وائل قنديل يرصد تطور السيسي من «الحضّانة» إلى «الخرزة الزرقا»

- ‎فيأخبار

كتب – هيثم العابد

أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لم يعد يحظى بذات الحصانة التى كان يتمتع بها قبل عام باعتباره الطفل المدلل للخارج، والصنم المقدس فى الداخل، بعدما استنفد عدد مرات الرسوب ولم يعد يمتلك مقومات البقاء.

وأضاف قنديل -فى مقاله "جمهورية "ميصحش كده"، اليوم الأحد، بـ"العربي الجديد"- أن السيسي الذى تعامل معه الغرب باعتباره "طفل مبتسر" يستحق الرعاية الشاملة، "أهدر كل فرص النجاح، فالداخل يغرق في مياه الأمطار، وعواصف الدولار، ويتخبط في عراء اقتصادي موحش، انخفض فيه الاحتياطي النقدي إلى ما تحت الصفر، والخارج يحترق بفعل فشله الأمني والاستخباراتي.

ورصد الكاتب الصحفي ذروة انهيار دولة الانقلاب حيث "وصل الأمر إلى حدود اختراق الإرهاب للمطارات والمنافذ وتفجير الطائرات، في سيناء التي كان البند الوحيد، في سيرته الذاتية، المقدمة للحصول على وظيفة "حارس منخفض السعر لمشروع الحرب على الإرهاب".

وشدد على أن "العالم اكتشف هزال السيسي وأيقنوا أن استمراره خطر داهم، فتكلموا وفعلوا ما يرونه في صالحهم، فسارعت لندن بسحب السائحين البريطانيين على وجه السرعة، وتبعتها موسكو، وعواصم أخرى قررت تعليق رحلاتها إلى المطارات المصرية التي تستأسد سلطاتها على امرأةٍ، أو تلميذ أو كاتب أو ناشط تمنعه من السفر، لكنها شديدة النعومة مع احتمالات الإرهاب والخطر".

وللتدليل على أن فشل السيسي أمر مستعصي، أعاد قنديل نشر مقال له قبل عام، بعنوان "الزعيم السيسي في الحضانة"، وصف خلاله نظرة القوى الاستعمارية لقائد الانقلاب فى أعقاب استيلائه رسميا على السلطة، موضحا: "يسلك عديد من النظم السياسية العربية والدولية مع عبد الفتاح السيسي، باعتباره الزعيم الذي ولد مبتسرًا.. وبالتالي، لا مناص من وضعه في "حضانة"، أملا في اكتماله وامتلاكه القدرة على الحركة والقابلية للنمو. وبعد أكثر من 18 شهرًا مضت على "زرع" هذه الزعامة الاصطناعية في مصر، يكتشف الرعاة والداعمون أن كل ما فعلوه لم يحقق المطلوب".

وأكد قنديل أن نظرة "الطفل المبتسر" لم تختلف كثيرا عن مثيلتها فى الداخل ولكن من وجهة نظر عبيد الحكم العسكري، حيث وصف النظرة الداخلية "يتمتع بمكانة الصنم المقدس، التميمة، أو "المبروك" في تراث الخرافة الشعبية، الذي لا يجيد الكلام، ولا الفعل، ولا التفكير، لكنه مثل "الخرزة الزرقاء"، يكفي وجودها على باب الدار لجلب الرزق، كما يعتقد ضحايا الدجل والشعوذة".

وعلى وقع حالة التخبط الرسمية وتبريرات الأذرع الإعلامية لتوالي فشل السيسي عبر شماعة المؤامرات الكونية، وتبدل المواقف من تأليه بوتين إلى وضعه ضمن قائمة الأعداء، اختتم قنديل مقاله: "مع نظام بهذه المواصفات البائسة، يصبح الصمت على الإهانة الدولية التي يعرّض لها مصر نوعاً من الخيانة، فارحمونا من "أستاذيتكم الفارغة"، وحديثكم التافه عن الشماتة والتشفي".