الصحافة الإسلامية تودع حسين عاشور مؤسس “المختار”

- ‎فيأخبار

  كتب- أحمدي البنهاوي


بعد حياة حافلة بالعمل الصحفي الإسلامي، شيعت مصر حسين عاشور، مؤسس مجلة "المختار الإسلامي"، وصاحب دار المختار الإسلامي للنشر، بعد أن صلى عليه المشيعون الجنازة عقب صلاة العصر بمسجد السيدة نفيسة ، ثم دفن بمقابر الجمعية الشرعية بالأوتوستراد .

توفي "الحاج حسين"، كما يعرفه العاملون بالوسط الصحفي الإسلامي، بعد معاناة شديدة مع المرض طوال الأشهر الماضية، وهو سليل "آل عاشور" الأسرة المعروفة بالعلم والاهتمام بالصحافة الدينية، وقدم الراحل للمكتبة الإسلامية المئات من المؤلفات التي اعتبرت فريدة من نوعها وصنعت أفكار أجيال بكاملها من التيار الإسلامي ، كما كان حرصه على الاستقلال في رسالته الصحفية مساعدا له على القبول في أوساط دينية عديدة.

وكان في مقدمة من نعاه الصحفي بدر محمد بدر، رئيس تحرير جريدة آفاق عربية (1998- 2005) وكتب عبر حسابه على "تويتر": "رحم الله الكاتب والإعلامي الإسلامي الحاج #حسين_عاشور صاحب دار نشر ومجلة #المختار_الإسلامي الذي عاش لدينه ووطنه وأمته ..إنا لله وإناإليه راجعون".

ومجلة المختار الإسلامي، إحدى أهم المجلات المصرية التي ظهرت في ثمانينات القرن الماضي، عن أسرته ونعاه 
حازم غراب، الصحفي المعروف قائلا :  "رحمه الله ووالدينا وأمواتنا رحمة واسعة. كان كمعظم الأسرة العاشورية خادما لدعوة الله إعلاميا بالنشر والصحافة جل حياته. اللهم تقبل جهاده بنشر الكتب وإصدارات مجلة المختار بشبابها وشيوخها في ميزان حسناته".

فيما كتب الكاتب الإسلامي الدكتور جمال نصار : "رحم الله الأستاذ المجاهد الحاج #حسين_عاشور صاحب دار نشر ومجلة #المختار_الإسلامي الذي عاش لدينه ووطنه وأمته. البقاء لله"

وكتب الباحث والمؤرخ، محمد إلهامي،  عبر حسابه على "تويتر": "وفاة الحاج حسين عاشور مؤسس "المختار الإسلامي". لا يعرفه إلا قليل، صاحب المجلة التي جمعت صفوة الثوريين الإسلاميين زمن مبارك، أنعم بهم من قليل".

وأضاف "من توافق التواريخ..يموت الحاج حسين عاشور يوم 10 مارس، في نفس ذكرى وفاة الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله! وبالأمس كانت ذكرى وفاة الشيخ الغزالي (9 مارس)، وكانت بعد 99 عاما بالضبط من وفاة الثائر العظيم جمال الدين الأفغاني!".

أما الفنان والتشكيلي الإسلامي عطية الزهيري فكتب : "إنا لله وإنا إليه راجعون ..رحم الله والدنا الحاج حسين عاشور..الكاتب و الإعلامي الكبير صاحب دار نشر ومجلة المختار الإسلامي ..رحمة الله عليه كان مجاهداً صابراً محتسباً …يعز عليَّ أن أتلقى الخبر في الغربة …مات فارس من فرسان القلم ….".

ابن العاشورية

وأسس "الحاج حسين" بعد عودته من لبنان في 1973، دار المختار الإسلامي التي طبعت أكثر من ألف عنوان إسلامي لمفكرين وعلماء من كافة أنحاء العالم الإسلامي من أبرزهم: أبو الأعلي المودودي والشهيد سيد قطب ومالك بن نبي ووحيد الدين خان، كما أخرج رسائل نحو النور التي كانت تطبع بمئات الآلاف، وجاء ذلك مواكبا للصحوة الإسلامية في السبعينيات، وهو ماجعل دار المختار الإسلامي أحد مصادر بناء وتأسيس الصحوة الإسلامية في مصر.

وأصدر الحاج حسين مجلة "هاجر" للمرأة المسلمة ، و"زمزم" للطفل المسلم، وهو استكمال لوالده الذي أسس مجلة "الاعتصام" الصادرة عن الجمعية الشرعية واستمرت نحو خمسين عاماً.

وكان أول كتاب ينشره الحاج حسين (الإسلام يتحدي) للمفكر الإسلامي الهندي العظيم (وحيد الدين خان)، وهو أحد تلامذة الشيخ أبي الأعلي المودودي، وطبع لأبو الأعلى كتبه "الحكومة الإسلامية"، و"الخلافة والملك"، و"فرعون في القرآن الكريم"، و"تفسير سورة الكهف"، و"سورة مريم" و"سورة الأحزاب"، وعشرات الرسائل التي كتبها.

وطبع للأستاذ أحمد بهجت سلسلة رمضانية بعنوان (حيوان له تاريخ)، وكان يتناول فيها قصص الحيوان في القرآن بطريقة جديدة جمع فيها بين العلم والدين جمعت في كتاب (قصص الحيوان في القرآن الكريم).

وطبع للدكتور مصطفي محمود رسالة يرد فيها علي الشيوعيين وطبع منها 30 ألف نسخة بمبلغ ثلاثة قروش (مبلغ هزيل جداً) ولكن بحمد الله كان لها تأثير ونفدت كلها.

وطبع حسين عاشور كتبا وزعت ملايين النسخ منها (كتاب الفتاوي) للشيخ الشعراوي (مليون نسخة)، كتاب (معجزة القرآن) للشعراوي أيضا، وزع مئات الألوف، كذلك كتاب (حوار مع الشعراوي)، وكتب الشيخ عبد الحميد كشك 
وزعت حوالي مليون نسخة، كذلك كتب (أحمد ديدات) طبع منها مليون نسخة، كذلك كتاب أحمد بهجت (أنبياء الله للأطفال) طبع منه مليون نسخة.

كما طبعت دار المختار الإسلامي للرواي والأديب نجيب الكيلاني وكان شاعرا ومفكرا إسلاميا وطبيبا ، ولسيد قطب وهو الأديب والقاص والصحفي .

وفي حوار صحفي قال الراحل : "أهم تجربة أنا مريت بها في هذا الموضوع أن تكون صادقاً مع الله سبحانه وتعالي وتخلص له سيكون معك وسيكون نعم المعين .. الصدق قبل أي شئ .. التقوي .. "اتقوا الله ويعلمكم الله " الله سيلهمك الصواب ويحقق أمالك..وأن تكون موحدا تفرد الله بالوحدانية والعبودية الحقة .. وأن تري الله جل وعلا في كل أعمالك وتستحضر عظمة الله في نفسك" .