كان أحد الشباب الذين نذروا حياتهم لمقاومة الصهاينة وطردهم من أرض فلسطين وأعد نفسه لتلك المهمة المقدسة، ورفع شعار الجهاد حتى النصر لو الشهادة .
ونجح في فرض الرعب في قلوب قادة وجيش دولة الكيان الصهيوني .
إنه الشهيد البطل عماد عقل الذي تحل غدا 25 نوفمبر الذكرى الـ25 لاستشهاده.. الاسم الذي قذف الرعبَ في قلوب اليهود.. وقهر الصهاينة بجرأته وقوة قلبه، وفاجأهم حين كان يباغتهم في عملياته العسكرية النوعية.. عماد جنرال كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة والقطاع، ذلك الشاب الذي خرج من تحت الركام والأنقاض، ليحول حياة اليهود إلى جهنم!
تحدث عنه قادةُ وجنرالات الصهاينة، وتحدث عنه المجرم رئيس وزراء العدو الصهيوني إسحاق رابين نفسه، ووصفه بالأسطورة والشبح.
ودشن ناشطون فلسطنيون هاشتاج حمل أشهر جمل الشهيد “عقل” وهي: قتل اليهود عبادة نتقرب بها إلى الله.وقد دعا الناشطون للإقتداء بالشهيد عقل في محاربة اليهود وتدريس منهجه للطلاب النشء حتى يتعرفوا على أحد النماذج الجهادية في الأمة الإسلامية.

نشأة مقاوم
ولد عماد حسن إبراهيم عقل في 19 يونيو 1971م في مخيم جباليا بقطاع غزة، هاجر أهلُه بعد حرب 1948م من قرية برعير القريبة من المجدل.
وكان والده -الذي يعمل مؤذنًا لمسجد الشهداء في مخيم جباليا- قد اختار لابنه الذي جاء ثالثًا بين الذكور هذا الاسم (عماد)؛ تيمنًا بالقائد المسلم (عماد الدين زنكي) الذي قارع الصليبيين، في الوقت الذي كانت كل القيادات متخاذلة.
قضى الشهيد عماد عقل 18 شهرًا في المعتقل، ليخرج في شهر مارس1990م.وفي العام الدراسي 1991-1992م تم قبول عقل في كلية حطين في عمّان قسم شريعة، إلا أن سلطات العدو الصهيوني منعته من التوجه إلى الأردن؛ بسبب نشاطه ومشاركته في الانتفاضة.
كتائب القسام
بعد أن خرج عماد عقل من المعتقل الصهيوني بدأ اتصالاته وتحركاته للالتحاق بـ(كتائب الشهيد عز الدين القسام) ليلبي رغباته وطموحاته العسكرية، فكان له ما أراد؛ إذ انتخب في بداية العام 1991م ضابط اتصال بين (مجموعة الشهداء) -وهي أولى مجموعات كتائب عز الدين القسام- وبين قيادة كتائب القسام.
كانت مجموعة الشهداء هذه تعمل بشكل أساسي في ملاحقة العملاء الخطرين، وتصفية بعضهم إلى حين الحصول على قطع لتسليح أفراد المجموعة؛ استعدادًا لتنفيذ عمليات عسكرية ضد دوريات وجنود الاحتلال.

مطلوب للاحتلال
في ليلة معتمة كان المجاهدان مجدي حماد ومحسن العايدي على موعد مع القدر، فقد وقع المجاهدان في الأسر أثناء محاولتهما عبور خط الحدود الدولية بين فلسطين المحتلة ومصر، بالقرب من مدينة رفح في 26 ديسمبر 1991م، ليرسلا فورًا إلى قلعة الأبطال (سجن سرايا غزة) حيث يمارس التعذيب البشع والحرب النفسية والإرهابية ضد المجاهدَيْن البطلين، حتى تبدأ الصفحة المختفية في الظهور وتبرز الكلمات والخطوط والأسماء أمام عيون الجلادين الصهاينة، فاضطر المجاهد مجدي حماد تحت هذا التعذيب إلى الكشف عن أسماء أعضاء مجموعة الشهداء التي كان عضوًا فيها.
عمليات جهادية
بعد أن فشلت أجهزة المخابرات الصهيونية في الوصول إلى جنرال حماس وتصفيته، لجأت إلى أسلوب آخر هو المساومة، حيث إن رئيس الوزراء الصهيوني الاسبق اسحق رابين اتصل بأهله وعرض عليهم أن يخرج عماد إلى مصر أو الأردن بسلام، على أن يعود بعد ثلاث سنوات دون أن يُقدّم إلى المحاكمة، فردّ بطل الإسلام عماد عقل بقوله: “إن رابين لا يستطيع أن يمنع شابًّا قرر أن يموت”.
واستطاع عقل أن يحوِّل غزة مع رفاقه إلى جحيم حقيقي أرعب جنود الاحتلال، فوصلت بهم الحال ليقول بعضهم لبعض وقت لحظات الغضب والنزاع: اذهب إلى غزة؛ أيْ (اذهب للجحيم)! لقد اعتُبر قطاع غزة كابوسًا بالنسبة للصهاينة، يجب التخلص منه بأي ثمن.
وقال إسحاق رابين بعد إحدى عمليات الشهيد عماد عقل قولته المشهورة: “أتمنى لو أستيقظ من نومي فأجد غزة وقد ابتلعها البحر”.
الشهادة
بعد أكثر من عامين من مطاردة مخابرات الاحتلال لشبح لم تُمسك بطرف خيطه بعد، بل إنها أفردت وحدات خاصة لمتابعته والبحث عنه، ووظفت العشرات من الضباط للعمل على حل هذا اللغز المعقد، حتى تمكنت من ذلك في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1993م، إذ رُصد القائد عماد عقل في منزل خنساء فلسطين أم نضال فرحات، وخاض اشتباكًا مع قوات الاحتلال التي حاصرت المنزل إلى أن ارتقى إلى العلياء شهيدًا.
وبعد أن تيقن الصهاينة من استشهاد عماد عقل، قام عدد منهم بالرقص فرحًا وطربًا لمقتل البطل القائد، وأخذوا ينشدون (عماد.. عماد..!!). وهكذا انطوت صفحة عظيمة من صفحات الجهاد الفلسطيني المقدس، تلك الصفحة التي كتبها المجاهد الفلسطيني الشاب عماد عقل رحمه الله، الذي استشهد ولم يتجاوز عمره 22 عامًا بعدُ، إلا أن حياته القصيرة أثّرت تأثيرًا بالغًا في تاريخ القضية الفلسطينية.