المصريون في قطر “مقاومة شعبية” ترد الصفعة للسيسي.. تعرف

- ‎فيأخبار

كتب: سيد توكل

أبدى المقيمون في قطر من الجاليات المختلفة، خصوصًا جاليات دول الربيع العربي، وفي صدارتهم المصريين استعدادهم الوقوف في الصف الأمامي لصد أي عدوان عسكري على قطر، من عصابة الحصار الخليجية، ويبلغ عدد الوافدين في قطر نحو مليون مغترب يشكلون رقما لا بأس به لصد الهجوم البري على الإمارة الصغيرة، فيما إذا تم تسليحهم وتجهيزهم وتوزيعهم بدقة، لا سيما مع دخول 5000 جندي من الجيش التركي إلى قاعدتهم في قطر.

 

وقالت مصادر مطلعة إن مسئولين بالحكومة القطرية تواصلوا مع عدد محدود من التجمعات السياسية العربية في الدوحة، واستطلاع رأيهم حول إمكانية انخراطهم في "مجموعات مقاومة شعبية" في حال وقوع عدوان عسكري من عصابة الحصار الخليجية ضد قطر.

 

دول الحصار في تصوراتها إنه إذا لجأت لتدخل عسكري، فإنها لن تتعرّض للوافدين المقيمين في قطر، الذين يتجاوز عددهم المليون؛ حتى لا تستعديهم؛ وكذلك للحفاظ على عجلة الإنتاج والعمل اليومي، ولكن في الوقت ذاته فإن دول الحصار تخشى من آلاف المقيمين الذين يُعادونها لمواقفهم ضد الحريات، ومعادة الثورات في بلدانهم؛ وبالتالي فإن دخولهم قطر ستكون لحظة انتقام مناسبة.

 

الجيش القطري

 

وأكد مُقرَّبون من الحكومة القطرية إنهم لا يستبعدون قيام عصابة الحصار الخليجية بتنفيذ عملية عسكرية في الدوحة، وأن هناك خطة مشابهة لدى دول الحصار كالتي نفّذها "صدام حسين" في غزو الكويت عام 1990، وأن وجود القاعدة التركية دفعهم للتغيير من تنفيذ الخطة.

 

وتتألّف القوات المسلحة القطرية من 3 أفرع رئيسة؛ القوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية، وتتكوّن من 12 ألف جندي وضابط، وبحسب مؤسسة "جلوبال فاير باور"، فإن الدوحة تمتلك 98 طائرة عسكرية، منها 9 مقاتلة، 15 هجومية، 53 للنقل الجوي، 28 للتدريب، 43 هليكوبتر، و92 دبابة، 462 مدرعة، و24 مدفع ذاتي الحركة و12 مدفع ميدان (مدفعية مقطورة)، 21 راجمة صواريخ، ويتكوّن الأسطول من 80 سفينة حربية منها 69 سفينة دفاع ساحلي.

 

ورغم محدودية قوة وحجم الجيش القطري بالمقارنة بجيوش عصابة الحصار الإماراتي والسعودي والمصري، إلا أنه في العام 2016، تصدَّرتْ قطر قائمة مستوردي الأسلحة في العالم بصفقات وصلت قيمتها إلى 17 مليار دولار.

 

3 محاور 

 

وقالت المصادر إن فكرة التدخل العسكري قائمة، وأنها تقوم على ثلاثة محاور، محور "تحييد القاعدة القطرية" بحصارها عبر إنزال جوى ضخم، تفشل معه القوات في التدخل لمنع "إنقاذ" الديوان الأميري من السقوط، وهو المحور الثاني، حيث تقوم القوات المعادية بمهاجمة القصور الأميرية، المتوقع وجود الأمير "تميم بن حمد" ووالده والعائلة الحاكمة بها، ثم السيطرة على بعض المؤسسات الحيوية، خصوصاً وزارة الدفاع، وحقول الغاز، أما المحور الثالث فيقوم على نشر قوات ونقاط تفتيش وكمائن لوقف أي أعمال مقاومة.

 

وبحسب المصادر، فإن الحكومة القطرية لا تتوقع تدخلاً أمريكياً أو إيرانياً عسكرياً لوقف العملية العسكرية المتوقعة، وهو ما دفعها للتفكير في تجهيز مجموعات دفاع شعبي "مقاومة شعبية"، مساندة للجيشين القطري والتركي، ومن ثم حرب شوارع تدفع بالأمور للتصعيد، وتدخل أمريكي لوقف العملية العسكرية ضد الدوحة.

 

وأضافت المصادر، أن عدد من التجمُّعات بالجاليات العربية في قطر، أبدوا استعدادهم المشاركة في الدفاع عن الدوحة، بينما أحجم آخرون وتعلَّلُوا بمواقف بلدانهم الأُمّ، أو لعلاقاتهم بالسعودية والإمارات.

 

تجربة صدام حسين

 

وخلال غزو الكويت في أغسطس 1990، شكَّلت العائلة الحاكمة مجموعات مقاومة، شارك فيها وافدون عرب، ورغم هروب آلاف من الوافدين وعائلاتهم، ظلَّ آخرون على رأس عملهم، ومشاركاتهم المُقاومة للاحتلال العراقي.

 

الوضع في قطر يبدو مختلفاً؛ لعدة أسباب، السبب الأول: أن آلافاً من الوافدين المقيمين في الدوحة لهم سنين طويلة بها، وأنه بَاتَ هناك جيلين على الأقل من الوافدين، مما خلق ارتباطاً وثيقاً وانتماءً لها.

 

السبب الثاني أن الأوضاع الاقتصادية في مصر ولبنان والسودان والمغرب العربي لا تُشجّع على الخروج من قطر حتى وإن تعرَّضتْ لحرب.

السبب الثالث أن آلافاً من العاملين في قطر لديهم مواقف معارضة من سياسات بلدانهم، وأنهم قد يتعرّضون للتضييق عند عودتهم؛ وبالتالي فإن من واجبهم الحفاظ على الدولة القطرية التي احتوتهم.