قطعت التسريبات الأخيرة التي أذاعتها قناة “مكملين”، مساء أمس الأربعاء، الشك باليقين حول هذه التسريبات التي أظهرت كيف يدير نظام الانقلاب الإعلام في مصر، وموقفه الحقيقي من قضية القدس، وتلاعبه بالقضية، وعمالته للجانب الإسرائيلي، في الوقت الذي يظهر فيه النظام بدور الوسيط والمدافع عن القضية.
وكشفت المكالمات الهاتفية بين ضابط المخابرات أشرف الخولي وبين عدد من الإعلاميين الذين يعملون تحت مظلة الانقلاب، كيف يتم توجيههم يوميا للحديث عن القضايا المختلفة، وخاصة التي تمس الأمن القومي وقضية الانقلاب والقضايا العربية وعلى رأسها قضية القدس، فضلا عن التدخل في حل مشكلات الإعلاميين فيما بينهم لتنسيق الجهود للخروج بمشهد واحد هو دعم رؤية دولة عبد الفتاح السيسي الوكيل الحصري للكيان الصهيوني في الشرق الأوسط.
وعلق الكاتب الصحفي قطب العربي على التسريبات من خلال ظهوره في قناة مكملين أمس قائلا: “كل من كانت لديه شكوك حول شخصية ضابط المخابرات الحربية أشرف الخولي، الذي يوجّه الإعلاميين والفنانين، لم يعد لديه حجة بعد تسريبات الليلة، والتي تضمنت تسريبا له مع ضابط آخر، هو المقدم إمام”.
وقال المهندس ممدوح حمزة رجل الأعمال: “السادة قناة مكملين.. أرجو إذاعة تسريب للضابط وهو يعطي تعليمات للشاويش عزمي مجاهد للهجوم علي شخصي.. وكم تقاضي نظير ذلك وكيف نجحوا في تبرئته في قضايا السب والقذف التي رفعت ضده ولو ممكن تسريب مكالمة التبرئة”؟
فيما قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، خلال تدوينة على صفحته بموقع “فيس بوك”: “منذ أكثر من عشرين عامًا قرأت مقالاً للناقد الرياضي الكبير ناصف سليم عن كيفية اختراع العزمي مجاهد.. قراء جريدة الجمهورية العواجيز مدعوون للبحث في الذاكرة”.
فيما قال الصحفي فتحي مجدي، مدير تحرير صحيفة “المصريون”: “هناك جهة سيادية ذات صلة مباشرة بتوجيه الإعلام في مصر تستعين بخدمات صحفيين وإعلاميين.. لا يعملون متطوعين بل نظير مقابل شهري منتظم.. قادتني الدردشة مع أحدهم إلى الحديث عن كيف تدار المنظومة الإعلامية من خلال هذه الجهة وكيف أنه لا يوجد وسيلة إعلامية في مصر إلا وهذه الجهة لها أذرع بداخلها.. وتعمل على إدارتها بشكل مباشر”.
وتابع مجدي -خلال تدوينة على صفحته بموقع “فيس بوك” اليوم الخميس- “أشار لي ساخرا من الجنرالات الذين يقدمون أنفسهم بوصفهم خبراء أمنيين أو استراتيجيين.. ممن يشتهرون بإثارة الجدل.. وروى لي كيف أنه يتم توبيخهم من ذوي الرتب الصغيرة إذا خرجوا عن تأدية الدور المطلوب منهم على شاشات الفضائيات.. وذكر لي العديد من الأسماء لجنرالات يتم استدعاؤهم وإسماعهم ما يكرهون.. والإعلاميون الذين ارتبطوا تاريخيا بهذه الأجهزة ليسوا استثناء.. فالأمر يصل إلى حد تعمد إهانتهم وهم ينتظرون لتلقينهم ما يقولون.. والتعامل مع هؤلاء يتم بطريقة أكثر مهانة من غيرهم”.
واستدرك: “ولأنهم ارتضوا القيام بدور التابع الذليل فكرامتهم آخر شيء يمكن أن يتحدثوا عنه.. وهكذا كل نائحة مستأجرة.. فإن ما يشغلها هو ما ستتقاضاه من أموال وامتيازات نظير نواحها.. أما الوطن فهو آخر شيء في حساباتها”.
وكشفت المكالمة الهاتفية بين ضابط المخابرات أشرف الخولي وبين رئيس قناة العاصمة وليد حسني بشأن الخناقة بين عزمي مجاهد وتامر عبد المنعم، عن كيفية إدارة الانقلابيين للإعلام في مصر.
وقال الضابط أشرف لوليد حسني: “عايزين نريح عزمي لغاية بس فترة الانتخابات تعدي”، فيما رد وليد حسني :”انا جاي هنا علشان الانتخابات وماشي حسب الرؤية العامة اللي انتوا واضعينها مش أنا، وبنفذ الرؤية إعلاميا، وقاعد معايا واحد برضو من صحابكم في الامن الوطني المقدم إمام.
كما كشفت المكالمة التي أجراها ضابط المخابرات الحربية أشرف، مع الاعلامي الانقلابي جابر القرموطي، بشأن مقتل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقال أشرف للقرموطي :”عايزين من حضرتك النهاردة تستنكر الطريقة البشعة في التعامل مع علي عبد الله صالح،”، فيما رد القرموطي :”اللي شغال النهاردة خالد صلاح”، فرد الضابط اشرف :”خلاص إحنا هنتواصل مع خالد، وانت برضو تتكلم بكرة، لان خايفين ان السعودية تتعاون مع الاخوان هناك”.
وكان بعض المشككين حول التسريبات قد زعموا أنها ليست حقيقية ومصطنعة، متهمين الصحفي سامي كمال الدين بأنه من قام بدور الضابط وقلد صوته، وحصل على أرقام بعض الإعلاميين ليعطوا لهم تعلمات مفبركة، في الوقت الذي ردت التسريبات على هذه الاتهامات، خاصة وأن حديث الإعلاميين مع الضابط يكشف معرفتهم الوثيقة به، حتى أن الممثلة يسرا قالت له إنها ستستكمل حديثها معه على “واتس أب”، ما يؤكد أنها تعرفه جيدا وفي تواصل مباشر معه.