“أحمد جرار” أسطورة فلسطين الجديدة

- ‎فيعربي ودولي

“أرطغرل فلسطين” هكذا رأى فلسطينيون الشهيد الحي فعليا المطارد أحمد نصر جرار، 23 سنة، فالشاب الذي استشهد والده قبل سنوات دفاعا عن جنين، وهو على دربه وأشيع استشهاده قبل أيام، ما زال حيا كأنما قام مجددا من شراك العدو كما يقوم “أرطغرل” في المسلسل التركي الشهير.

وقال الصحفي اليهودي جال برجر: “المطارد أحمد جرار يتحول شيئًا فشيئًا إلى أسطورة”. فيما أشارت إذاعة “كان” العبرية لى أن “جرار نجح في الإفلات من جيش الاحتلال للمرة الثانية خلال أسبوعين، بعد تنفيذ اقتحام كبير لقريتي كفير وبرقين بجنين”.

وقال المراسل العسكري للإذاعة العبرية إيال عليما: إن “الجيش طلب من أجهزة أمن السلطة إمداده بمعلومات؛ للوصول إلى المطارد أحمد جرار “الذي يتبع خطوات وأساليب ذكيّة حيث يبتعد عن الاتصالات والتكنولوجيا”.

تحية فلسطينية

وحيا عزت الرشق، القيادي بحركة حماس، جرار، لافتا إلى أن قول المجرم نتنياهو “لن نسمح لأحمد نصر جرار بكسر روح إسرائيل”. ورد عليه الرشق: “بل لقد كسرَ روحَكم المذعورة ببطولته، وقهر جيشَكم المهزومَ ببسالته، وأرغم أنفَكم المتغطرس بمقاومته؛ فعليك سلامٌ وحفظٌ وتأييدٌ من الله أيها البطل المطارد أحمد جرار.

وكتب المحلل الأردني ياسر الزعاترة، “الكيان الصهيوني برمته يطارد شابا اسمه أحمد نصر جرار. حين تقف السلطة ضد المقاومة، وتحارب كل ما يمت إليها بصلة، ستضيق الأرض على هذا الشاب الذي أعلن أنه ذاهب نحو مواجهة عدوه حتى الموت. سلام عليه”.

أما المحلل والمفكر الفلسطيني د.صالح النعامي فقال: “إسرائيل تشعر بالقلق..قناة التلفزة الاسرائيلية الثانية: إجماع الفلسطينيين في الضفة الغربية على إكبار أحمد جرار، بطل عملية نابلس الأخيرة والاحتفاء به والدفاع عنه يحرج السلطة الفلسطينية ويمثل مؤشرات سلبية جدا لما ينتظر إسرائيل مستقبلا..لاحظوا القلق على السلطة.

عودة العياش

ورأى الكاتب الفلسطيني حذيفة أبو جاموس أن أسطورة نصر جرار أعادت “سيرة العياش”.. ليستذكر مهندس القسام الأول الذي استطاع أن يضلل أجهزة الاستخبارات الصهيونية وليس فقط تضليلها بل وأيضا استطاع أن يطاردهم وأصبح هو الطرف الأقوى في المعادلة حيث أصبحت كل خطوات الاحتلال هي ردة فعل على أفعال عياش.

وأضاف أن حاجتنا لبطل هي من خلقت هذه الهالة الجميلة من العمق الدافئ الذي يحتضن المقاوم، أحمد نصر الآن هو ظريف الطول، والبطل، والشبح، روح العياش، وتلميذ أبو هنود، وابن ابيه نصر، أحمد الآن كل الأشياء ببساطة.

أحمد شاب بشوش الوجه مبتسما، اتهمه المحتل بتنفيذ عمليه إطلاق النار تجاه مستوطن وقتله قرب نابلس، حاول الاحتلال اعتقاله لكنه استطاع الخروج بسلام من بيته قبل دقائق من محاصرته.

واكتمل هذا الفصل من رواية البطولة بمحاولات الاحتلال الفاشله اعتقاله أو ملاحقته في نقطة يضع فيها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلة في موقع المنتظِر لأي فعل قادم، أعاد نهج العياش وأبو هنود بشكل بسيط.

يبحثون بإبرة

بدوره، قال رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، إن “إسرائيل لن يهدأ لها بال حتى يتم إلقاء القبض على أحمد نصر جرار ومن ساعده”.

وللمرة الرابعة في غضون أسبوعين تفشل قوات الاحتلال باعتقال أو اغتيال المطارد أحمد جرار، والذي تتهمه بالمسئولية عن عملية قتل الحاخام أزائيل شيفح قرب نابلس، قبل حوالي شهر.

وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تشارك في عمليات ملاحقة جرار وحدات إسرائيلية خاصة، إلى جانب وحدة من لواء جفعاتي، وعناصر من وحدات حرس الحدود.

وكشفت الصحيفة أن مطاردة جرار تعتبر من أكثر عمليات الملاحقة المكثفة التي سجلت لمطارد فلسطيني في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة.