يبدو أن تداعيات حرب الأجهزة السيادية في نظام عبد الفتاح السيسي ما زالت تلقي بظلالها على المشهد حتى الآن، رغم سيطرة السيسي على جهاز المخابرات العامة بتعيين عباس كامل، وتواجد أبنائه الذكور في المخابرات الحربية، والمخابرات العامة، وقد بدا المشهد في الأيام الأخيرة مرتبكًا، في ظل تصريحات خرجت من أفواه بعض مؤيدي نظام المنقلب السيسي والحديث عن حالة القمع التي تعيشها البلاد، فضلا عن الظهور الأخير لرئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، والذي هدد بفضح أجهزة سيادية، مؤكدا استحواذه سيديهات فاضحة لقيادات في أجهزة سيادية تقف وراء صحف تشن هجومها عليه.
وبدأت أجهزة الدولة الإعلامية في الحشد للحرب على بعض رموزها، والتهديد بنشر صور وفيدوهات وحوارات فاضحة لهم، حتى إن تلفزيون الدولة الرسمي بدأ في تلقي إشارة في مهاجمة بعض الممثلين والمطربين الذين خرجوا بتصريحات مثيرة في الوقت الأخير.
وقبل أيّام، نشرت الممثلة هالة صدقي فيديو عن طريق الخطأ على صفحتها الخاصة على موقع الصور “إنستجرام”، ووصفت بعض العاملين في مسلسل “بركة” بـ”الجرابيع” و”حثالة المجتمع”، ونشرت المقطع المصور على صفحتها العامة، بدل أن ترسله إلى صديقتها، لتنقل لها شعورها خلال عملها.
وعلى الرغم من اعتذارها وجزمها بأن الصوت في الفيديو مُركب، وبأنها طالبت الجهات المعنية بملاحقة الفاعل وكشفه، إلا أنّ صدقي حوكمت مباشرة على المحطات المصرية.
في حين طالب بعضهم المحامين، بعدم القيام بردة فعل، كرفع شكوى أو دعوى على صدقي، ريثما يتم التحقيق في الموضوع. لكن محاميًا رفع شكوى إلى النيابة المصرية العامة، يتهم فيها هالة صدقي بتحقير زملائها والعاملين معها.
شيرين عبدالوهاب
كما استنفرت أجهزة القضاء والإعلام للتصدي لجملة عفوية قالتها شيرين عبدالوهاب في حفل أقيم في البحرين: “اللي يتكلم في مصر يتسجن”.
حاولت شيرين بعدها التنصل من التصريح إلى حد البكاء ومناشدة السيسي التدخل، لكنّ كل ذلك تحوّل إلى مادة دسمة للإعلام المصري، فلم تنتهِ الدعاوى التي رُفعَت ضد شيرين. وتم إصدار بيان من قبل نقيب الفنانين، هاني شاكر، ضد شيرين.
من ناحية أخرى، شن إعلامي الانقلاب محمد الباز على قناة “المحور”، هجوما حادا على المطربة أنغام، بسبب ظهورها ضمن برنامج “طرب” على شاشة “التلفزيون العربي”، يوم الجمعة الماضي.
رغم أنه تم تجاهل ظهور مجموعة من الفنانين المصريين على نفس القناة مثل الملحّن صلاح الشرنوبي، والمغني محمد الحلو وغيرهما.
وهذا ما تنبّه إليه مروان خوري، وقال في تصريح له: إنه لا يدخل في الحسابات السياسية.
لكن الباز طالب أنغام باعتذار علني؛ لأنها – بحسب ما قال – لم تكن تعلم شيئًا عن هوية المحطة. ليقع الباز مجددًا في فخ المغالطات؛ لأنّ أنغام نشرت “تغريدة” قبل عرض الحلقة إلى جانب زميلها مروان خوري. ودعت متابعيها إلى مشاهدة البرنامج عبر محطة “العربي”.
مرتضى منصور
ومن ناحية أخرى، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر فيديو لرئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، فبالرغم من تمتعه بحماية من نظام المنقلب السيسي، فإنه خرج في فيديو ليهدد قيادات في أجهزة سيادية، على خلفية تعديه على سيدتين في النادي النهري بالعجوزة.
وهدد مرتضى منصور ما أسماه “الجهاز السيادي” المسؤول عن ترويج صحيفة “الوطن” لفضيحته في النادي النهري.
وقال منصور في الفيديو: “أنا اتهددت بمسؤول كبير في الدولة، بقول للجهاز السيادي اللي ورا “الوطن” أنا قرفت وما بخافش هتعملوا فيا ايه؟ هتقتلوني أو هتلفقوا لي قضايا ما بخافش”، وتابع: “أنا عامل فيديو لولادي هيخلص على الكل”.
تلفيق القضايا
وتفاعل ناشطون مع تصريحات مرتضى حول الجهاز السيادي وصحيفة “الوطن”، المعروفة بقربها من جهاز المخابرات العامة، وتهديده للنظام، وتساءل محمد صلاح: “يعني مرتضى منصور بيقول أن الجهاز بيقتل ويلفق قضايا؟”.
وقالت نجوى: “مرتضى منصور مش خايف من الجهاز اللي بيقتل ويلفق التهم! ايه الجهاز ده يا مورتا لا عيب ما تقولش كده احنا دولة القانون”.
وتساءل أحمد المنسي: “مرتضى منصور.. عامل فيديو بيقول الجهاز اللي ورا جريدة الوطن أنا مبخفش، هتقتلوني، هتلفقوا لي قضية، أنا عامل فيديو لولادي هيخلص ع الكل!! اتهام مباشر وصريح لأجهزة الدولة الأمنية بتلفيق القضايا والقتل خارج القانون، هل الدولة هتحقق معاه في هذا الكلام؟ أم أن الجهات السيادية هتخاف؟”.
وطرح طارق عز سؤالا: “يوم الجمعة.. المستشار مرتضى منصور عامل فيديو بيقول الجهاز اللي ورا جريدة الوطن أنا مبخفش، هتقتلوني، هتلفقوا لي قضية، انا عامل فيديو لولاديِّ يخلص ع الكل.. اتهام مباشر وصريح لاجهزة الدولة الأمنية بتلفيق القضايا والقتل خارج القانون، يا ترى ايه اللي في الفيديو هيخليهم يسكتوا”.