هل يكون "عصام حجي" برادعيَّ المرحلة

- ‎فيمقالات

 

بقلم: د. عز الدين الكومي

 

مثله مثل غيره من نخبة العار الذين تصدروا مشهد الثورية وأيدوا وفوضوا السفاح في فضيحة 30 يوليو وما تلاها من مجازر في الحرس الجمهوري ورابعة والنهضة.. وها هم اليوم يعلنون ندمهم وتوبتهم بعد الدماء التي سُفِكت والأعراض التي انتُهكت والمعتقلات التي تغص بالمعتقلين!!

يأتي الآن المدعو "عصام حجي" ليقول إنه نادم على عمله كمستشار لطرطور الانقلاب وإنه كان مخطئًا عندما ظنّ بأن ما حدث في 30 يونيو يمكن أن ينقل مصر للدولة الحديثة التي نحلم بها!!

وكأن عالم الفضاء كان مغيبا!! وإلا فمتى كانت الانقلابات العسكرية تبنى دولا أو تحقق طموحات الشعوب يا متعلم يا "بتاع" الفضاء والفضائيات!! إنّ هذا -في ظني- عذر أقبح من ذنب!! فأنت الذي عشت في بلاد الديمقراطية والمفترض أنك عالم فضاء قبلت أن تشارك في انقلاب عسكري دموي، انقلب على إرادة الشعب وعلى رئيس شرعي منتخب، كما قبلت أن تكون مستشارا لطرطور عينه زعيم عصابة الانقلاب؛ لأن توجهك العلمانيَّ البغيض، وخيالك الواسع بالدولة المدنية أنساك ديمقراطية بلاد العم سام الذين يتغنون بالديمقراطية الزائفة، ولا يزالون يدعمون الانقلابات العسكرية ولو على حساب أرواح آلاف الضحايا والأبرياء، وطموحات الشعوب، فلما خابت تطلعاتك للحصول على حظ وافر من كعك العسكر ندمت، ولكنك لم تندم ولم تتب من دم الأبرياء، ولم تتبرأ ممن سفكها وتطالب بمحاكمته بل تدعونا للتصالح معه!!

ولم يكتف بذلك بل جاء ليبشرنا بانقلاب ديمقراطي وخطة جديدة لوأد ما تبقى من ثورة يناير، حيث أعلن : إن عددًا من قوى ثورة يناير وحركات التغيير بمصر تتجمع حاليا لإعداد مشروع للترشح كفريق رئاسي لانتخابات عام 2018، وأنه سيكسب الانتخابات!!

وبذلك نوقف الحراك الثوري الرافض للانقلاب العسكري، ونعترف بشرعية زعيم عصابة الانقلاب، وننتظر لعام 2018 حسب مخطط "عصام حجي" وشركاه. وقال أن ما يطرحه ليس مبادرة ولا مطالب؛ بل مشروع انتخابي!!

وحتى تسير الخطة في مسارها المرسوم لها دعا إلى مصالحة وطنية شاملة لأن قوة المصريين في أنهم يسامح بعضهم بعضا!! ومن يسامح في الدماء والاغتصاب والانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، والتي تصل إلى حد الإبادة الجماعية، ولا تسقط بالتقادم؟؟!!

وحتى تكتمل دائرة التلميع الممنهجة لـ"حجي" ومن معه انتقد تصريحات زعيم عصابة الانقلاب بوصف مصر بأنها شبه دولة قائلا: إذا كنا في أشباه دولة يبقى إحنا أشباه مواطنين وهما أشباه حكام!! وأخيرا اكتشف "عصام حجي" اكتشافا خطيراً ربما يترشح به لنيل جائزة "الفَكَاكة" العالمية حيث يقول: في 30 يونيو طالبنا بدولة مدنية فجاءتنا دولة عسكرية ـ إللي حضر العفريت يصرفه ـ
وأن مصر ينطبق عليها وصف دولة عسكرية، ويجب الاعتراف بأن هذا هو الواقع، وأنه خلال عمله بالرئاسة كان جميع العاملين بمؤسسة رئاسة الجمهورية من العسكريين باستثناء خمسة مدنيين فقط!! وأنه نادم لأنه لم يكن أكثر حزمًا في مواقف خاطئة رآها في الرئاسة وبعض الوزارات، وأنه نادم لأن العلم تم استخدامه لأغراض سياسية!! ولكنك سكتَّ وخرسْتَ وأكلْتَ "سدَّ الحنك" لأنك لم تكن تجرؤ على الكلام بسب خيانتك وقبولك بالانقلاب العسكري!! كما أنه حاول أن يظهر وطنية وثورية خادعة قائلا: أنه لم يكن هناك أي شخص بقيادات مؤسسة الرئاسة يؤمن بثورة يناير ـ

