متحدث “الإخوان”: الرئيس مرسي كان حريصًا على وحدة الدولة ولن نساوم على حياة المعتقلين

- ‎فيأخبار

أكد الدكتور طلعت فهمي المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين أن اللحظات الأخيرة التي سبقت الانقلاب العسكري سبقتها أعمال كثيرة وتضافرت فيها قوى متعددة لإخراج المشهد النهائي، كما تم استقطاب كثير من الفرقاء المشاركين في ثورة 2 يناير من جانب معسكر الانقلاب وكل هذه المؤامرة اتضحت معالمها الآن للجميع.

ونفى فهمي في حواره مع برنامج “وسط البلد” على قناة “وطن” أن يكون الرئيس مرسي سلبيا وغير ملم بالمؤامرة وكأن الأمر كان مفاجأة لم يستعد لها، بدليل تصريح الكاتب الصحفي وائل قنديل بأنه جلس بعد أحداث الاتحادية مع بعض مساعدي الرئيس وقالوا له إن الرئيس يدرك حقيقة المؤامرة وبين يديه تفاصيل للانقلاب عليه، وهذا ما دعاه إلى إصدار الإعلان الدستوري، وأن الأمور كانت واضحة لدى الرئيس مرسي، لكن تشابك الموقف وكون المؤسسة العسكرية تعمل وفق نظام بيروقراطي وهي مترابطة لم يرد الرئيس تمزيقها كما حدث في العراق، مضيفا أن الرئيس مرسي كان يدعو ويطالب المصريين بالحفاظ على الجيش لأنه يدرك أنه الجيش الوحيد المؤهل في المنطقة للتصدي للكيان الصهيوني.

لم يرد الإقصاء

وأشار فهمي إلى أن الرئيس مرسي لم يرد إقصاء أحد، وتعامل مع مجتمع تم تجريفه تماما منذ عام 1952 وبالأخص خلال حقبة مبارك وتغيرت أفكار وموروثات كثيرة عند الناس وتحتاج إلى فترة من الزمن لإعادة ترتيب الأولويات؛ لأن الرئيس مرسي لم يأت بمقصلة أو مشانق كما أنه لم يأت بـ70% أو 80% من الأصوات فهو يدرك وجود معارضة له ويريد أن يسير بالشعب كله باتجاه الحرية المنشودة.

ومضي فهمي قائلا: بعد مرور أكثر من 6 سنوات على الانقلاب أصبح وعي الشعب بما يحدث من مفاسد يقودها السيسي ومن معه وكل معاهد استطلاع الرأي أظهرت ازدياد شعبية الإخوان وتراجع شعبية المؤسسة العسكرية بعد انهيار قيمة الجنيه وتضاعف الدين العام وانتشار الأزمات في جميع المرافق وآخرها حريق محطة مصر”.

وتابع فهمي: “مما لاشك فيه أن عجلة الزمان لن تعود للوراء وهذه التجربة الأليمة التي مر بها الشعب المصري حفرت في ذاكرته طريقا إلى داخل اللاوعي عنده وتركت تصورا حقيقيا حول من يحبون الشعب ويحرصون على حريته ومن هم أعداءه وكيف يرسم لمستقبله ويحرر إرادتها ويحافظ على حريته وكرامته”.

وحول السر في نجاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التصدي للانقلاب عليه في 2016 بينما نجح انقلاب السيسي قال فهمي إن المعركة تمتد 70 عاما إلى الوراء منذ عام 1946 وبداية التعددية الحزبية في تركيا، وفوز الحزب الديمقراطي بالأغلبية عام 1950 وتولي عدنان مندريس برئاسة الوزراء ثم الانقلاب الأول عليه عام 1960، وفي عام 1971 شهدت تركيا انقلابا ثانيا ثم انقلابا ثالثا عام 1980 وانقلابا رابعا عام 1997 والخامس كان في 2016 ومن الظلم المقارنة بين التجربة التركية والتجربة المصرية.

مواجهة حتمية

وقال “فهمي” إن المواجهة بين الثوار وأول رئيس منتخب من جهة والمؤسسة العسكرية من جهة أخرى كانت حتمية، مضيفًا أن مدير نيويورك في مصر قال إن نتنياهو صرح أنهم عملوا على إزاحة مرسي؛ لأن التقارب بين مصر وتركيا كفيل بإزالة دولة الاحتلال من الوجود كما ذكر إيهود باراك أنهم دعموا السيسي وهم يرونه الآن خير نصير لهم .

وأضاف أن الرئيس مرسي عندما تقدم للترشح تقدم ببرنامج مدني لنهضة مصر لم يتحدث عن تفريعة فاشلة بل إقليم لمحور قناة السويس وتحدث عن مشروع نهضة متكامل وصار ينظر إلى المستقبل وآفاقه الواسعة، وهو ما ترفضه دول الغرب.

وحول دور الإخوان في ثورة 25 يناير أوضح فهمي أنه لا توجد ثورة لقيطة أو ليس لها صاحب ولم تؤثر في حياة الناس، مضيفا أن مبارك جرف الحياة السياسية وكمم الأفواه وأغلق كل المنافذ أمام الشعب ودفع الإخوان أثمانا باهظة خلال فترة حكم مبارك واعتقل منهم 30 ألف شخص وخاض الإخوان الانتخابات البرلمانية عام 1984 و1987 وعام 1995 وعام 2000 وعام 2005 ولم يجد مبارك سوى تجميد حياة الاتحادات الطلابية والنقابات المهنية ومع ذلك نجح الإخوان في الفوز بانتخابات النقابات.

وعي بالواقع

وأشار “فهمي” إلى أن الإخوان أصدروا بيانا يوم 19 يناير وجهوا خلاله نداء إلى الشعوب المظلومة والحكام الظالمين والقوى العالمية الظالمة المستبدة، وفي 23 يناير أصدر الإخوان بيانا أكدوا وقوفهم بجانب الشعب حتى يحصل على حريته ودعوا الناس إلى الحراك السلمي الهادف وشاركت قيادات الإخوان في يوم 25 يناير واتفقوا مع كل القيادات الوطنية أن لا يكون الإخوان المشهد الأبرز في الصورة حتى ينجح الحراك.

 

وتابع:”الإخوان المسلمين أصحاب فكرة وعقيدة وهم يدفعون الثمن ويمشون في طريق التحرير، مستنكرا مطالبة البعض للجماعة بالخروج من المشهد، متسائلا كيف للصوت الحر البذول أن يخرج من المشهد؟ ولماذا يتوارى الإخوان؟”، مضيفا أن الأزمة ليست في الإخوان وإنما في الذين قالوا نار العسكر ولا جنة الإخوان وحملهم بغضهم للإخوان إلى وضع أيديهم في يد العسكر.

لا مساومة

وفيما يتعلق بدور الجماعة للحفاظ على أرواح وحريات المعتقلين أكد فهمي أن الجماعة لن تساوم على شهداء الإعدامات وحريات المعتقلين وتضحياتهم فوق الرؤوس وهم فلذات أكبادنا وأرواحنا ونستشعر معاناتهم وأهليهم، وندرك الثمن الباهظ الذي يدفعه الشهداء والأرامل واليتامى فهم أصحاب كرامة وعقيدة، لكن هي معركة وعندما خرجنا إلى هذا الطريق كنا نعلم أن الطريق محفوف بالدماء والمخاطر والمعتقلون يسطرون أروع الملاحم في الثبات والصبر.