أحمدي البنهاوي
عودة حوادث السطو على الطرق لسرقة السيارات والمواطنين فضلا عن البنوك فى ظل الانقلاب، يشير إلى أن الراعي الرسمي لها هم العسكر أنفسهم، حيث يستغلون أسلحتهم النارية وسيارات الشرطة في تنفيذ كمائن صورية على الطرق الخالية، لا سيما الصحراوية منها، وتوظيف البدو للقيام بدور مساند ورئيسي في تحمل اتهامات المواطنين بالسرقة لهم.
يأتى ذلك بعد أن حاولت شرطة الانقلاب تحميل "ثورة يناير" مسلسل الفوضى الأمنية، رغم أن الذي صنعها هم العسكر بتوريط قيادات الشرطة في تلك الحوادث، مع انتشار مقولة "البلد محتاجة دكر".
"شرطة وقوات مسلحة"
والغريب أن الظاهرة طالت أيضا عددا من المشاهير وعربا من الباحثين عن الجنسية مقابل الوديعة، والأغرب أن من بين هذه العصابات مجموعة يتزعمها أفراد شرطة، حيث تلقى قسم شرطة النزهة بلاغا من موظف بإحدى الشركات لتعرضه لواقعة سرقة بالإكراه، وسرقة مبلغ مالى مقداره مليون جنيه مصرى، ملك صاحب الشركة، أثناء قيادته سيارة خاصة بشريك صاحب المؤسسة، حيث اعترضه بعض الأشخاص بسيارة أجرة، ونزل منها أحدهم مرتديا زى شرطىٍّ وأوهموه بأنهم رجال مباحث، وطلبوا منه النزول من السيارة وأدخلوه عنوة سيارتهم الأجرة وعصبوا عينيه، وأبلغوه بأنهم متوجهون إلى مديرية الأمن لكونه مقبوضا عليه، ثم أنزلوه بأحد الأماكن في منطقة الإسطبلات في شارع جسر السويس، واكتشف سرقة المبلغ المالى.
وبضبط الجناة، تبين أن منهم "هيثم محمد محمود وشهرته هيثم أبو الدهب، رقيب سابق بالقوات المسلحة، وعطا سيد عطا مندوب ثالث شرطة بإدارة المرور بمديرية أمن السويس".
ورغم حيازة الجناة أسلحة واستخدامها في التهديد بالقتل، لم تدرج النيابة القضية ضمن قضايا "الإرهاب"، بل اكتفت بتوجيه تهم السرقة بالإكراه واحتجاز مواطن دون وجه حق، وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص، وادعاء إحدى الوظائف العمومية العسكرية!.
تواطؤ أمني
ومن المعلوم من الأمن بالضرورة، تأمين البنوك ومكاتب البريد، حيث "خزائن" الأموال، إلا أنه تم اقتحام مكتب بريد قرية غزالة، التابعة لدائرة مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، صباح السبت، وسرقة 980 ألف جنيه، وأجهزة حاسب آلي من المكتب.
ورغم عملية قتل تعرض لها شاب في الثانوية العامة، نجل مقاول بناء بالعاشر من رمضان قبل أسابيع، إلا أنه وقبل أيام هاجم مسلحون، ظهر الخميس الماضي، سيارة نقل أموال بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، أسفر عن إصابة السائق بطلق نارى، ونقله إلى مستشفى التأمين الصحى بالعاشر، ولاذ الجناة بالفرار.
ضحايا مشاهير
ومن أبرز من طالتهم حوادث السطو المسلح التي عادت تضرب بقوة مجددا، هاجم مسلحون يستقلون سيارة أجرة، الفنان ياسر فرج بمنطقة المقطم، وهو يقود سيارته، وتحت تهديد السلاح تم الاستيلاء على سيارته وبداخلها متعلقاته الشخصية، وتمت إعادة السيارة بحسب فرج، في حين لم تتمكن من استعادة سيارة المصور أحمد صلاح، نجل شقيقة الإعلامي الانقلابي خيرى رمضان، أثناء مروره بسيارته بطريق الواحات في اتجاه هضبة الأهرام، لحادث تصادم من سيارة أخرى.
وعقب نزول "صلاح" لبيان آثار الحادث، فوجئ بمجهولين يعتدون عليه وصديقه بالضرب، وقاموا بسرقة السيارة، ومعدات تصوير، ولاذوا بالفرار، وأطلق أحد الجناة الخرطوش تجاه نجل شقيقة خيرى رمضان، ما أسفر عن إصابته بـ"بلى خرطوش" بالرقبة واليد.