لم يترك السفيه السفاح المنقلب عبدالفتاح السيسي أى نقيصة إلا وفعلها حتى لو كانت على حساب دينه ، وذلك سعيا لاستمرار حصوله على رضا الغرب الصليبى ، أخرها القمة الأفريقية العربية والتي يحضرها جانب من المؤسسات الرسمية الأوروبية، حيث يسعى العميل الصهيونى لإقناع الغرب بالتعديلات الدستورية التي تُرسخ للمزيد من الحكم الديكتاتوري الاستبدادي بمصر، وتمنح الشرعية الكاملة للقوات المسلحة بالانقلاب على أية تجربة ديمقراطية، طالما تصادمت مع مصالحها الخاصة، وتقضي تماما على استقلال القضاء، فضلا عن غض الطرف عن أبرز “انجازاته” المتمثلة في القمع تحت اسم “الاستقرار” في مصر.
تبني وجهات نظر الغرب
وليس بخاف أن السيسي يستغل تلك المؤتمرات كما يفعل في المناسبات الإسلامية ليتبنى آراء المستشرقين الغربيين بضرورة تغيير الخطاب الديني، ليتم الفصل بين الحياة والمسجد، وحذف آيات الجهاد من القرآن الكريم أو على الأقل إعادة النظر في تفسيرها، مع الترويج للأكاذيب كمثل “انتشار الإسلام انتشر بحد السيف” أو “سماحة الإسلام تستوعب أن يكون الملحد مؤمن بالله” والترويج أيضا لمصطلح “الإرهاب الإسلامي”.
يرى مراقبون أن الغرب أوعز لعملائه بشن حرب على المفاهيم الإسلامية مصحوبة بدعم إعلامي وقبضة أمنية، يحرفون من خلالها العقلية والنفسية لدى الأمة، عسى أن يعيدوها إلى ما كانت عليه يوم هدمت الخلافة.
فقبل أشهر قليلة دعا السيسي الأوربيين لمراقبة المساجد وحثهم على الانتباه ومتابعة ما ينشر في دور العبادة، كما قال إن ثلاثين مليون مصري نزلوا الشارع رفضا لحكم الديني المبني على التطرف والذي سيؤدي لحرب أهليه، وقال عبارة شهيرة: “يعني 1.6مليارهيقتلوا الدنيا كلها اللي فيها 7 مليار عشان يعيشوا هما”؟!.
خدمة الغرب
وقال عبد الفتاح السيسي في كلمته بمؤتمر ميونخ: “خلال مواجهة مصر للإرهاب فوجئنا بمقاتلين أجانب، كنا متوقعين وقولت الكلام ده من 4 سنين، فلنحذر المقاتلين اللي بيقاتلو في سوريا، عند انتهاء الحرب في سوريا هييجوا على فين”؟!.
وزعم أن “أمننا القومي يتطلب منا الانغماس في حل المشاكل التي تمر بالمنطقة”، وهي دعوات صريحة للغرب لإشراك نظامه في ترتيبات الامن في المنطقة.
وفي خطاب للسيسي في إحدى المناسبات وجه رجال الأزهر مدعومين بإعلامه وأمنه أن يعملوا جاهدين على تجديد الخطاب الديني حسب قوله، فسخّر المتهافتون منهم، لإرضاء السيد، كل طاقاتهم لإفراغ العقيدة الإسلامية من مضمونها، فعمدوا إلى تغيير مفاهيم إسلامية ثابتة مثل مفهوم الحاكمية والجهاد والخلافة والجزية وحكم الدار.
وأكد المتابعون أن التاريخ الإسلامي، بم يرحموه من النيل منه، فنادوا بعدم تدريس بعض أحداثه التي تروي انتصارات عظيمة، حققها المسلمون ضد أعدائهم، كل هذا التحريف وضعوه تحت عنوان: تجديد الخطاب الديني!
