لماذا خفضت أمريكا من لهجتها التصعيدية ضد إيران بعد هجمات أرامكو؟

- ‎فيعربي ودولي

قال المتحدث باسم البنتاجون: إن المؤشرات تدل على مسؤولية إيران بشكل ما عن الهجمات على أرامكو.

وأضاف أن وزارة الدفاع الأمريكية تقدم خيارات للرئيس ترمب وهو الذي يقرر ما يجب فعله، مشددًا على أن الهدف يبقى تجنب النزاع العسكري مع إيران والعودة للمفاوضات.

إلى أين تتجه منطق الخليج في ضوء آخر المواقف الصادرة عن واشنطن والرياض وطهران وغيرها من العواصم الدولية بعد هجوم أرامكو؟ وكيف يمكن للمجتمع الدولي ودول الخليج أن تتعاطى من التطورات المحتملة للتوتر المتصاعد في المنطقة بين إيران وخصومها؟

وبين مواقف تقطع بوقوف إيران وراء هجوم أرامكو وأخرى تدعو للتريث إلى حين تقول التحقيقات كلمتها الفصل تراوحت مواقف العواصم الدولية دون أن تخفي الحقيقة الأبرز وهي أن منطقة الخليج تعيش على وقع خط بياني تصاعدي للتوتر بين طهران وخصومها.

توتر بدا جليًا بين ثنايا جولة بومبيو الخليجية والتي قادته ومن التقاهم في الرياض إلى أن إيران مسئولة بشكل ما عن الهجوم ولا بد من محاسبتها على نحو يجري التباحث بشأنه، وفيما كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يحذر واشنطن ممن يدفع بها نحو حرب لن تكون في مصلحة أي طرف قال بومبيو ومن بعده المتحدث باسم البنتاجون إن الولايات المتحدة إنما تريد حلا سلميا للمشاكل مع إيران والعودة إلى طاولة المفاوضات.

من جانبها قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها تتعامل مع الجانب السعودي بشأن الهجمات على أرامكو وأنها أرسلت فريق تقييم على الأرض، مشيرة إلى أنها تقيم الوضع في الشرق الأوسط وتحاول معرفة من هو المسؤول عن هجمات أرامكو.

وأضافت أنها تقدم الخيارات للرئيس ترمب وهو الذي يقرر في نهاية المطاف ما يقوم به البنتاجون، وألمحت إلى أن المؤشرات الأولية تدل على أن إيران مسؤولة بشكل ما عن الهجمات على حقول النفط السعودية، مؤكدة أن هدفها تجنب النزاع العسكري مع إيران والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وحسب تقرير بثته قناة الجزيرة، فإن البنتاجون قال إن القيادة الوسطى تبحث مع الرياض وسائل للحيلولة دون وقوع هجمات مماثلة.  

تقصف بقيق وخريص فلا يهرع ولي العهد السعودي إلى حيث الرأس مال المادي الأكبر لبلاده ولا يغير حتى جدول أعماله، بل يواصله راعيا مهرجانا للهجن يحمل اسمه وهناك تدبج فيه القصائد وتلقى فإذا هو صفوة الجيل وشبيه الملك المؤسس.

بعيدا عنه هنا في واشنطن تبحث السيناريوهات الكبرى فما حدث عدوان وربما حرب غير مسبوقة عطلت نصف إنتاج السعودية من النفط وذاك ليس شأنا خاصا أو عابرا لا يعني أحدا بل إنه في صلب الإستراتيجية الأمريكية إزاء المنطقة.. فهل سيكون الرد عملا عسكريا وإذا كان فإن له ثمنا كما ألمح ترمب الذي رمى لكرة في مرمى الرياض فعليها أن تدافع عن نفسها وعليها أيضا أن تدفع إلا أن الرجل ترك الباب مفتوحا فلا قرار بعد مع تأكيده على أن واشنطن لا تسعى إلى الحرب أصلا وإن كانت الأكثر استعدادا لها في التاريخ.

يرسل ترمب وزير خارجيته على وجه السرعة إلى السعودية فيلتقيه ولى عهدها بعد أن رعى مهرجانا للهجن وتفرغ للسياسة وإكراهاتها يتفق الرجلان على خطورة ما حدث وعلى تميل طهران المسؤولية عنه ثم يغادر الوزير الأمريكي ويتوجه إلى أبوظبي وهناك تتغير لهجة بومبيو وينخفض سقفها التصعيدي فلا حديث عن عمل حربي قامت به طهران بل عن حل سلمي نريده مع تأكيده على أن ما فعلته غر مقبول ولابد من تحالف لردعهها.

هذا في رأي البعض يعني الشيء ونقيضه وقد يكون هدفه تفاوضيا مع إيران من خلال التلويح بالقوة وترك الباب مواربا لحل سياسي وتلك تتزامن مع فرض عقوبات جديدة ومشددة على طهران ما يعني وضعها تحت أقصى وأخشن ضغوط قد تمارس على أي دولة لدفعها للتنازل وهو ما رفضته إيران.

يتهم ظريف نظيره الأمريكي بخداع رئيسه والدفع باتجاه الحب وتلك إذا نشبت ستكون شاملة ومكلفة جدا فأي ضربة لإيران لن تمر بحسب ظريف أما سياسة الضغوط القسوى فلن تنجح كما أكد مرشد الجمهورية الإيرانية بل ستبوء بالفشل وعلى واشنطن لا طهران أن تغير سلوكها وتعود إلى الاتفاق النووي إذا أرادت حلا مع إيران.

ما هي الخطوة المقبلة الرياض تدفع باتجاه تحقيق دولي يجرم إيران في مجلس الأمن تعقد المؤتمرات الصحفية وتستعرض ما تقول إنها بقايا صواريخ وطائرات مسيرة صنعت في إيران بل وتقول إن الصواريخ والمسيرات لم تنطلق من اليمن أصلا بل من مواقع إيرانية وهو ما تؤكده مصادر أمريكية .

فهل سيقتصر الأمر على القناة الأممية إدانة أو تجريما لإيران أم أن ثمة ما يهيئ لأمر أكبر في المنطقة بحسب وسائل إعلام أمريكية ومنها صحيفة نيويورك تايمز فإن ثمة خطط أمريكية للرد العسكري تشمل بنك أهداف في إيران ومن هذه الأهداف منشآن نفطية مثل منشأة عبدان إضافة إلى قصف قواعد للحرس لثوري منها المواقع المفترضة لتي انطلقت منها الصواريخ نحو السعودية وسيحدث ذلك بصواريخ كروز تطلق من سفن حربية وفي حال ردت إيران فإن الضربات الأمريكية اللاحقة ستعتمد على سلاح الجو.

ذاك وسواه يظل احتمالاً إذا حدث ستدفع المنطقة بأسرها ثمنه كما تقول إيران وتؤكد.