رامي ربيع
الجمعة 28 من يناير عام 2011 رابع أيام الثورة المصرية، بعد الفجر بدأت السلطات باعتقال العشرات من الشباب والأحزاب التي أكدت مشاركتها في المظاهرات، ومع طلوع الشمس اكتشف الجميع توقف خدمات الاتصالات والإنترنت في كل الشبكات.
مظاهرات شعبية واسعة انطلقت بعد صلاة الجمعة، وخرجت الحشود في أغلب المدن المصرية رفضا للقمع الذي اتخذته السلطات المصرية منهجا خلال عقود للمطالبة بإصلاحات اجتماعية وسياسية، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز والخرطوش والرصاص الحي لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ميدان التحرير والميادين الكبرى.
واصلت الجماهير تظاهرها، وكان الوصول إلى ميدان التحرير هدفا سالت دونه دماء كثيرة، ولأول مرة ترفع شعارات المطالبة بإسقاط النظام، ومع دخول عصر ذلك اليوم، انسحبت الشرطة من أمام المحتجين في كامل مدينتي الإسكندرية والسويس، وفي القاهرة أُحرق المقر الرئيسي للحزب الوطني الحاكم وقتها، ومزقت صور مبارك، وشهدت مناطق عديدة حالات دهس بسيارات تابعة للشرطة وغيرها لحشود المتظاهرين.
في السادسة مساء، شهدت البلاد كلها اختفاء مفاجئا للشرطة، ثم بدأت قوات الجيش بالانتشار في شوارع القاهرة والمدن لتعويض اختفاء الشرطة، وفي السادسة والنصف أُعلن حظر التجوال في القاهرة والإسكندرية والسويس، حالات سلب ونهب ظهرت في عدة مناطق، وطوق المصريون المتحف المصري بميدان التحرير لحمايته من السرقة قبل وصول قوات الجيش.
بدأ الشعب في أنحاء البلاد تكوين ما يسمى باللجان الشعبية، التي انتشرت على شكل دوريات لتأمين الأحياء عوضا عن الشرطة، ونجحت الفكرة وأحبطت خطة نشر الفوضى، واستمرت اللجان الشعبية حتى إلى ما بعد تنحي مبارك.
كان الثامن والعشرون من يناير يوما فاصلا في مسيرة الثورة وتاريخ مصر، وسقط مئات القتلى برصاص الشرطة، وأصيب الآلاف، وتم اعتقال أعداد كبيرة، ورغم التكلفة الباهظة إلا أنها دفعت بشرائح أخرى انضمت إلى المتظاهرين الذين استمروا في تظاهراتهم، الأمر الذي أخرج رأس النظام عن صمته، ليخرج مبارك لأول مرة منذ بداية الثورة لكي يتحدث إلى الشعب، لكن خطاب مبارك قد تجاوزه الزمن والأحداث، الأمر الذي عجل برحيله بعدها بأسبوعين، فهل يتحد الشعب مرة أخرى ويكرر الأمر مع عبدالفتاح السيسي سارق ثورتهم؟.