3 أدوار
وفي علاقته بالغرب، يسّوق السيسي لنفسه أنه يحارب الإرهاب والتطرف، مطالبا الغرب بالتغاضي عن كبته أي مسعى نحو الحرية السياسية بعد الربيع العربي في عام 2011، الذي هدد الكيان الصهيوني اللقيط آباه الغرب.
ورصدت دراسة للشارع السياسي 3 ادوار يسوقها السيسي لنفسه واعتبرت أن مؤتمر ميونخ للأمن نموذج لذلك.
أولا: دور في مواجهة داعش والتطرف
ويسعي السيسي لتقديم نفسه كحل يمكن أن يلجأ إليه الغرب لمواجهة التنظيمات المتطرفة مثل داعش، ففي قضية الانسحاب الأمريكي من سوريا، والمخاوف من عودة داعش مرة أخرى للمنطقة لو حدث هذا، سعي السيسي لطرح نفسه باعتباره صاحب تجربة في سيناء مع مثل هذه التنظيمات، وحرص على تأكيد أن المقاتلين الأجانب موجودين في سيناء كما هو في سوريا وغيرها.
ثانيا: حماية الغرب من الاسلام
ونقل السيسي عند حديثه عن تجديد الخطاب الديني في الداخل المصري إلى مؤتمر ميونخ بزعمه أن “عدم تصويب الخطاب الديني سيؤثر على الدول المسلمة والعالم بأثره”، متباهيا بكونه “أول رئيس لدولة مسلمة يتحدث بوضوح عن تجديد الخطاب الديني”.
وترى الدراسة أنت خطاب السيسي متكرر يسعي من خلاله لاتهام الإسلام بالتطرف ومحاولة الظهور بمظهر من يسعي لترويض ومحاربة هذا التطرف نيابة عن الغرب.
ثالثا: حماية أوروبا من هجرة اللاجئين
ورأت الدراسة أن مهمة السيسي في ميونخ بدت تدور حول إعادة تقديم نفسه ونظامه لحماية أوروبا من هجرة اللاجئين حين تحدث عن وجود 5 ملايين لاجئ يقيمون في مصر، وعرض التعاون مع أوروبا في هذا المجال.
وأضافت أن سبب آخر هو السعي للاستفادة من رئاسة مصر للقمة الأفريقية فقد دعا رئيس مؤتمر ميونيخ، السيسي أكتوبر الماضي 2018 خلال زيارته لألمانيا، للمشاركة في أعمال هذه الدورة من مؤتمر ميونخ للأمن، لتواكب تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي في نفس العام، وهي فرصة استغلها السيسي لتسويق دوره.
ومؤتمر ميونخ بمثابة مطبخ صياغة القضايا الأمنية حول العالم بشكل غير رسمي، لذلك تبدو مشاركة السيسي في أعماله، لها عدة أهداف، منها أنه يريد استغلال رئاسته للاتحاد الأفريقي في تقديم نفسه كزعيم إقليمي يقدم حلولا لمشكلة اللاجئين التي تمثل أزمة لأوروبا.
إنجازات القمع
وقالت الدراسة أن قائد الانقلاب سعى للتحصل على مكاسب سياسية خاصة لنظام الانقلاب أبرزها الحصول على ضوء اخضر أوروبي – بعد الأمريكي – لقبول التعديلات الدستورية التي تسمح له بتحويل مصر الي دولة طغيان ديكتاتورية مكتملة الأركان، ومن ثم التوقف عن تصعيد قضايا حقوق الإنسان في مصر.
مشاركة السيسي ترمي أيضا لغلق الباب أمام أية انتقادات دولية متعلقة بملفه السيء في حقوق الإنسان، والذي يشهد انتكاسات متواصلة، والغرب يغض الطرف عنها، في ظل قناعته بالدور الذي يقوم به السيسي لخدمة المشروع الصهيوني والأمريكي بالمنطقة.
http://www.politicalstreet.org/Articles/1771/Default.aspx?fbclid=IwAR2qI0i7oTuZgh1sjuEBHmT2Xh1xIoPFoSq1VgeCOIKskCqjcKr_MOM36F4