كفاية علينا ثوريتك أنت يا عالم الفضاء ـ كما طالب الدولة بالاعتذار للشعب لتكتسب المصداقية أمام الناس، وتعيد قيمة العلم، وطالب زعيم عصابة الانقلاب بالاعتذار بصفته كان وزير الدفاع وقتها. ونتساءل: الاعتذار عن ماذا؟؟ وهل يجدي الاعتذار مع خطايا العسكر؟؟

وثالثة الأثافي أنه أعلن ندمه عن توقيع استمارة تمرد، وهاجم شباب حركة تمرد قائلا: إنه قام بملء استمارة تمرد عبر شبكة الانترنت وقام بطباعتها وعلقها في مكتبه، ثم شعر بالصدمة حين شاهد صلات شباب حملة تمرد بالمسئولين وبرجال أعمال من الخارج!!

وأي عالم هذا الذي ينساق وراء "بانجو" وبعض مراهقي تمرد المدعومين من العسكر بأموال "عيال زايد" البترولية لولا أنها وجدت هوى في نفسك؟!!

وقال: قبل الثلاثين من يونيو كان هناك حالة من التلاعب بالحقائق والشحن المعنوي، وأن هناك من اتصل به وأخبره بأن البلد تضيع وستسقط بيد الإرهاب، وكان وقتها في أمريكا ويصدق كل ما يشاهده بوسائل الإعلام، ولكن حين حضر إلى مصر وجد الأمور مختلفة في الواقع!! ومع ذلك مشيتَ خلف تمرد وأيدتَ الانقلاب العسكري!! فإن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم!!

واعتبر أنّ ما حدث في الفترة التالية لترْكه مؤسسة الرئاسة قد أكد أن ما شاهده بمؤسسة الرئاسة لم يكن تخبطاً، ولكن لم تكن هناك أية نية للنهوض بالتعليم أو بالمواطن المصري!! لا يا شيخ !! تعالَ ادخل في "عِبِّي!!

وبالتزامن مع تصريحات "حجي" المثيرة للجدل خرج الانقلابي (أبو زلطة) ليعتذر لـ "حجي" عن مهاجمته له عقب 30 يونيو قائلا: كم احترمت عصام حجي في شجاعته ومراجعته لنفسه وندمه على مواقف سياسية سابقة، وأعتذر لك عن هجومي عليك بعد 30 يونيو!! نفس شجاعتك وندمك يا أبوزلطة!!

كما أن الكومبارس الذي شارك في انتخابات رئاسة الانقلاب قال: يجب أن يتم تحضير بديل عن قائد الانقلاب العسكري ينشر الديمقراطية في البلاد، لكن هذا لا يعني أن نخرج في تظاهرات للمطالبة بإسقاطه، لأن هذا سوف يأتي بالإخوان المسلمين إلى الحكم مرة أخرى!!

فهل نفهم من كلام الكومبارس أنه يتم الإعداد لطبخة جديدة لتقديم "حجي" على أنه البطل المنقذ، والذي يأتي عبر بوابة عسكر كامب ديفيد !! ألم يكن الرئيس "مرسي" أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة يناير، والذي انقلبت عليه جبهة الخراب وفلول الحزب الوطني والمجلس العسكري، ليعود العسكر مرة أخرى على ظهور الدبابات؟؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل!!

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها