“سندُك هيبَة جيشكم دكًا إذا ما منا اقترب.. فتجهّزوا لجحيمنا يوم اللقاء المرتقب.. هذه البنادق للفدا عطشى كصحراء النقب.. وستُقبرون بأرضنا هذا بيان مقتضب”، على وقع تلك الكلمات احتفلت حركة المقاومة الإسلامية حماس بذكرى انطلاقتها الـ31، وسط حضور جماهيري كبير وصفه مراقبون بأنه الأضخم على مستوى مهرجانات الحركة السابقة.
ذكرى انطلاقة حماس حملت العديد من الرسائل للداخل والخارج، لا سيما الرسائل العسكرية والسياسية التي أفصح عنها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وبينما كانت حماس تحتفي بانطلاقتها وتفوقها على الاحتلال الصهيوني في عملية خان يونس الأخيرة، كان بنيامين نتنياهو يحتفي هو الآخر بتطبيع بعض الدول العربية مع حكومته، ودفاع تلك الدول عن أحقية الاحتلال في القدس الغربية.
إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، حدد أربعة ملفات للخروج من الحالة الراهنة للقضية الفلسطينية، أولها الذهاب إلى الوحدة عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية والإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية، مبينًا أن الملف الثاني يتمثل في وقف التعاون والتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني الذي تجتاح دباباته مدن الضفة الغربية.
واعتبر هنية أن الملف الثالث يحتاج إلى إجماع وطني جامع، عبر انعقاد الإطار القيادي لمنظمة التحرير واستعداده لعقد اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مذكرًا بأن الملف الرابع يقوم على تحرير وتعزيز وتوثيق العلاقة مع المحيط العربي والإسلامي، رسائل عديدة كانت في خطاب هنية شملت أيضًا صفقة القرن ومسيرات العودة.
قناة “مكملين” الفضائية ناقشت- عبر برنامج “قصة اليوم”- رسائل المقاومة من غزة للضفة الغربية وما يترتب عليها من صفقة القرن، ودلالات هرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع الصهاينة.
وقال فتحي حماد، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”: إن الحركة بعد مضي 31 عاما على انطلاقتها تنتقل من نصر إلى نصر، ويزداد مؤيدوها، وتتطور قدراتها العسكرية والأمنية والتنظيمية والإعلامية.
وأضاف حماد أن أعداء حماس أرادوا من حصارها فض الشعب عنها وعن الجهاد والمقاومة، وجاءت الرسائل مناقضة تمامًا لمخططاتهم، فحماس بفضل الله يزيد أنصارها وتزيد قوتها من عام إلى عام، مضيفا أن الحركة اشتقت من الحصار سلاحًا جديدًا وهو مسيرات العودة، وكلما ضاق الخناق ابتدعت الحركة سلاحًا جديدًا لمواجهة المحتل.
بدوره استبعد ماهر شاويش، المحلل السياسي، نجاح حركتي حماس وفتح في إتمام المصالحة في عهد الرئيس محمود عباس، مضيفًا أن شرعية عباس سقطت منذ 2009 بعد انتهاء ولايته.
وأضاف شاويش أن المجلس التشريعي وفق القانون تنتهي ولايته بانتخاب مجلس جديد، مضيفا أن الكرة في ملعب محمود عباس لأنه يملك أدوات وصلاحيات أكثر، وهو الذي يملك الدعوة إلى إطار قيادي موحد.
وأوضح أن كل ملفات المصالحة السابقة تضمنت نقاطًا مشتركة كثيرة يمكن الانطلاق منها والبناء عليها، مضيفا أن عرقلة المصالحة حتى الآن بسبب الضغوط الأمريكية والصهيونية.