يعده كثير من الناس نموذجًا جديدًا لنوع من الشباب الفلسطيني المقاوم، فرغم عمره الذي لم يتجاوز 24 ربيعًا، فقد شكَّل الشهيد “أحمد نصر جرار” مصدر إلهام لجيل بدأ يتسلم راية المقاومة بحكم تعاقب الأجيال، حتى أطلق عليه لقب “المقاتل الوسيم”، وبدأ البعض يقارنون بينه وبين من يحملون السلاح الاستعراضي في جنين، ممن يخرجون في الجنازات والمسيرات، وهو ما كان جليًا في حديث الناس عقب كل حادثة ومناسبة.
وحسب تقرير بثته قناة “وطن”، مساء الثلاثاء، فإن المطارد الشهيد عاش يتيمًا مع شقيقيه وأخته، عقب اغتيال قوات الاحتلال الصهيوني والده القائد في كتائب القسام نصر جرار، الذي يعد أحد رموز المقاومة في فلسطين، ويحظى برمزية خاصة بين أهالي جنين.
نشأ أحمد نشأة دينية برعاية والدته التي عاشت مرارة المطاردة مع زوجها لتعايش مثلها الآن مع ابنها، فالأب نجا من محاولات عدة للاغتيال، وتكاد سيرته تتكرر مع ابنه الذي نجا هو الآخر من 3 محاولات اغتيال، وكانت المصادفة أن المحاولة الأولى لاغتيال كليهما كانت في المكان نفسه.
وبمقارنة تاريخية فإن أحمد وبعد اكتشاف أمر السيارة المحترقة قرب جنين، كان يقظًا وكأنه ينتظر لحظة المواجهة، ما جعله قادرًا على مباغتة وحدات الاحتلال الخاصة بالهجوم الأول، وهو ما حدث أيضا في الإنزال الجوي على منزلهم لتصفية والده مطلع انتفاضة الأقصى، بعد انكشاف أمره في المسئولية عن سيارة ملغمة في الخضيرة، لينتهي الإنزال بالفشل، وبين الحادثتين 17 عاما نقلت أحمد من طفل يتلمس خطواته الأولى في الحياة إلى حامل لراية أبيه.
وعلى الرغم من إيمان الجميع بأن أحمد المطارد قد يلقى ربه شهيدا أو قد يكون جريحا أو أسيرا في أي لحظة، فإن ما لا يختلف عليه اثنان أن رسالة الشهيد قد وصلت، وأن حلقة من حلقات الصمت في الضفة الغربية المحتلة قد كسرت إلى غير رجعة.