قالت صحيفة "هآرتس" الصهيونية: إن نظرية الأمن "الإسرائيلي" المعروفة منذ عام 67م (الردع –الإنذار المبكر – الحسم) تعرضت لهزة كبيرة خلال حروب ثلاث خاضتها "إسرائيل"، منها حربان ضد قطاع غزة وواحدة ضد حزب الله. وخلصت الصحيفة، في تقرير تحليلي لها اليوم أعده الصحفي الصهيوني تشيك براليخ، إلى أن الجيش "الإسرائيلي" عجز بكل قوّته وسلاح طيرانه عن حسم تلك المعارك لصالحه.
ويضيف الكاتب: اتضح في السنوات الأخيرة أن التهديدات ضد "إسرائيل" بقيت، وصارت تهدد أمن المجتمع الصهيوني كلّه. كما أن هناك عاملا رابعا مهما في الاستراتيجية العسكرية قد تضرر بشكل بالغ؛ وهو الدفاع، وإن "جيش الدفاع" لم يعد قادرًا على الدفاع عن المجتمع الصهيوني. ويقول: عمليًّا فإن المشكلة الأساسية تكمن في نوعية الردع وإن هذه هي الحقيقة الموجعة التي يعيش بها الجيش "الإسرائيلي".
وتابع: إن "وهم الحسم الذي أقنعت إسرائيل نفسها به منذ العام 1967 لم يجدِ نفعا أمام حزب الله وأمام حماس". وعمليًّا -حسب الكاتب الصهيوني- فإن "إسرائيل" خسرت ثلاث مرات، وإن سمعتها الدولية تضررت بشدة بسبب هذه الحروب الثلاثة الفاشلة، وإن كلمة "حرب عادلة" لم تعد تقنع العالم.
التقرير التحليلي الذي أعدته صحيفة "هآرتس" الصهيونية يؤكد تصريحات كان أدلى بها قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن فشل نظرية الأمن الصهيوني. وكان محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، قال، في تصريح له في الأيام الأولى عقب انتهاء العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة في السادس والعشرين من أغسطس المنصرم: إن المقاومة الفلسطينية دمرت نظرية الأمن الصهيوني خلال المعركة التي استمرت 51 يوما.
وأضاف الزهار: إن "المقاومة الفلسطينية حققت نظرية نغزوكم ولا تغزونا، وفاجأت العدو بعمليات الإنزال العسكرية من فوق الأرض ومن تحتها ومن البحر ومن الجو". وشدد على أن أنفاق المقاومة في غزة ضربت نظرية "الدبابات التي لا تقهر والطائرات الحربية التي تسيطر على الحرب".