شاهد.. كواليس وأسباب اعتقال أسامة نجل الرئيس مرسي

- ‎فيحريات

كتب: يونس حمزاوي
تداول نشطاء على مواقع السوشيال ميديا مقطع فيديو لا يتجاوز دقيقتين حول لحظة اعتقال أسامة، نجل الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، عصر اليوم الخميس 8 ديسمبر 2016م، على يد قوات أمن الانقلاب.

مقطع الفيديو يكشف مدخل العمارة التي كان يتواجد بها نجل الرئيس، حيث نزل من العمارة مرتديا بدلة كاملة بلحيته المعهودة، حتى تم وضعه في إحدى السيارات "الملاكي"، واقتياده إلى جهة غير معلومة.

وكان عبد الله محمد مرسي، النجل الأصغر للرئيس مرسي، قد أكد أن قوات الأمن اعتقلت، اليوم الخميس، شقيقه الأكبر أسامة، المتحدث باسم الأسرة.

وقال: "تم اعتقال أخي أسامة الآن، حسبنا الله ونعم الوكيل". وتلاحق السلطات المصرية نجل مرسي منذ عدة أشهر.

"الإخوان" تدين

من جانبه، أصدر حسن صالح، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان، تصريحا صحفيا، مساء اليوم الخميس، أدان فيه اعتقال نجل الرئيس، جاء فيه: «لا زالت عصابة العسكر التي تختطف مصر تمارس سياسة القمع والإرهاب بحق أبناء الشعب المصري، حيث اختطفت قوات أمن الانقلاب، منذ قليل، أسامة مرسي- نجل الرئيس محمد مرسي والمتحدث باسم أسرة الرئيس وعضو هيئة الدفاع عنه- من منزله بالشرقية».

وأضاف «نؤكد أن مثل هذه الانتهاكات فى حق أسرة الرئيس لا تعدو كونها انتقامًا ومحاولة دنيئة لكسر إرادة الرئيس، ونزع أية تنازلات عن شرعيته التي فرضها عليه الشعب في انتخابات حرة نزيهة، وهو ما لن يكون».

وتابع «كما ندعو كل الأحرار وكل المنظمات الحقوقية والإعلامية إلى انتفاضة ثورية لدعم صمود الرئيس وأسرته، وللتنديد بكل الانتهاكات التي تمارس ضدهم، منذ اغتصب العسكر إرادة الشعب في انقلاب الثالث من يوليو 2013 وإلى الآن».

واختتم تصريحه «تحيةً لصمود الرئيس وثباته الذي حافظ على إرادة الشعب وشرعيته، وتحية لصمود أسرته، (ليعلم أبناؤنا أن آباءهم وأجدادهم كانوا رجالاً، لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبدًا على رأي الفسدة ولا يعطون الدنية أبدًا من وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم).

أول تعليق من جانب الأسرة

وفي أول تعليق من جانب الأسرة، قال عبد الله، نجل الرئيس: إن داخلية الانقلاب اعتقلت شقيقه أسامة، المتحدث باسم أسرة الرئيس، بعدما اقتحمت منزله بالزقازيق، قبيل عصر اليوم.

وأضاف- عبر أول تعليق له بقناة وطن على جريمة اعتقال شقيقه- أن قوات أمن الانقلاب استولت على أمواله الخاصة الموجودة بالشقة، وأجهزة المحمول واللاب توب، واقتادته لجهة غير معلومة بشكل تعسفى دون ذكر الأسباب.

وأكد أن قوات أمن الانقلاب قامت باقتحام العمارة المكونة من 26 شقة، بينها شقة الرئيس محمد مرسى بجوار مقر جامعة الزقازيق، وأجرت عملية تفتيش دقيق لجميع شقق العمارة.

وذكر أن جميع قرارات سلطات الانقلاب وجرائمها بحق أسرة الرئيس لا يمكن أن تؤثر على مواقفهم ولا يمكن أن يكونوا فى يوم من الأيام أحد أوراق الضغط على الرئيس، حتى ولو تم إعدامهم جميعا، مشيرا إلى موقف الرئيس مرسى بعدم التصالح بأى حال من الأحوال مع سلطات الانقلاب.

وأعاد عبد الله ما قاله شقيقه المعتقل أسامة من قبل، قائلا: "إن لآل مرسى خمسين من الرجال، بين أبناء وأشقاء وحفدة، نفوسنا جميعا تزهق نفسا نفسا، أو نعتقل أبد الدهر، ولن نعطى الدنية أبدا فى وطننا أو ديننا".

