استعرض يحيى حامد، وزير الاستثمار في حكومة الدكتور هشام قنديل، جرائم القمع والتعذيب وأحكام الإعدام والسجن السياسية التي يصدرها قضاء الانقلاب، فضلا عن ارتفاع معدلات الفقر والعنف والتحرش والإخفاء القسري وتوسع العمليات الإرهابية في أنحاء البلاد في وقت يستحوذ فيه الجيش على أنواع شتى من التجارة.
انتقادات “حامد” وردت في مقال بصحيفة “إندبندنت” البريطانية، واستهله بمحاولات استعراض الجيش واقعا غير حقيقي عن مصر السيسي من خلال قرار استضافة أول معرض دولي للسلاح، في أول ديسمبر لثلاثة أيام، في محاولة لإيهام العالم بأن مصر تتمتع بالأمن والاستقرار بعد سنوات من الفوضى.
واستعرض إشارة وزير دفاع السيسي محمد زكي للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها واصفاً الدفاع بأنه “عمود السلام”. بعد أن وفرت حكومته محاكمات الجماعية وأحكام الإعدام التي صدرت في سبتمبر، فلم يحدث تعليق ليمضي عبد الفتاح السيسي كأن كل شيء على ما يرام!
ووصف الحياة في عهد السيسي بالتحول إلى جنون العظمة والقمع والعنف شديدين. منذ انقلاب عام 2013، عندما قاد السيسي ائتلافاً للانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وبعدها تحولت مصر إلى سجن مفتوح، بحسب منظمة العفو الدولية. لاستئصال جميع أنواع التيارات في مستويات لم تشهدها مصر من قبل.
وقال إن في السجون المصرية الآن ما يزيد عن ستين آلف سجين سياسي، ويفرض حظر شامل على المظاهرات والاحتجاجات، وبات التعذيب والقتل والاختفاء القسري أدوات يومية للدولة، بينما تهدد “الحرب الخفية” في شبه جزيرة سيناء بالدفع بالأزمة الإنسانية هناك إلى مستوى مروع، ورأى أن المجتمع يتعرض في ظل ذلك إلى السحق.

مصر الرعب
وأشار يحيى حامد إلى أن مصر باتت أكثر رعبا وعارا عن جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي حتى أن “هيومن رايتس ووتش” وصفت ما يجري بـ”وباء التعذيب”، يستخدم فيه الضرب والصعقات الكهربائية وفي بعض الأحيان الاغتصاب. مثلما حدث مع جوليو ريجيني، الذي تعرض للضرب وللحرق والتعذيب على مدى أيام، ثم ألقي بجثته المشوهة في حفرة، بالتزامن مع الذكرى الخامسة لثورة يناير 2011.
وأضاف أنه منذ أواخر أكتوبر، ألقي القبض على العشرات من نشطاء حقوق الإنسان، بما في ذلك 19 في يوم واحد في نوفمبر. أما ضحايا التحرش الجنسي، مثل أمل فتحي، فهؤلاء يلقى القبض عليهم لمجرد أنهم تكلموا عما جرى لهم في بلد بات العنف الجنسي فيه مستشريا.
وتابع أنه حتى بعض الرموز، كالبرلماني السابق والكاتب مصطفى النجار، لم يعد يسمع عنهم أحد ويفترض كثير من الناس أنه تعرض للإخفاء بالرغم من الإنكار المتواصل من قبل الدولة.
القضاء الفاسد
وحمّل وزير الاستثمار السابق القضاء الفاسد حتى النخاع مسؤولية آلاف الأحكام بالسجن والإعدام وعدم نجاة احد إلا القليل من قبضة السيسي، فباتت كل الألوان السياسية ممثلة الآن داخل السجون المكتظة والقذرة والفارغة من الرعاية الطبية، فمات، بحسب منظمة الكرامة السويسرية لحقوق الإنسان، داخل السجون المصرية 323 شخصاً منذ 2013 وحتى 2015. مؤكدا أن الأوضاع تسوء في السجون عاماً بعد آخر.
واعتبر أن القبض على وزير العدل الأسبق أحمد سليمان كان لانتقاده انتهاكات النظام لحقوق الإنسان وتحيزات النظام القضائي. بالنسبة للسيسي، وأن كل من شارك، بشكل مباشر أو غير مباشر، في ثورة يناير 2011 هو عدو للدولة، ويصدر للإعلام الغربي أن القابعين في السجون ليسوا لأسباب سياسية بل هم مجرمون!
صمت غربي
وعن الموقف الغربي المواتي للانقلاب اعتبر أن الغرب يلتزم الصمت، كما هو الحال مع قادة الدول العربية التي تحكمها أنظمة دكتاتورية متحالفة مع الولايات المتحدة.
وعن وسائل السيسي لذلك قال إن “السيسي يدرك كيف يسكت الغرب من خلال الادعاء بأنه يحارب الإرهاب ويجلب الاستقرار للمنطقة، وقد وجد لنفسه صديقاً في دونالد ترامب، الذي ما فتئ يُستغل بسبب سذاجته وتقلب مزاجه.
واستنكر استمرار القوى الغربية في الوقوف إلى جانب الديكتاتور. معتبرا أن دونالد ترامب يشيد بأساليب العنف التي يلجأ إليها السيسي في سبيل تعزيز سلطته بذريعة مكافحة الإرهاب. وإيطاليا، التي أزعجها جداً مقتل ريجيني في عام 2016، فقامت بإرسال سفير جديد إلى القاهرة بعد عام واحد سعياً لتطبيع العلاقات بين البلدين!
خلاصة المطلوب
وخلص الوزير السابق يحيى حامد إلى أن معرفة الغرب حتجى تحسنها. وأن السيسي ورفاقه من الديكتاتوريات سوف يستمرون في العدوان على الحريات. داعيا إلى إلى تظافر الجهود لوضع حد لانتهاكات السيسي السافرة لحقوق الإنسان ولاعتداءاته المستمرة على الديمقراطية واستهدافه خصومه السياسيين بالإسكات. حينها فقط بإمكاننا البدء في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.
https://www.independent.co.uk/voices/egypt-al-sisi-donald-trump-violence-repression-paranoia-arab-spring-amal-fathy-mohammed-zaki-a8692486.html