كتب محمد مصباح:
"مصر 1095"، حملة انطلقت مؤخرا لاستعراض إنجازات 3 سنوات من حكم "الهاشتاج" عبدالفتاح السيسي، الذى بدأ في يونيو 2014، في ظل تقارير مخابراتية محذرة من تراجع شعبيته؛ إثر ضغوط سياسية واقتصادية، أفقدت المصريين الثقة بالانقلاب العسكري.
إنجاز 1095
بعد يوم واحد من تصديق السيسي على اتفاقية "تيران وصنافير"، في 24 يونيو الماضي، انطلقت حملة شبه رسمية بعنوان "مصر 1095"، للحديث عن إنجازات 3 سنوات قضاها السيسي متحكما بمصر.
واستحوذت حملة 1095 التي يقوم عليها اللجان الإلكترونية بموقع "فيس بوك"، على مساحات مرئية ومكتوبة واسعة ومتواصلة في وسائل الإعلام والصحف المحلية الموالية للنظام، بجانب ثناء من كافة مسئولي الدولة.
وعددت الحملة إنجازات مزعومة للسيسي، لا سيما في ملفات ما أسموها مكافحة الإرهاب، وتحسين الخدمات العامة، والعمل على إقامة 19 مشروعا قوميا مثل العاصمة الإدارية الجديدة، واستعادة 118 مليون متر مربع من أراضي الدولة، حسب أطروحات الحملة.
ورأت الحملة أن "قيام السيسي بـ54 زيارة خارجية، أعاد لمصر مكانتها على الساحة الدولية، ووطد علاقاتها مع الدول الأوروبية والإفريقية والأسيوية".
ولا تزال الحملة مستمرة رغم تداعيات الغضب الشعبي حيال ارتفاع الأسعار، لـ"3" أسباب وفق متخصصين، وهي "التمهيد للانتخابات الرئاسية بحملات دعائية، وتجاوز تراجع الشعبية برفع الروح المعنوية، وتأكيد شرعية النظام".
وهو ما يراه الخبراء "تجاوز سوء إدارة الحكومة في ملفات كأزمة الجزيرتين والقرارات الاقتصادية وما نتج عنهما من تراجع للشعبية، ورفع الروح المعنوية للشعب".
وحول الحملة، يقول الدكتور صفوت العالم، المتخصص في الإعلام السياسي والرأي العام، "كل النظم السياسية المصرية عندما تمر سنواتها الأولى في الحكم يبدأ الإعلام الموالي لها في الترويج لمضامين صحفية ذات طبيعة دعائية أو إعلانات مدفوعة الأجر، لنشر ما يسمى بالإنجاز".
مشيرا إلى أن ذلك الأداء الإعلامي "ينتقي أحداثا وقرارت وسياسيات ومشروعات يبرزها في طليعة الإنجازات للرأي العام، متجاهلا واقعا يتسم بالتراجع والتذبذب في شعبية قائد الانقلاب "رأس السلطة" والنظام في مصر".
وهناك 3 أهداف للتركيز الإعلامي على إنجازات السيسي وفق مختصين في شئون الإعلام والعلوم السياسية والاجتماعية، تحدثوا لوكالة أنباء الأناضول هي: "التمهيد للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2018، وتأكيد شرعية النظام، وتجاوز تراجع شعبيته".
وفي نظرة مستقبلية، يرى أن المصريين سيتعاملون مع الحملات الدعائية بسيناريوهين، أولهما عدم الاستجابة في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وانتظار فرصة تغيير مناسبة قد تكون الانتخابات الرئاسية، وثانيا التحمل لعدم القدرة على التغيير.
ومؤخرا أصدرت حكومة الانقلاب قرارات برفع أسعار الوقود بالبلاد للمرة الثانية خلال 8 أشهر، وتبعه رفع أسعار السلع والخدمات، وسط تذمر شعبي وسياسي ملحوظ.