الإمارات تدعم مليشيات انفصالية للسيطرة على عدن والتمهيد لتقسيم اليمن

- ‎فيعربي ودولي

حذر رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر عبر صفحته على فيس بوك، من محاولة انقلاب تجري تنفيذها ضد الشرعية في عدن، ودعا “التحالف العربي” للتدخل لإنقاذ الموقف محذرًا من مواجهات شاملة، بعد مقتل 15 شخصًا في مواجهات عسكرية بين جيش الشرعية اليمني “الحكومة برئاسة هادي” وبين مسلحين تابعين لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، الذي يقوده محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي الموالي للإمارات.

وحسب مراقبين سيطرت قوات المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، الأحد، على مقر الحكومة المعترف بها دوليا في عدن، بعد مواجهات دامية مع قوات الجيش الحكومي ممثلة في الحماية الرئاسية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.

واندلعت الاشتباكات بعد أن منعت قوات الحماية الرئاسية عددًا من المتظاهرين من إقامة تجمعات “ترفع دعاوى الانفصال وعلم ما يسمى (الجنوب)” داخل ساحة العروض وسط خور مكسر.

خلفيات الاشتباكات

وقال المحلل السياسي تركي الشلهوب: إن “‏ما يجري حاليا في عدن من انقلاب الموالين لأبوظبي على الحكومة الشرعية، يؤكد أن الإمارات لم تذهب إلى اليمن من أجل إستعادة الشرعية، ولا نُصرة الشعب اليمني المظلوم، وإنما ذهبت لتحقيق أهداف استعمارية خاصة بها، وهي تقسيم اليمن واحتلال موانئه وجزره”.

ونبه الشلهوب إلى قول العقيد المتقاعد زايد البناوي قبل أشهر: إن “الإمارات لا تقاتل معنا في اليمن، وحذّر من دورها وخططها الخبيثة”. وعلق أن ما يجري اليوم في عدن يؤكد ما قاله البناوي مشيرا إلى اعتقال الأخير بعد نشره لمقطع يظهر مدى التواطؤ الإماراتي ضد اليمن واهله.

وقال العميد مهران قباطي قائد اللواء الرابع حماية رئاسية على قناة اليمن الرسمية إن “مليشيات المجلس اللنتقالي قدمت لإحتلال المرافق الحكومية وإشعال الحرب على مدرعات لا تمتلكها إلا الإمارات وأنا مسئول عن كلامي”.

وأضاف “فاجئونا بمدرعات إماراتية واطقم تتبع الحزام الأمني “المجلس الانقالي” ولديهم أجهزة تواصل وتنصت الأباتشي تحلق فوق رءوسنا ولا يستبعد اليوم أن تكون الإمارات وراء ما يحصل في عدن”.

أما الصحفي اليمني عباس الضالعي فساق صورة خبر من صحيفة الوطن السعودية وخبر آخر من موقع ارم الإماراتي حول أحداث عدن، وقال معلقا “الوطن السعودية تؤيد موقف الوزير الإماراتي قرقاش وارم تؤيد دعوة عضو المجلس الانتقالي لإسقاط حكومة بن دغر.. السعودية والإمارات متفقتان على ما يحدث في عدن ولا يوجد أي خلاف وبينهما تنسيق عال”.

ويتزامن تعليق الخبراء مع تملص إماراتي من الأزمة بعدن وادعاء التزامها بموقف التحالف حيث قالت للعربية “الإمارات: ندعم موقف تحالف دعم الشرعية فيما يتعلق باشتباكات عدن”.

الانفصال والتقسيم

وفي وقت سابق، دعا المجلس الانتقالي الجنوبي، المطالب بالانفصال، أنصاره للاحتشاد من كل المحافظات المحررة إلى محافظة عدن، صباح اليوم الأحد، من أجل المطالبة بإقالة حكومة “بن دغر”، بدعوى عدم توفير الخدمات.

بينما أكد بن دغر أن حكومته لن تسمح للمجلس الانتقالي الجنوبي بإسقاط الحكومة، قبل ساعات من انتهاء مهلة حددتها قيادات تابعة للمجلس المدعوم إماراتيا للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لمطالبته بتغيير الحكومة.

ودعا بن دغر اليمنيين عامة وسكان عدن خاصة إلى الالتفاف حول شرعية الرئيس هادي وعدم الاستماع إلى ما وصفه بالدعوات التمزيقية، التي قال إنها تسعى لإدخال البلاد إلى نفق مظلم ولن تخدم سوى أعداء الوطن.

وقبل نحو أسبوع أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي أنه سيشرع في إسقاط الحكومة الشرعية التي اتهمها بالفساد، معلنا فرض حالة الطوارئ في مدينة عدن، ورفض أي تواجد عسكري لقوات شمالية في المحافظات الجنوبية.

وتأسس المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة محافظ عدن المقال اللواء عيدروس الزبيدي، في 11 مايو العام الماضي، بدعم من الإمارات، ويتبنى مساعي انفصال الجنوب عن الشمال.

وتسيطر قوات الحماية الرئاسية وقوات حكومية أخرى على المناطق الشمالية والشرقية لعدن، فضلا عن منطقة كريتر التي تعد مركز المدينة، بينما تسيطر قوات اللواء الأول مشاة والحزام الأمني على منطقة كالتكس وأجزاء من خورمكسر.

وتصاعد التوتر بين الانفصاليين الجنوبيين المتحالفين مع الإمارات وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من السعودية بشأن السيطرة على الشطر الجنوبي من البلاد.

وكان الطرفان متحدين خلال الحرب المستمرة منذ 3 سنوات في اليمن ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح.