كتب أحمدي البنهاوي:

تكررت خلال اليومين الماضيين دعوات من عدد من الخبراء العسكريين واللواءات الأمنيين إلى إخلاء مدن شمال سيناء، وهو تكرار يفصح عن نية السيسي الدخول عمليا في تطبيق قرار إخلاء سيناء تمهيدا لصفقة القرن التي وعدبها السفيه السيسي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدى لقائه به في واشنطن، فضلا عن وعده بذلك لرئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو في عدد من اللقاءات السرية والتصريحات العلنية، لاسيما من الجانب الصهيوني.

الأرض المحروقة
ومن بين الوجوه التي تدعتو لإﺧﻼﺀ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻠﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺘﻴﺮﺍﻥ ﻭﺻﻨﺎﻓﻴﺮ، ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺭﻓﻴﻖ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻷﺳﺒﻖ الذي قال ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺧﻠﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺗﻌﻘﻴﺒﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻘﺘﻞ ﻭﺇﺻﺎﺑﺔ 56ﺟﻨﺪﻳﺎ ﻭﺿﺎﺑﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﻴﻨﺎﺀ: ﺇﻥ "ﻋﻠى ﺍﻟﺠﻴﺶ اﺗﺒﺎﻉ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺔ ﻭﺇﺧﻼﺀ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﺣﺘى ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠى
ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ".

وذلك على الرغم من اتباع السيسي لتلك السياسة منذ ﺯﻣﻦ فﻗﺎﻡ ﺑﺈﺧﻼﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﻭﻳﺪ ﻭﺭﻓﺢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﻟَﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺷيء.

دعوة صريحة
لم يستخدم اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، عبارة الأرض المحروقةولكنه قال: إن "ما يحدث في سيناء الآن ليس بسبب التقصير الأمني فقط، مؤكدًا أن الأمر له أسباب اقتصادية ودينية وسياسية وتعليمية.

وأضاف "علام" في تصريحات صحفية أن "الحل الأمثل للقضاء على الإرهاب هو إخلاء "شمال" سيناء بالكامل من مواطنيها من أجل القضاء على الإرهاب، لأنه إذا لم يحدث ذلك سيكون القادم أسوأ بكثير، لافتًا إلى أنه فى حال اعتراض أهالي سيناء على هذا المقترح فعلى الدولة أن تتحاور معهم من أجل الرحيل، وعليها أن تجهز البديل لهم من معسكرات بها كل ما يحتاجه المواطن، حتي نقضي على الإرهاب".

وتعجب "علام" من عدم إصدار السيسي قراراً بتفعيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب حتى الآن، مختتمًا كلامه قائلا:"علينا أن نتبع الأساليب العلمية للقضاء عليه".

تصريح الترابين
واعتبر مراقبون أن تصريح المتحدث باسم قبيلة الترابين هو الأول من أحد قبائل سيناء يتحدث فيه عن إخلاء مناطق في سيناء من المدنيين، حيث طالب موسى الدلح، المتحدث الرسمي باسم قبيلة الترابين، بإخلاء المدنيين من المناطق العسكرية ومسرح العمليات بحيث يتم التعامل مع جميع المتواجدين بها.

وقال الدلح في مداخلة هاتفية مع برنامج "صح النوم" المذاع على قناة "ltc": "هناك اختراقات، وبعض الناس ضعيفة وبعضهم لها مصالح وتنقل تحركات الجيش وأبناء القبائل". وأعتبر أن ماحدث برفح هو انتصار للجنود ولابناء القبائل وتوحدهم مع الجيش".

مقترح "نائب"
واقترح "النائب" محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان ب"برلمان" العسكر، إخلاء عدة آلاف من أهالى مدينتى رفح والشيخ زويد، بمحافظة شمال سيناء، إلى مناطق بديلة بشكل مؤقت، حتى تتم السيطرة على الأوضاع الأمنية والقضاء على الإرهاب هناك، مشيرا إلى ضرورة وجود ضمانة من قبل الحكومة بعودتهم مرة أخرى إلى أراضيهم وفق جدول زمنى محدد.

وأوضح الغول -فى تصريحات نقلتها صحيفة الشروق- أنه بمجرد نقلهم إلى منطقة بديلة سيتم إعمارها على الفور، وتقديم التعويض المناسب لهم عن أية أضرار محتملة، مضيفا: "شهداؤنا من أبناء القوات المسلحة والشرطة المصرية، هم كنز حقيقى استغرق بناؤه سنوات طويلة وكلف الدولة الملايين وأى نقطة دم من أحدهم لا تقدر بثمن". 

Facebook Comments