أكد محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل أن سلوك مصر لا يسهم تحديدًا في تهدئة الأوضاع في قطاع غزة وحالة العداء الكبير الذي تكنه مصر "السيسي" لحركة "حماس" يجعل من المستحيل الاعتماد على دور القاهرة كوسيط قادر على إلزام "حماس" بالتوافقات التي يمكن التوصل إليها، وهو ما قد يؤدى إلى انفجار الأوضاع في غزة؛ لأن القاهرة ترفض أية صيغة يمكن أن تفضي إلى تخفيف مظاهر الحصار والمعاناة في قطاع غزة، وهذا قد يتسبب في انفجار مواجهة جديدة بين "حماس" والكيان الصهيوني على عكس ما تقتضيه المصلحة الصهيونية.
وأشار هارئيل – في مقال نشرته الصحيفة الجمعة – إلى أن قرار مصر إغلاق معبر رفح بشكل شبه دائم يقلّص أية فرصة لانطلاق إعادة إعمار قطاع غزة، منوهًا بأن نظام السيسي يرى في حركة "حماس" مجرد فرع من فروع جماعة "الإخوان المسلمين" التي يناصبها العداء الشديد.
ونقل عن مصادر عسكرية صهيونية قولها إنه بدون توافق ثلاثي بين "حماس" والسلطة الفلسطينية ومصر، فإنه لا أمل في إعادة إعمار القطاع.
وبحسب هارئيل، فإن القاهرة تشترط إعادة فتح المعبر بأن تتخلى حركة "حماس" عن السيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر، وتسليمه لقوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لا يبدي حماسًا لتسلّم المسؤولية عنه.
كانت صحيفة "هآرتس" قد نقلت عن مصادر عسكرية صهيونية قولها إن السيسي معني تمامًا بأن يتولى محمد دحلان، القيادي المطرود من حركة "فتح"، رئاسة السلطة بعد غياب محمود عباس.
وتري الصحيفة أن نظام الجنرالات في القاهرة يرى أن مصالحه تقتضي وجود دحلان على رأس السلطة الفلسطينية، منوهة بأنه على الرغم من الكراهية الشديدة التي يكنها النظام لـ"حماس"، فإنه يرفض أن تتولى الدول الأخرى أي دور في التوسط بين "حماس" وإسرائيل.
وشددت على أن هذا الموقف يأتي من أجل ضمان تحقيق أكبر قدر من التأثير على ما يجري في غزة.