هل يرد “الطيب” على “تيريزا” أم يغضب للسيسي فقط؟

- ‎فيتقارير

كتب سيد توكل:

شيخ الأزهر أو كما يحلو لرافضي الانقلاب أن يصفوه بـ"شيخ العسكر"، سجل مواقف كثيرة في الغضب ليس من أجل الله بالطبع ولا الإسلام، بل من أجل جنرال 30 يونيو عبدالفتاح السيسي، وأظهر الدكتور أحمد الطيب تسامحاً منقطع النظير مع جرائم الجيش والشرطة التي وصلت إلى حد قتل وتجويع وتعذيب المصريين، بل ووصل تسامحه إلى درجة أنه وصف البوذية بدين السلام بعدها بأسبوع تم ذبح عشرات المسلمين في بورما، بينما ظل "الطيب" على أقواله، واليوم تتهجم رئيسة وزراء بريطانيا وتصف العقيدة الإسلامية بأنها "باعث على الإجرام والتطرف"، فهل يطول انتظار رد الأزهر؟

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، اتهمت الإسلام بشكل صريح وزعمت أن الرجل الذي نفذ هجوم أمس قرب مبنى البرلمان البريطاني في لندن أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. بريطاني الأصل، وأن وكالة الاستخبارات الأمنية المعروفة بـMi5 حققت معه قبل سنوات في قضية تتعلق بالتطرف، وأن العقيدة الإسلامية كانت مصدر إلهام للجاني!!

ابنة قسيس
و"تيريزا ماي" التي تولت وزارة الداخلية هي ابنة قس وتحب رياضة الكريكت، وتقول إن من هواياتها الطبخ والمشي، كلفتها الملكة إليزابيث الثانية رسمياً بتولي منصب رئاسة وزراء في بريطانيا، وبتشكيل حكومة جديدة، بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني المستقيل ديفيد كاميرون خليفته إلى الحفاظ على علاقات وثيقة مع العالم الإسلامي قبل ساعات من تركه منصبه.

"كاميرون" وفي آخر جلسة له في البرلمان، قال "إنه سيفتقد ضجيج النواب، وانتقادات المعارضة" التي رافقته أثناء أداء عمله خلال السنوات الست الماضية، مشيراً إلى أن رياح السياسة متقلبة ودفعته الى الخروج من منصبه فجأة بعدما مثل "المستقبل في أحد الأيام".

وقدم "كاميرون" النصيحة لخلفه "ماي" التي عملت وزيرة للداخلية في حكومته، بينما قبلت الملكة اليزابيث الثانية استقالة كاميرون في قصر بكنغهام، وكلفت "تيريزا ماي" بتشكيل الحكومة، لتصبح "ماي" ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا بعد "المرأة الحديدية" مارغريت تاتشر من حزب المحافظين.

يشار إلى أنه خلال تولي "ماي" (59 عاماً) وزارة الداخلية على مدى السنوات الست السابقة، حصلت "ماي" على تأييد كبير من زملائها في الحزب ومن الصحف البريطانية التي عادة ما تكون متشككة، بفضل عداوتها للدين الإسلامي.

وتلقى أيضاً شعبية كبيرة في معقلها في ميدنهيد غرب لندن التي يسكنها أفراد الطبقة الوسطى ذوو المستوى الاجتماعي الجيد، وتمثل ماي هذه المنطقة منذ 1997.

"خلوة" وقت المعركة!
"إن الأزهر يؤكد دائما على حرمة الدماء وعظم مسؤوليتها أمام الله والوطن والتاريخ، ويعلن الأزهر أسفه لوقوع عدد من الضحايا صباح اليوم، ويحذر من استخدام العنف وإراقة الدماء"، بصوت رقيق جاهد أن يغلبه الحزن كان البيان الأول الذي يبثه تليفزيون الانقلاب بصوت الطيب، في يوم مذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013م.

وزعم الطيب أنه لم يكن يعلم بموعد مجزرة فض الاعتصام في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، إلا عبر وسائل الإعلام، ودعا الضحية إلى "ضبط النفس"، بينما ترك المجرم يطلق رصاصته في الصدور ويحرق جثامين الشهداء المصريين، بل ويحملهم بالأوناش والرافعات ويلقيها في أماكن مجهولة ليردم على جريمته، بعدها ظهر الطيب الذي كان يرفض مقابلة الرئيس محمد مرسي، ظهر مع السيسي في أكثر من مناسبة ضاحكا وملاطفاً ومعه "ختم الحلال" جاهز للتوقيع على كل ما يقوله رئيس الانقلاب.

بعد خدعة "البيان" توجه الطيب سريعا وكأن شيطان يطارده إلى ساحة "آل الطيب" الروحانية بمدينة القرنة بالأقصر، ووقتها قال البعض إن الطيب آثر أن يدخل في "خلوة" بعيدا عن جو جثث الشهداء الخانق في القاهرة، والذي أصبحت رائحته برائحة الدم" بعد مجزرة فض الاعتصام، فهل يتوجه بعد هجوم "ماي" إلى نفس الخلوة؟