لماذا لم تفلح العمليات العسكرية في وقفها؟ دماء واختفاء قسري جديد في سيناء

- ‎فيتقارير

على نفس النهج العسكري تسير سيناء من دماء إلى دماء في ظل حكم العسكر، الذين لا يملكون عقلا أو يتّبعون نظريات عقلانية في تعاملهم الأمني.

فوسط إصرار ممتد منذ 2018، وقت إطلاق العملية الشاملة، لا يجد السيسي وجنوده وسيلة لإظهار الرد العنيف وإعادة الروح العالية للجنود، سوى الإتيان بعدد من المعتقلين المختفين قسريا وقتلهم بدم بارد، وتصويرهم بأسلحة و"شباشب حمام" و"ترنجات"، يستحيل أن يكونوا هم من نفذوا أي عملية أو حملوا سلاحًا من الأساس.

فيما يُترك المسلحون هاربين بعيدًا عن المراقبة والتتبع، رغم أنهم يقيمون الكثير من الأكمنة على الطرق للمواطنين والمارة، على بعد أمتار معدودة من قوات السيسي الذين يرفضون التحرك إليهم بحجة عدم وجود أوامر، بحسب آلاف الشهادات من أهالي سيناء.

ويستمر الإرهاب على الأرض والذي غالبًا ما يكون مدعومًا من إسرائيل، وبترتيب مع عراب الصهاينة محمد دحلان الذي يمتلك أكثر من 8 آلاف من جنوده الفارين من غزة إلى سيناء وقت سيطرة حماس على القطاع بعد خيانات دحلان وقواته.

والغريب أنّ نفس النهج المستمر في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الجنود في سيناء، خلق عداوات ومرارات كثيرة لا تتوقف بين أهالي سيناء.

نزيف دم مستمر

وخلال الساعات الماضية، أقر الجيش بمقتل 5 من عناصره في سيناء، قبل أن يعلن تصفية 19 شخصا في إطار حملته ضدّ المجموعات المسلّحة.

وقال الجيش، في بيان، السبت، إنه نفذ عمليتين نوعيتين ضد "عناصر تكفيريّة" بعدّة أوكار إرهابيّة في محيط مدن بئر العبد والشيخ زويّد ورفح بشمالي سيناء، أسفرتا عن مقتل "19 تكفيريا شديدي الخطورة"، عثِر بحوزتهم على بنادق آليّة وقنابل يدويّة ودانات آر بي جي".

وأضاف البيان "كما قامت عناصر المهندسين العسكريّين باكتشاف وتدمير خمس عبوات ناسفة تمّت زراعتها لاستهداف قوّاتنا على محاور التحرّك".

وتابع أنّ القوّات الجوّية نفّذت أيضا عددا من "القصفات الجوّية المركّزة لعدّة تمركزات للعناصر التكفيريّة بعدد من البؤر الإرهابيّة". وهو نفس السيناريو الذي تكرره بيانات الجيش في كل مرة.

وتقريبا نفس الصور التي يرتدي فيها المعتقلون المختفون ملابس المنزل ويتم وضع السلاح إلى جوارهم. 

ولفت البيان إلى أن هذه العمليات تسببت في "استشهاد وإصابة ضابطين وضابط صف وجنديين".

وجاء الإعلان بعد ساعات من كشف مصادر إعلامية وقبلية، مقتل 5 عسكريين مصريين بينهم عقيد، وذلك إثر استهداف مدرعة كانت تقلهم بعبوة ناسفة، في منطقة التركمانية، قرب جبل المغارة.

وتداول مغردون صورا للجنود والضباط القتلى في ذلك الهجوم، بينهم مقدم أركان حرب "محمد فضل" (الدفعة 95 حربية)، وملازم أول "إبراهيم رأفت" (110 حربية).

وتشهد مؤخرا مدينة بئر العبد نشاطا ملحوظا خلال الأشهر الأخيرة لعدد من العمليات التي يشنها مسلحون على قوات الأمن والجيش، بعدما كانت تتمتع بهدوء نسبي طيلة الأعوام الماضية مقارنة بمدن العريش والشيخ زويد ورفح.

عمليات عسكرية 

ومنذ فبراير 2018، تشن قوات مشتركة للجيش والشرطة، عملية عسكرية موسعة، تحت اسم "سيناء 2018"، للقضاء على المسلحين، دون أن تنجح في بسط سيطرتها على سيناء.

وخلال عملياتها، هدمت القوات مئات المنازل، وتم تهجير غالبية سكان مدنتي رفح والشيخ زويد، واعتقل المئات من أبناء المحافظة الحدودية، فيما قتلت الجماعات المسلحة المئات من عناصر الجيش والشرطة.

يشار إلى أنه منذ الاثنين الماضي، بدأت تنفيذ حملة عسكرية بمحافظة شمال سيناء بمشاركة مجموعات مدنية من قبائل بدوية.

الحملة تأتي بعد أسابيع قليلة من شن تنظيم "ولاية سيناء"، هجوما واسعا على المدنيين المتعاونين مع الأمن المصري في مناطق وسط وشمال سيناء.

وبحسب المصادر فقد تحركت قوات الجيش من معسكر الساحة وسط رفح، وكانت عشرات جيبات الدفع الرباعي التي تحمل أفرادا من القبائل في انتظار القوة العسكرية وتحركت برفقتها باتجاه منطقة مطار الجورة، جنوب المدينة.

ويشارك في الحملة العسكرية عشرات الشبان من قبائل بدوية عدّة في مناطق شمال ووسط سيناء بدعم كامل من المخابرات التي تربطها علاقة وثيقة برجل الأعمال إبراهيم العرجاني، وهو أحد رموز قبيلة الترابين، كبرى القبائل بسيناء، وهو من أكبر تجار المخدرات المعروفين بسيناء وعلى علاقة وثيقة بنجل السيسي محمود.

ويتوقع خبراء أن تؤدي تلك التحركات إلى خلق مزيد من العداءات القبلية وتصفية حسابات بعيدا عن أهداف الجيش في سيناء، وتعيد تجربة الصحوات العراقية التي تحول سيناء لحرب أهلية، وصولا إلى صفقة القرن الأمريكية.