“تعزيز مسيرة العمل المشترك ودعم الترابط والتكامل الخليجي وترسيخ علاقات الشراكة الإستراتيجية بين أعضائه”، ذلك النص اختاره الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الذياني في دعوته لعقد القمة الـ39 لدول مجلس التعاون الخليجي التي تعقد حاليًّا بالرياض ليدلل مجددا على موقف المجلس وقدراته وكأنه يسخر من حاله أو يتحدث عن مجلس آخر غير الذي يترأسه والذي يتهدده أزمة ضاربة بجذورها في عمق العلاقة بين أعضائه والتي وصلت حد تعمد بعضهم فرض حصار بري وبحري وجوي لخنق عضوًا آخر في سبيل الإذعان لسياساتهم.
القمة التي قررت مسقط الاستغناء عن عقدها وتسليمها للرياض في محاولة لتجنب الفشل الذي منيت به قمة الكويت السابقة ستتمحور كل أهدافها في منع إعلان وفاة المجلس والحفاظ على الحد الأدنى للتعاون بين أطرافه في المجال العسكري دون بقية أوجه التكامل والتي كانت واعدة في هذا التكتل الإقليمي في المنطقة قبل أن ينهار؛ بسبب رغبة السعودية في فرض هيمنتها على سياسيات الدول الخليجية لتبدو إمكانية إجراء المحادثات حول الوحدة الاقتصادية والسياسية ومشروع التكامل الخليجي مستحيلة في ظل الانقسام الحاد الذي تعيشه دول المجلس ولتنعقد القمة الشكلية من دون أمل في التوصل إلى أي نتائج.
قناة “مكملين” تابعت عبر برنامج “قصة اليوم”، مساء الأحد، وقائع القمة الخليجية التاسعة والثلاثين بالرياض على ضوء استمرار الأزمة الخليجية وتفاقم أزمات الدول الأعضاء وتحديات المنطقة.
وقال المحلل السياسي مناف كيلاني: إن مجلس التعاون الخليجي دخل مرحلة الموت السريري بإصرار الرياض على فرض هيمنتها على القرار الخليجي. لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية فقدت الكثير من هيبتها بسبب سياساتها الخارجية واللاوعي الذي أصاب حكامها السابقين والحاليين بسبب عدم توقعهم قرب نقصان الاحتياطات النفطية في السعودية والإمارات ويجب عليها العمل لمصلحة شعوبهما وشعوب المنطقة.
وأوضح كيلاني أن رفض مسقط استضافة القمة بسبب اتباعها سياسة النأي بالنفس عن الصراعات التي تعصف بكل جزيرة العرب، مضيفا أن السعودية تطبق سياسة اتفقت عليها شفهيا عند تشكيل مجلس التعاون بأن تتولى حماية الدول الخليجية الصغيرة مقابل الإذعان لسياستها لكن حرب الخليج كشفت عجز السعودية عن حماية أراضيها.
بدوره قال المحلل السياسي نصير العمري: إنه لا يوجد تشاور في مجلس التعاون الخليجي بل توجد دولة تفرض رأيها وتقود باقي الدول وهي السعودية.
وأضاف العمري أن السعودية تمارس سياسة تسعى من خلالها إلى جر وإجبار الدول الخليجية على السير في ركب سياسة أمريكية صهيونية تسعى إلى تحقيق أهداف تل أبيب وواشنطن.
وأوضح العمري أن التسريبات الأخيرة حول التطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني يؤكد انحراف المملكة عن البوصلة العربية عن مصالح العرب وهذه البوصلة يقودها محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ومحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي.