في العام 1967 شهدت مصر أكبر نكسة في تاريخها المعاصر، عى اثرها دمرت اسرائل قوة الجيش المصري وحطمت طائرات مصر وهي في مرابضها، دون ان تطلق رصاصة واحدة، وتشرد الالاف الجنود الككصريين في فيافي سيناء ودروبها، حتى وصلوا إلى معسكرات الالعدو الصهيوني كمستلمين، بعد أن رأوا أقرانهم يموتون جوعا وعطشا في الصحاري، بينما يتشدق اعلام جمال عبد الناصر بانتصارات وهمية وان الطائرات المصرية والجنود وصلوا لحدود القدس لتحريرها.
فلم يكد الناس يفوقون من وهم أحمد سعيد إعلامي النكسة وقالب الحقائق، حتى راوا باعينهم الهزيمة على وجوه ابنائهم ومن يتابع الاعلام الخارجي..
ويرى المراقبون والباحثون أن كلمات أحمد سعيد وخطبه وشعاراته كانت مادة جيدة جدًا استغلها الإعلام الصهيوني بأخذها على محمل الجد ونقلها لشعب إسرائيل لتوحيده ورفع همته للقتال لأن تهديدات أحمد سعيد كانت تحكي عن إلقائهم في البحر، كذلك استغلت لدى الأوروبيين لكسب تعاطفهم، فها هم العرب يريدون إلقاء اليهود في البحر، اليهود المساكين الذين ما زالوا يعيشون تحت وطأة المحرقة في الحرب العالمية الثانية.

تلك الحالة الصوتية التي مثلها “احمد سعيد” مذيع صوت العرب ، الذي قلبها لانتصار، تفاخر به السيسي وكرمه مؤخرا، وقال مرارا “عبد الناصر كان محظوظ باعلامه”!!!
ومنذ انقلابه العسكري يشن السيسي حربا شعواء على كل الاصوات المعارضة والرافضة لانقلابه، وحتى الرافضضة لبعض قراراته وسياساته من داخل معسكره…
الانتصارات الإعلامية أهم عند السيسي من الواقع
وعلى نهج اعلام الهزيمة ، تحولت الحقائق والواقع المزري سياسيا واجتماعيا واقتصاديا الذي تحياه مصر الى انتصارات في شاشات الميديا المصرية خاليا، وليس ادل على ذلك من تصوير اعلام السيسي توقيعه على اتفاق سد النهضة بانه انتصار سياسي، ثم بعد سنوات من التيه في المفاوضات التي تديرها اثيوبيا على الطريقة الصهيونية مع العرب- مفاوضات ثم مفاوضت ثم لجان وتقارير ثم مفاووضات- بينما البناء تجاوز 65% ةباتت اراضي دلتا مصر في طريقها للببوار، وهو ما اعترف به وزراء السيسي انفسهم مؤخرا، على لسان وزير الموارد المائية بان الوضع المائي في خطر كبير…
كما تحملت معاناة المصريين وصرخاتهم من الفقر والعوز الاقتصادي الى اشادات بسياسات السيسي وجرأته الاقتصادية في فرض التقشف على المصريين، فيما يرتع وشعبه من الأجهزة الاستخباراتية والداخلية والقضاة والشرطة بالنعم وزيادات الرواتب، علاوة على ذلك يعاير اعلام السيسي المصريين بانهم يصرفون ببطاقات التموين السلع التموينية، مطالبين الشعب بالتنازل عن حقهم في البطاقة التموينية!!.

توحيد الرأي مهمة الانقلابيين
ومن اجل الوصول لسياق موخد ن الراي في عموم الفضائيات المصرية، تشهد خارطة الإعلام تغييرات لافتة، خاليا، برحيل إعلاميين بارزين عن قنوات فضائية دون تحديد وجهاتهم المقبلة، و ذلك في سبيل سياسة السيطرة الاعلامية، الهادفة لتغيير الوجوه المستهلكة، والتمهيد لسياسات جديدة.
وبحسب خبراء فإن “الخارطة الإعلامية ستشهد، خلال الفترة المقبلة، تغييرات لصالح توجهات جديدة من شأنها صناعة نجوم جدد، والإكثار من برامج المنوعات، ودمج قنوات”.
وفي أكثر من مناسبة، أعلن عبد الفتاح السيسي، اأنه لن يستطيع أن يعالج أزمات البلاد المزمنة إن لم يجد دعمًا من الإعلام.
وفي نهاية أبريل الماضي، أعلن الإعلامي عمرو أديب، أحد أبرز المقربين من النظام الحاكم، تقديم استقالته من قناة “أون إي” والرحيل عنها في مايو..
وأعلنت شركة “إيجل كابيتال”، مؤخرًا شراء أسهم شركة “إعلام المصريين”، التي تستحوذ على أغلب الصحف والقنوات الفضائية في البلاد، وكان يترأسها رجل الأعمال البارز، أحمد أبو هشيمة.
و”إيجل كابيتال”؛ شركة خاصة معنية بالإعلام، وتترأسها داليا خورشيد ، وزيرة الاستثمار السابقة.
وعقب ذلك الإعلان، قررت شبكة قنوات “أون تي في”، التي تخضع لعقد البيع الجديد، تغيير هيكلها الإداري..
ومنتصف مايو الماضي، أعلنت الشبكة، في بيان، خروج الإعلاميين معتز بالله عبد الفتاح، ولبنى عسل، عن خارطة القناة، ليحل محلهما برامج تركز على الأخبار فقط.
وفي سبتمبر 2017، آلت مجموعة قنوات “الحياة” الخاصة، التي أطلقها قبل سنوات السيد البدوي، الرئيس السابق لحزب الوفد، إلى مجموعة “فالكون” (خاصة)، التي بدأت نشاطها في الخدمات الأمنية والعقارية، منذ تأسيسها عام 2006.
وجاء ذلك بعد نحو شهر من استحواذ “فالكون” أيضًا على قناة “العاصمة”، التي كانت مملوكة للنائب سعيد حساسين.

ولم يتوقف السيسي عن توجيه الاعلام، فقال في حوار متلفز في 20 مارس الماضي، “بعض الإعلاميين يظهرون لساعات على الشاشات بالحديث عن مواضيع لا تليق بالمجتمع”.
ولم يكن إبداء السيسي، ملاحظات على أداء الإعلام بالأمر الجديد، إذ دأب على ذلك منذ 2013.
وسبق أن شدد على أهمية توجيه الإعلام رسائل طمأنة للمصريين بشأن ملفات، أبرزها سد “النهضة” الإثيوبي، الذي تتخوف منه القاهرة على تدفق حصتها المائية من نهر النيل.
ودعا السيسي، نهاية 2017، الإعلام إلى تبني حملة لدعوة الأحزاب إلى الاندماج سريعا.
القادم أسوأ
وبحسب مراقبين، تستهدف تعديلات الاعلام التي يجريها رجال السيطرة باجهزة مخابرات السيسي، هو “التمهيد لتعديل الدستور، حال استقرار الأوضاع لصالحه”.
وخلال الأشهر الماضية، أطلق برلمانيون ومقربون من النظام دعوات إلى تعديل الدستور، لزيادة الصلاحيات الرئاسية وإلغاء شرط الفترتين الرئاسيتين.
بجانب “الرغبة في الإعداد للانتخابات البرلمانية 2020، بتهيئة الأجواء لإعادة هيكلة الأحزاب، والبدء في خطة اندماج بعضها، أو تشكيل حزب حاكم من ائتلاف دعم مصر (ائتلاف الأغلبية البرلمانية)”.
وبذلك يحقق السيسي لاعداء الامة اكثر مما حققوه بحرب 67، خيث يسلم سيناء للصهاينة حتى حدود العريش، ويورط اجيش المصري في خروب وصراعات مع اهالسي سيناء، الذين ظلوا الحصن الاول لمصر ضد الصهاينة، تحولوا الان لمجرد ارهابيين، يقتلون ليلا ونهارا بايدي جيش مصر.