<br>

الموقف القانوني

وأوضح عبد المنعم عبد المقصود، عضو هيئة الدفاع عن الرئيس مرسي وقيادات الإخوان، في تصريحات صحفية اليوم الخميس، أن سلطات الأمن ألقت القبض على أسامة مرسي من منزل العائلة في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية.

وأوضح أن القوة التي قامت بتفتيش المنزل صادرت مبالغ مالية، لا نعرف قيمتها حتى كتابة هذه السطور، وكذلك أجهزة كمبيوتر شخصية، مشيرا إلى أن "نجل الرئيس كان مطلوبا على ذمة قضية فض اعتصام رابعة العدوية".

ولفت عبد المقصود إلى أن نجل الرئيس سيحال مباشرة للمحاكمة في القضية المنظورة حاليا أمام القضاء، ولن يحال للتحقيق أمام النيابة، ما لم يكن مطلوبا على ذمة قضية أخرى.

زيارة واحدة لأسرة الرئيس منذ اختطافه

وقبل أيام، شددت عائلة الرئيس مرسي على أن موقفها من الانقلاب العسكري لم يتغيّر، مجددة عدم اعترافها بـ"سلطة الانقلاب، وعميق إيمانها بأنه قريبًا ينال كل ذي حق حقه".

ونددت الأسرة، الأحد الماضي، بـ"استمرار منع سلطات الأمن المصرية زيارتها له في سجن طره، من دون توضيح أسباب المنع"، موضحة، في بيان، أنه "ليست هذه واقعة المنع الأولى أو الوحيدة، بل إن الأصل كان منع الزيارة، فلم تتمكن أسرة الرئيس من زيارته منذ اختطافه، إلا مرة واحدة في 7 نوفمير 2013 بسجن برج العرب غرب الإسكندرية".

وتابع البيان "لقد حاولت أسرة الرئيس المختطف، دون جدوى، ‏‎ولأكثر من 50 مرة خلال هذا العام الجاري، آخرها بتاريخ 3 ديسمبر2016، أن تزوره في سجن طره، والسبب المعتاد في الرفض أن هناك قرارا بذلك من جهةٍ ما".

وأضاف البيان "في ظل صمود الرئيس، لا يسعنا إلا أن نؤكد أن عزمنا نحن والملايين الذين انتخبوه أقوى من كل تلك الجرائم التي لن تنال من الرئيس مهما حدث، ونشدد على أننا نحمّل السلطة الانقلابية بكل أفرادها، وعلى رأسهم قائد الانقلاب، كامل المسئولية عن الحالة الصحية للرئيس وسلامته، وإننا ندعو الأحرار في العالم والمنظمات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، وكل مهتم بالحرية والنضال، أن يلتفتوا إلى ملف انتهاك حقوق الرئيس المختطف محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في مصر".

أسباب الاعتقال

ورغم أن السبب الظاهر هو اعتقال نجل الرئيس على خلفية اتهامه في قضية فض اعتصام رابعة، والتي تنظر أمام قضاء الانقلاب منذ 3 سنوات، إلا أن القبض على أسامة في هذا التوقيت يفتح الباب أمام تفسيرات متعددة، لعل أبرزها ما ذكره الدكتور عمرو دراج، وزير التعاون الدولي في حكومة الدكتور هشام قنديل وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، بأن ذلك يأتي في سياق الضغط على الرئيس من خلال التنكيل بعائلته، مؤكدا أن ذلك لن يفت في صمود الرئيس.

وقال "دراج"، عبر صفحته على "تويتر"، اليوم الخميس: "سلطات الانقلاب لا تكتفي بمنع أسرة الرئيس مرسي من زيارته لأكثر من ٣ سنوات، بل تعتقل نجله أسامة بعد أيام من قدوم مولوده الأول"، مضيفا "سيظل مرسي صامدا".

من جانبها، كتبت البرلمانية عزة الجرف، عضو برلمان الثورة 2012، عبر صفحتها على "تويتر"، قائلة: "اعتقال أسامة محمد مرسي، نجل الرئيس محمد مرسي وعضو هيئة الدفاع عن الرئيس المختطف، خسة ونذالة العسكر بلا حدود، دمرهم الله ومن والاهم.. خونة".