كشف مدير ديوان مكتب رابين شيمعون شيفس أن ابن زايد هو من سعى إلى التقرب للصهاينة.

فأشار في التحقيق التلفزيوني إلى رواية نقلها له رجل أعمال صهيوني وهو طيار وضابط كبير في جيش الاحتياط (لم يسمه)، والذي حكى عن ضابط في سلاح الجو الإماراتي (يوسف) مقرب جدا من ولي العهد الأمير محمد بن زايد، الذي طلب إليه التقرب من “إسرائيليين” بغية إقناعهم بأن تساعد “إسرائيل” في التأثير على البيت الأبيض كي يتم تسليم طائرات أمريكية متطورة من طراز إف 16 للإمارات.

وأوضح “شيفس” أن الدافع للتعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة والإمارات والاحتلال كان كما هو اليوم “التهديد الإيراني”، وأنه سارع إلى إبلاغ رابين بالاتصال الإماراتي فصادق لتشجيعه بمواصلته، والتقدم به نحو لقاء سري مع الضابط الإماراتي ممثل الأمير، وتم ذلك في فندق الفصول الأربعة (فور سيزون) في ميونيخ.

وأشار إلى أن الضباط الإماراتي بعد محادثة استمرت لساعات طويلة جدا مع وجبة عشاء، خرج من اللقاء منفعلا جدًّا بعد “أول لقاء لمسئول صهيوني رسمي مع مسئول من دبي”.

وأضاف أنه في اللقاء التالي اصطحب الضابط (يوسف) معه (عمر) ممثل للمخابرات الإماراتية.

 

شيفس وابن زايد

وكشف “شيفس” عن أن اللقاء الثالث طلب من (عمر) أن يكون شخصيا مع شيطان العرب محمد بن زايد، وقبل اللقاء طلب ضابط المخابرات (عمر) بشكل صارم المحافظة على اللقاء طي الكتمان.

وزعم شيفس- وهو من أفشى سرهم اليوم- أن “ديوان رابين يعرف كيف يصون السر للأبد”!. وأضاف أن اللقاء تم في جنيف وكان وقتها شابا صغيرا، وهو اليوم الحاكم الفعلي للإمارات، وتم اللقاء في جنيف بمشاركة مسئول كبير من الموساد”.

ويصف مدير ديوان رابين كيف كان لقاؤه في جنيف مع ابن زايد، يقول: “فوجئت بأن المسئولين الإماراتيين يبلغونني بأن الشيخ محمد بن زايد معنيّ بلقاء معي وحدي، وفعلا توجهت لفندق إنتركونتننتال في جنيف، وقد بدا ذاك الفندق مثل علي والأربعين حرامي.. جميعهم يرتدون “الجلابية” ويحملون سيوفا خلال استقبالي في مدخل الفندق، وداخله كان المشهد مذهلا، ولو كانت أجهزة الهواتف المحمولة موجودة وقتها لكنا التقطنا صور سيلفي”.

ويعتبر شيفس أن “اللقاء كان مؤثرا جدا وصريحا جدا ومنفتحا وتداولنا بالمواضيع المتداولة اليوم، وكشف لي أن اللقاء يتم بفضل اتفاق أوسلو والمفاوضات مع الفلسطينيين”.

 

رابين و”بن زايد”

وكشف (شيفس) عن أنه منذ ذلك اللقاء السري في جنيف، قاد الموساد الاتصالات السرية مع الإمارات. ويكشف أنه بعد شهور وتحديدا في مايو 1995 سافر رابين إلى واشنطن قبيل اغتياله، وفي اللقاء داخل البيت الأبيض أعطى رابين للرئيس بيل كلينتون ضوءا أخضر لصفقة بيع الطائرات الحربية للإمارات، وفي اليوم التالي وداخل فندق الفصول الأربعة (فور سيزون) في واشنطن التقى رابين الأمير محمد بن زايد.

وقال شيفس: إن “اللقاء كان صدفة للوهلة الأولى، لكنه كان مخططا له سلفا، وخلاله صافح رابين محمد بن زايد ولم يعلم به عدا رجل الموساد الذي جاء بالأمير لرابين في الفندق. وبالنسبة لي كان هذا إغلاق دائرة صغيرة؛ لأن رابين بعد شهور قتل في تل أبيب”.

وأضاف شيفس أن الإمارات أرسلت رسائل تعزية كثيرة لإسرائيل بعد اغتيال رابين، وكان الضابط يوسف أول المتصلين لتقديم العزاء، وتبعه عمر، وقد بدوا حزينين جدا.

وعلق قائلا: “أدرك الإماراتيون أن مسيرة السلام لن تكون كما كانت قبل قتل رابين، حيث كانوا يبنون على ولاية ثانية لرابين من أجل استكمال بناء علاقات رسمية بين الإمارات والكيان الصهيوني، ولذا فقد خسرنا الكثير في العقدين الأخيرين نتيجة هذا الاغتيال السياسي”.

ويشير شيفس أن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد توجه له مباشرة طالبا ألا يرفض رابين صفقة ابتياع الإمارات السلاح المطلوب.

وعلقت (القناة 13) قائلة: إنه بعد سنوات كثيرة بات نتنياهو رئيس حكومة، ومحمد بن زايد وليا للعهد في الإمارات، وحاكمها الفعلي والعلاقات بين الصهاينة والإمارات تتصاعد وتزداد حميمية، منوهة لرغبة نتنياهو بتحويل هذه العلاقات السرية إلى علنية، لكن ثلاث لوائح اتهام بالفساد موجهة له اليوم، ومثوله أمام أخطر تحدٍ سياسي في حياته، يدفع نحو السؤال هل سيحظى نتنياهو بتحقيق طموحه؟ علما أن العلاقات الرسمية بين الاختلال والإمارات باتت مؤكدة، وهي مجرد مسألة وقت.