منذ ست سنوات كاملة، ومع اندلاع الثورة السورية، عرف الشعب السوري أن نصرته لن تأتي من العرب، بل من عند الله، وانطلقت هتافات الشعب السوري من “درعا” السورية، كانت أبرزها شعاراتها ” يا الله مالنا غيرك يا الله ” وكان السوريون يعلمون جيدا أن التعويل على الأنظمة العربية رهانات في غير محلها، حتى أن حكام العرب أنفسهم وأنظمتهم تحول من موقف المشاهد لمأساة الشعب السوري، لموقف المشارك بالتآمر، والموقف ضد الشعب السوري، حينما تكالب حكام العرب مع الروس والأمريكان والصهاينة، على تدمير سوريا، وقتل الملايين من شعبها.
الشعارات التي أطلقها الثوار قبل خمس سنوات تُرجمت على أرض الواقع وبينت مدى التواطؤ والتخاذل العربي مع المخطط الصهيوني الذي تنفذه دول النذالة والغدر، حيث لم يطل حاكم أو رئيس عربي بتصريح أو موقف يشفي جراح المكلومين وغليل المشردين المهجرين، وواصل النظام الأسدي جرائمه على بشن الغارات وإلقاء البراميل التفجيرية وأصبح كل شيء مستباح.
كما لم نر دول الجوار وغيرها أرسلت جنديا واحدا إلى سوريا أو أجبرت جامعة الدول باتخاذ موقف ضد النظام السوري، إازاء مواقفها الهزيلة، ووقفت جامعة الدول موقف المتفرج على جرائم بشار الأسد وروسيا والإيرانيين ضد الشعب السوري .
عفرين
في الوقت الذي انتفضت فيه الجامعة العربية فجأة على لسان أمينها العام، وأصدرت بيانا شديد اللهجة ضد تركيا لتدخلها في عفرين السورية ضد الأكراد مع حدودها، وهو الامر الذي يكشف أن بيان الجامعة الذي أصدره الأمين العام أحمد أبو الغيط، ما هو إلا رد للجميل بعد موافقة دول محور التحالف العربي الصهيوني بزعامة الإمارات والسعودية، على تعيينه.
أوغلو يهاجم أبو الغيط
وفي هذا الإطار، هاجم وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بعد دعوة الأخير أنقرة للخروج من سوريا وانتقاده للعملية العسكرية في عفرين.
وقال تشاووش أوغلو خلال جلسة في مؤتمر ميونخ للأمن المنعقد في ألمانيا، إن الوجود التركي في سوريا تدعمه المواثيق الدولية بحق الدفاع عن النفس ومواثيق الأمم المتحدة ضد المنظمات الإرهابية ووفقا للقانون الدولي.
وأضاف وزير الخارجية التركي: “كنا نأمل لو أن نظام جامعتكم قوي بشكل كاف لمنع أحد أعضائها من قتل نصف مليون إنسان من شعبه (ويقصد رئيس النظام السوري بشار الأسد).
وقال تشاووش أوغلو إنه كان يأمل لو أن “نظامكم قوي بالشكل الذي يسمح بمطالبة الدول الأخرى بالخروج من سوريا فهناك إيران وروسيا أيضا”.
وتابع: “أتمنى لو أن نظامكم قوي بحيث تمنعون بعض أعضائكم من ممارسة الضغوط على الفلسطينيين والأردن الوصي على المقدسات في القدس من أجل القبول بالخطة الأمريكية بشأن القدس”.
من ينتفض لسوريا؟
في الوقت الذي دخلت السعودية والإمارات حربا في اليمن، لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، لم نر الجيوش العربية تحركت نحو دمشق وقصفت أركان النظام الاسدي والقضاء على بؤر الارهاب الشيعية المدعومة من إيران أيضا.
ولعل السبب يتضح في حالة التناقض التي يعيشها العرب تجاه الحرب في اليمن ونظيرتها في سوريا، وهو الفيتو الإسرائيلي الذي رفض التدخل لإسقاط نظام بشار، كما أنه ليس من مصلحة الأنظمة العربية المحيطة سقوط نظام الأسد بعد انهيار النظام التونسي والمصري والليبي 2011.
وخلال ترجمة الأحداث على أرض الواقع وكشف مصلحة إسرائيل بتقسيم الدول العربية مجددا مع قرب انتهاء العمر الافتراضي لـ ” سايكس بيكو” ليطيب لهم الهيمنة أكثر فأكثر في ظل وجود هذه الأنظمة الوظيفية المحيطة في فلسطين وسوريا والدول المجاورة .