أين الأزهر من الكذب على الله ورسوله؟!

- ‎فيمقالات

 

بقلم: د.عز الدين الكومي

 

ذكر العلامة الشيخ "أحمد شاكر" رحمه الله في كِتابه (كلمة الحق): كان "طه حسين" طالبا في الجامعة المصرية القديمة، وتقرر إرساله في بعثة إلى أوروبا فأراد حضرة السلطان حسين رحمه الله أن يكرمه بعطفه ورعايته، فاستقبله في قصره استقبالا كريما، وحباه هدية قيمة المغزى والمعنى. وكان من خطباء المساجد التابعين لوزارة الأوقاف خطيب فصيح متكلم مقتدر، هو الشيخ "محمد المهدي" خطيب مسجد عزبان، وكان السلطان حسين رحمه الله مواظبا على صلاة الجمعة. فصلى الجمعة يوما ما، بمسجد المبدولي القريب من قصر عابدين العامر، وندبت وزارة الأوقاف ذلك الخطيب لذلك اليوم وأراد الخطيب أن يمدح عظمة السلطان، وأن ينوه بما أكرم (طه حسين) وحق له أن يفعل، ولكن خانته فصاحته وغلبه حب التعالي في المدح، فزل زلة لم تقم له قائمة من بعدها. إذ قال أثناء خطبته "جاءه الأعمى فما عبس في وجهه وما تولى" وكان من شهود هذه الصلاة والدي الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر سابقا رحمه الله فقام بعد الصلاة يعلن الناس في المسجد أن صلاتهم باطلة، وأمرهم أن يعيدوا صلاة الظهر فأعادوها، ذلك بأن الخطيب كفر بما شتم صلى الله عليه وسلم تعريضا لا تصريحا.

ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى فأقسمُ بالله: لقد رأيته بعيني رأسي بعد بضع سنين وبعد أن كان متعاليا متنفخا مستعزا بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء؛ رأيتهُ مهينا ذليلا خادما على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار حتى لقد خجلت أن يراني، وأنا أعرفه وهو يعرفني، لا شفقة عليه فما كان موضعا للشفقة ولا شماتة فيه، فالرجل النبيل يسمو على الشماتة، ولكن ما رأيت من عبرة وموعظة!!

كالعادة زعيم عصابة الانقلاب استغل مناسبة عيد الأم المزعوم، للنيل من الإسلام ورموزه، فقد تعرض لقصة الصحابية الجليلة، (خوله بنت ثعلبة) وحاول تحريفها، ليثبت كذبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حضور مشايخ وحريم السلطان من الراقصات والساقطات!! فأتى بقصة محرفة، وفي حضور وزير أوقاف الانقلاب الذي ظل يضحك ويصفق لهذه التخاريف الانقلابية.

فقد أورد البخاري عن عائشة رضي الله عنها، قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادِلة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}.

وقد دفعتِ الجرأةُ زعيمَ عصابة الانقلاب إلى الكذب على رب العزة، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الصحابية الجليلة خولة بنت ثعلبة الأنصارية، التي زعم أنها مصرية!

وقصة الصحابية خولة بنت ثعلبة، التي جاءت شاكية إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من حادثة وقعت بينها وبين زوجها وجاءت لتسأل عن حكم الشرع، فقد راجعت زوجها أوس بن الصامت بشيء فغضب فقال: "أنت علي كظهر أمي"، ثم خرج الزوج بعد أن قال ما قال فجلس في نادي القوم ساعة ثم دخل عليها يريدها عن نفسها، ولكنها امتنعت حتى تعلم حكم الله في مثل هذا الحدث. فقالت: كلا والذي نفس خولة بيده، لا تخلصنّ إليّ وقد قلتَ ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه، وخرجت خولة حتى جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت من زوجها، وهي بذلك تريد أن تستفتيه وتجادله في الأمر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما أُمرْنا في أمرك بشيء، ما أعلمك إلا قد حرمت عليه))، والمرأة المؤمنة تعيد الكلام وتبين لرسول الله ما قد يصيبها وابنَها إذا افترقت عن زوجها، وفي كل مرة يقول لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما أعلمك إلا قد حرمت عليه))، وهنا رفعت يديها إلى السماء وفي قلبها حزن وأسى، وفي عينيها دموع وحسرة قائلة: اللهم إني أشكو إليك ما نزل بي.. وما كادت تفرغ من دعائها حتى تغشّى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه عند نزول الوحي، ثم سُرِّي عنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا خولة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرأنا)، ثم قرأ عليها: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) إلى قوله: (وللكافرين عذاب أليم). ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم كفارة الظهار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقى به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرا) لم يُشح النبي صلى الله عليه وسلم، بوجهه عنها. (ولكن الكذاب الأشر الذي يكذب متعمدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مدعيا أنه أشاح عنها بوجهه وتأتيه هي من كل اتجاه، وأن المرأة مصرية، وكيف تكون مصرية، ومصر لم تكن فتحت بعد!! ثم أي قانون غيرته هذه المرأة، كما زعم هذا الكذاب، والقضية كلها تدور حول الظهار، الذي لم يكن قد نزل فيه حكم شرعي بعد!! وإنها قالت لربنا "جئت لاشتكي رسول الله، فرسول الله صلى الله عليه وسلم ماوجدش. فاني أشكو إليك رسول الله.. ياااه علشان تعرفوا… الدين كبير قوي.. وسهل قوي. قوي قوي!

ومما يؤكد تحريف زعيم عصابة الانقلاب، ومحاولة النيل من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ما ورد بشأن السيدة خولة بنت ثعلبة الأنصارية رضي الله عنها: أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – مر بها في زمن خلافته وهو أمير المؤمنين، وكان راكبا على حمار، فاستوقفته خولة طويلا ووعظته. وقالت له: يا عمر قد كنت تُدْعَى عميراً ثم قيل لك: يا عمر ثم قيل لك يا أمير المؤمنين، فاتق الله يا عمر فإن من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب. فقيل له: يا أمير المؤمنين أتقف لهذه العجوز هذا الموقف؟ قال رضي الله عنه: (والله لو حبسَتْني من أول النهار إلى آخره ما زُلْتُ إلا للصلاة المكتوبة، إنها خولة بنت ثعلبة، سمع الله قولها من فوق سبع سماوات، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر.
وهنا ترتج القاعة بالتصفيق من العمائم الوضيعة وغيرهم من المرتزقة وحريم السلطان من الجواري والغانيات، وهم يعبرون عن رضاهم التام بإهانة نبيهم صلى الله عليه وسلم!!

والسؤال المُلِح هو أين الأزهر، وأين أدعياء السلفية، وهل مازال محمد حسان فى الإنعاش؟ أين هم من هذه التخاريف، وإلى متى يستمر الوضع هكذا؟؟؟

————————————————————————-
المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها