للتغطية على فشل السيسي.. الداخلية تدرب مليشيات الكنيسة “بلاك بلوك”

- ‎فيتقارير

لأول مرة تعلن وزارة الداحلية انها تقوم بتدريب شباب الكنيسة على مهام الأمن والحراسة، فيما أفاد مراقبون أن تلك التشكيلات تنتمي للكنائس المصرية وتم تدريبهم بداخل الكنائس.
 
و أكدت قيادات مسيحية مصرية، أن وزارة الداخلية بدأت بتدريب فرق الكشافة التابعة للكنيسة على إجراءات تأمين الكنائس والأديرة، وهو الأمر الذي يُعلن عنه للمرة الأولى في البلاد.
 
وظهرت  مليشيات شباب الكنيسة وعرفت باسم "البلاك بلوك" ذات الرداء الأسود  فى عام  2012 بعد فوز الرئيس محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية؛ حيث نشرت الفوضى في العديد من مناطق وسط القاهرة، بتنفيذ اعتداءات على الشركات السياحية، والتعدي على التظاهرات الثورية، وهاجموا مقرات الاخوان المسلمين في 2013، متحدين سلطات الداخلية، آنذاك.

وقال الأنبا مرقس -أسقف شبرا الخيمة، ومقرر اللجنة الإعلامية بالمجمع المقدس التابع للكنيسة الأرثوذكسية، في حوار مع صحيفة "اليوم السابع" السبت الماضي- إن أجهزة الأمن بدأت بتدريب أفراد من فرق الكشافة على "مهام أمنية" لمساعدتها في حماية الكنائس.

ويقول مراقبون إن الدور الأمني لفرق الكشافة الكنسية التي تأسست عام 1933 برز في الفترة الأخيرة، حيث أصبح أفرادها يقومون بتنظيم الصلوات والجنائز القبطية، فيفتشون الحقائب، ويطلعون على هويات المترددين على الكنائس.
 
وأوضح عضو لجنة الإعلام بالاتحاد العام للكشافة المصرية، محمد الميموني، في تصريحات صحفية، أن "الخلط بين كشافة الكنيسة والأمن الإداري داخل الكنائس؛ بدأ في يونيو 2015 عندما تصدى شباب الكشافة لمظاهرات المسيحيين المطالبين بالزواج الثاني، واشتبكوا معهم لمنع المظاهرة داخل الكاتدرائية، الأمر الذي رسخ نظرة بأنهم تحولوا لأفراد أمن".
 
وقال بعض أفراد الكشافة، في تصريحات صحفية، إنهم اضطروا إلى معاونة الشرطة في تأمين الكنائس "بسبب القصور الواضح من قبل الداخلية".
 
ولعل ما يثير الشكوك حول تصاعد دور الأمن الكنسي، أن ما أعلنته الداخلية بتدريب فرق الكشافة في الكنائس، يتصادم مع  لوائح الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، التي تمنع تواجد الشرطة من الداخل لتأمين المتواجدين فيها للصلاة، ويقتصر دور الشرطة على تأمين محيط الكنيسة من الخارج فقط، وهو ما يكشف جانبا خفيا عن دور المليشيات الطائفية واعتراف الدولة بها، ما يهدد بإطلاق العمل المسلح لأي تشكيلات أو جماعات.
 
وهو ما يعتبره المفكر الإسلامي والفقيه القانوني سليم العوا، في تصريحات صحفية، سابقة، أن ذلك المنحى هو السبيل الأخير للنظم الاستبدادية، باللجوء للطائفية لخلط الأوراق والتغطية على فشلها.
 
من جانبه؛ قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى علوي، إنه يستوجب على "الداخلية" تأمين الكنائس من الداخل والخارج، وليس الخارج فقط، مؤكدا أن "هذا هو الطريق الوحيد لوقف تدريب الكشافة على عمل غير مؤهلين للقيام به، فهؤلاء أشخاص دورهم التعبد، والقيام بأعمال خدمية داخل الكنيسة".
 
وأضاف في تصريحات صحفي، أن "الشرطة تقول إنها تلجأ لهذا الإجراء بسبب اللوائح الكنسية التي تمنع تأمين المسيحيين من الداخل، واقتصار تأمين الشرطة على المحيط الخارجي لأي كنيسة، بعيدا عن الحرم الكنسي، لكن يمكن حل هذه المشكلة عن طريق تغيير الكنيسة للوائحها بأن تسمح للشرطة بتأمين الكنائس من الداخل، خاصة أن هناك ضباطا ومجندين مسيحيين كثيرين في الداخلية، وهذا سيعفي الكنيسة من الحرج في حال سمحت لهم بالتأمين وتفتيش المسيحيين من الداخل".
 
بينما يرى الباحث السياسي أحمد يحيى الجعفري، أن تدريب الداخلية لفرق الكشافة الكنسية تدشين للصراعات الطائفية، مضيفا على حسابه على فيس بوك، اليوم، "وزارة الداخلية المصرية تقوم بتدريب كشافة الكنائس لحماية الكنائس والأديرة!
مصر تدخل رسميا عصر المليشيات الطائفية المنظمة التابعة للدولة، على غرار الحشد الشعبي في العراق!".
 
لافتا "عمليات تسليح شباب الكنيسة مستمرة منذ زمن، وتحدث عنها الكثير من المفكرين والباحثين، وكان أبرزهم الدكتور محمد سليم العوا، الذي قال: "تلك الأنظمة المستبدة تستخدم سلاح الطوائف والأقليات كحصن شديد إذا ما حان آوانها".