تسخين المنطقة العربية .. لتمرير صفقة القرن أم ضرب إيران ؟

- ‎فيعربي ودولي

تشهد المنطقة العربية حملة تسخين كبرى ، تصل ذروتها في مايو الجاري، وفق ترتيبات أمريكية صهيونية، على مسارات عدة .

ففي الظاهر يبدو التصعيد النووي الإيراني الأمريكي، متجليا في الأفق السياسي، بعد تصريحات ترامب الأخيرة والهجوم الأمريكي على قواعد عسكرية سورية بها مقاتلين إيرانيين وتابعين لحزب الله الموالي لإيران ، بجانب قرصنة إسرائيلية على إيران وسرقة نحو نصف طن من خزائن المعلومات الإيرانية عن مشروعها النووي .

وبحسب مراقبين، فان التصعيد الجاري حاليا، يستهدف تسخين الأجواء في المنطقة العربية ، لتمرير صفقة القرن لصالح إسرائيل، على حساب الفلسطينيين وعلى الأراضي المصرية .

وبحسب المراقبين، فإن ملامح تنفيذ صفقة القرن تكتمل خلال الأيام القادمة وربما تكون ساعة الصفر للتنفيذ هي 15 مايو الحالي ، حيث تظهر عدة شواهد على تنفيذها، منها : محاولة الإيهام وصناعة الخداع بأن هناك معركة ستتم خلال الأيام القادمة بين الكيان الصهيوني وإيران بينما المعركة الحقيقية ستتم على أرض غزة تنفيذا لصفقة القرن. بجانب وجود تصعيد مشترك بين جيش الاحتلال والجيش المصري على الحدود مع قطاع غزة والحدود من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إضافة إلى إعلان ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني وذلك يوم 14 مايو، وهو ما تسعى إسرائيل للاستفادة من ذكرى مرور 70 عامًا على تأسيس دولة الاحتلال لتكون موعدا لإيجاد صيغة جديدة من خلال ما يعرف بصفقة القرن.

حيث تفرض السلطة الفلسطينية حصارا اقتصاديا على غزة لتركيعها بالأزمات الاقتصادية.

وفي زحمة الأحداث، يسعى انقلاب السيسي وإعلامه لإشغال الشارع المصري بقضايا هامشية مثل الحديث عن المصالحة وغيره ، بينما حدث فلسطين وصفقة القرن هو الحدث الذي يتوجب أن يهيمن على الساحة الإعلامية الوطنية ، وهو ما بدا مؤخرا بترتيب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، بإشارته بدون مناسبة إلى أن الرئيس محمد مرسي وعد بأرض للفلسطينيين في سيناء ، وهو ما يأتي في إطار تهيئة المصريين للحدث .

مع العلم أن ذلك الادعاء كاذب وجرى تنفيذه من قبل إعلام المخابرات المصرية سابقا، على غرار اتهام الرئيس بالتنازل لأثيوبيا تمهيدا لتنازلهم عن مياه النيل .

على جانب آخر، يرى خبراء أن التصعيد مع إيران في تلك المرحلة مستهدفا، في ظل تاريخ العلاقات الأمريكية الإيرانية المتناغمة في كثير من الملفات في الحليج العربي وعدد من القضايا الدولية، ويهدف التصعيد لمحاولة تهديدها بعدم التدخل في المعركة أو دعم حركة المقاومة في غزة في حال إنفاذ الصهاينة وعباس والسيسي وأمريكا لصفقة القرن بالقوة .

على أية حال ، فإن شهر مايو ستجتمع فيه أحداث سياسية من العيار الثقيل، تتسم بقابليتها للانفجار، ما استلزم تسمية هذا الشهر بـ “مايو الخطر”، فحسب المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية تتزايد المخاوف الفلسطينية من احتمال حدوث انفجار كبير في منطقة الشرق الأوسط، على خلفية مجموعة أحداث قد تتخذ منحى خطراً يهدد الاستقرار في المنطقة، في مقدمتها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاتفاق النووي المُبرم مع إيران، وإحياء الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية ، ووصف رئيس “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة (تل أبيب)، اللواء احتياط عاموس يدلين، شهر مايو بأنه “الأخطر منذ عام 1967 و1973” وأكد أن مجموعة الأحداث التي يتخللها هذا الشهر تحمل تحديات أمنية كبرى. وأكد يدلين، الذي شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، في سياق مقابلة أدلى بها إلى وسائل إعلام أجنبية، أن شهر مايو سيكون شهراً متفجراً . وأضاف: “نحن لسنا قبل حرب، ولكن ثمة أحداث يمكنها أن تتطور إلى ذلك، وكلها ستقع بين 12 و15 مايو . وهي قرار الولايات المتحدة إذا كانت ستنسحب من الاتفاق النووي، نقل السفارة الأميركية إلى القدس، الأحداث الأمنية على حدود غزة وغيرها”. ، حيث
قالت صحيفة haaretz الإسرائيلية أن الجيش المصري قام خلال الأيام الماضية بحشد عدد كبير من القوات على الحدود استعدادا لشن حملة عسكرية كبيرة أخرى بطول الحدود مع فلسطين وقامت إسرائيل بإبلاغ سكان المستوطنات المجاورة بالحدود بأنه في الأيام القادمة سوف يتم سماع دوي انفجارات عبر الحدود.