في ظل أجواء “المصالحة” الفلسطينية الدائرة الآن في أحد مباني المخابرات المصرية بإشراف عباس كامل رئيس الجهاز الحالي، انتقلت ساحة الصراع بين حلفاء القاهرة الخليجيين المحاصرين لقطر إلى غزة ليخرج العنوان الرئيسي على قناة العربية -الموالية للمخابرات السعودية ومقرها الإمارات- أن “بالأحذية.. طرد مندوب الدوحة في غزة ونزع علم قطر”، ويعطي العنوان فرصة على وسائل الإعلام المصرية المنحازة للانقلاب وقنوات أبوظبي واللجان الإلكترونية للاقتناص من قطر وسفيرها بالتوازي مع زيارة لمنشقين قطريين إلى أبوظبي.
وحسب مراقبين فإن “المواطنون الشرفاء” في غزة والذين كان يعول عليهم قبل 4 سنوات في إطلاق “تمرد غزة” للانقلاب على حكومة حماس الشرعية كان لهم دور بارز مع تغطية إعلامية من المحطات المنحازة لرباعي الحصار والموجودة بغزة والمسموح لها بالعمل، فاستغلوا اعتصاما لعمال النظافة بمستشفى غزة قائم قبل 5 شهور لعدم تسلم رواتبهم من حكومة “عباس-الحمد الله” فتجمهروا يطالب أحدهم بشقة من قطر وارتمى آخر أمام سيارة السفير القطري محمد العمادي ورمى رابع بقارورة حمراء على السيارة وألقت أخرى بحجر عليها فيما صعد السادس لينزع علم قطر من أمام المستشفى الذي تحملت قطر تكاليف بنائه وتجهيزه قبل سنوات!
لقاءات موازية
لم تستقبل حكومة عباس في غزة السفير القطري، فقد كان رامي الحمد الله، وحسين الشيخ، ووزير المالية شكري بشارة، يلتقون في رام الله مع وزير المالية الإسرائيلي (موشيه كحلون)، ومنسق أعمال الحكومة الاسرائيلية (يواف موردخاي). مزيدا من اللقاءات رآها المحلل السياسي ياسر الزعاترة “تؤكد مهمة السلطة في حماية أمن الصهاينة، والارتباط العضوي بهم..”.
الابتسامات المتبادلة كانت عنوانا للقاء الذي ضم من الجانب الفلسطيني كذلك اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية وطلب الصهاينة بوقف المظاهرات، متوعدين بمزيد من الإجراءات العقابية ضد الفلسطينين وتصعيد ردوردهم القاسية.

حماس والحمد الله
وعلى هامش اللقاء ولقاء آخر لرامي الحمد الله اليوم هاجم حماس وقال عن حكومته لم تأخذ فرصتها في التمكين بشكل كامل من غزة.
فردت حركة حماس مساء الاثنين بأن التصريحات اللامسؤولة من حكومة حركة فتح تؤكد صوابية موقف حماس من ضرورة رحيل هذه الحكومة الانفصالية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تخدم الكل الفلسطيني وتساهم بشكل كبير في إنجاز الوحدة والمصالحة، معتبرة أن تصريحات د.رامي الحمد الله رئيس حكومة فتح إصرار على الكذب والتضليل، وتغطية لدوره المشين في تفاقم أزمات غزة والتلذذ على عذابات أهلها.
وتحقيقا للموقف الفلسطيني من قطر ثمنت حركة “حماس” مواقف دولة قطر الشقيقة تجاه القضية الفلسطينية ومساعداتها المستمرة لشعبنا الفلسطيني وخاصة أهل غزة في ظل ما يتعرضون له من أزمة إنسانية كبيرة، وسيبقى شعبنا الفلسطيني يحفظ لقطر أميرا وحكومة وشعبا هذا الدور الرائد وهذه المواقف النبيلة.
وتقدمت بالشكر الجزيل لسعادة السفير محمد العمادي على ما يبذله من جهود كبيرة في التخفيف من معاناة سكان القطاع وتوفير احتياجاتهم، وإن حركة حماس تؤكد اعتزازها بعمقها العربي والإسلامي، وتتوقع من جميع الأشقاء مساهمة في إسناد غزة في ظل هذه الأزمة المتفاقمة.

“ثوابت” مصرية
وجاءت هذه الثوابت من خلال حوار مع صحيفة “الشروق” المنحازة للانقلاب أدلى به، عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية قائلا: إن “كبار المسئولين المصريين أكدوا لنا على الثوابت مثل الدولة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، واستقبال مصر لإسماعيل هنية بعد إدراج أمريكا له بقائمة الإرهاب وفى وجود تليرسون يحمل رسائل واضحة”.
وأضاف أن مصر أبلغت وفد الحركة بالقاهرة انها لن تسمح بتجويع أهالي قطاع غزة وستحرض على حل أزمات القطاع.
وأشار إلى أن حركة حماس “لن تسمح لأحد من غزة أن يؤذى مصر أو أن يدخل من أذى القاهرة إلى القطاع وارتحنا لكل ما سمعناه من المسئولين المصريين بشأن فتح معبر رفح”.
وذلك مع وعود مصرية أنها “جاهزة لتوفير كل متطلبات فتح معبر رفح وبدء تبادل تجارى مع غزة والمعبر الآن في حالة تطوير وبناء، ونحاول أن نستغل قوة الدفع الحالية في العلاقات لفتحه وما سمعناه من كبار المسئولين المصريين بشأن المعبر ارتحنا له، ونتمنى أن يستمر فتح المعبر لأنه أحد أهم أسباب تخفيف الاحتقان والأوضاع في قطاع غزة”.