مظاهرات غاضبة تستقبل بن سلمان في تونس

- ‎فيعربي ودولي

شهدت شوارع العاصمة التونسية فعاليات احتجاجية لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، علي خلفية الاتهامات الموجهة له بالوقوف وراء قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول الشهر الماضي.

وردد المحتجون هتافات تندد بجرائم “بن سلمان” بحق خاشقجي والنشطاء السعوديين داخل المملكة، وجرائم قتل الأطفال في اليمن، مؤكدين أن “بن سلمان” غير مرحب به في بلادهم، فيما رفع البعض صور ًالمحمد بن سلمان وهو يمسك منشارًا.

وكانت 16 منظمة تونسية، بينها نقابة الصحفيين التونسيين، قد أعلنت، في بيان مشترك، رفضها زيارة بن سلمان إلى تونس، واعتبر البيان أن هذه الزيارة، تهدف “إلى فك عزلته على خلفية ضلوعه في الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها الصحفي جمال خاشقجي “.

وعبرت المنظمات عن استغرابها من الزيارة “وما تضمره من دلالات تشير إلى استهتار كامل بمبادئ حقوق الإنسان واستخفاف مشين بالمسار الديمقراطي الذي تعيشه تونس منذ لجوء رئيسها الأسبق زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية السعودية وخلعه في 2011.

وأرسلت نقابة الصحفيين التونسيين رسالة إلى رئيس البلاد الباجي قائد السبسي، مبدية استهجانها ورفضها لهذا الأمر “كونه خطرًا على الأمن والسلم في المنطقة والعالم”.

وقالت النقابة :”إنها فوجئت “كأغلبية الشعب التونسي، بتأكيد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بلادنا، الأسبوع المقبل، فيما بدأ جولةً الهدف منها تبييض سجله الدّامي، على خلفية تورطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان، لعل آخرها جريمة اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي؛ حيث تشير تقارير دولية إلى تورط بن سلمان نفسه في هذه الجريمة النكراء”.

وأضافت النقابة: “لا يخفى على نقابتنا أن موقف تونس الرّسمي لم يكن، في يوم ما، مستقلا عن سياسة المحاور التي تشهدها المنطقة العربية. ففي الثاني والعشرين من أكتوبر الماضي، صدمنا بموقف وزارة الخارجية حين دعت إلى عدم توظيف قضية اغتيال الزميل السعودي، جمال خاشقجي، بـ(استغلال هذا الحادث لاستهداف السعودية وأمنها واستقرارها)، مكتفية بموقف هزيل لا يعكس بأي حال من الأحوال ما تعيشه تونس من زخم، في إطار الانتقال الديمقراطي الذي تمرّ به بلادنا”.

وأشارت النقابة إلى أنه “قد سبق موقف وزارة الخارجية إعلان مناورات عسكرية مشتركة مع الطيران الحربي السعودي، الذي ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة في اليمن، حسب تقارير حقوقية وأممية”، مؤكدة “استهجانهاَ لزيارة ولي العهد السعودي، كونه خطرا على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وعدوا حقيقيا لحرية التعبير”.

وأضافت النقابة أنه “حدثت في تونس ثورة ولسنا مستعدين، كصحفيين، أن نتنازل عن مكاسبها، وفي مقدمتها سيادة القانون حرية الصحافة والتعبير. وعلى هذا الأساس نرفض زيارة ولي العهد السعودي إلى بلادنا رفضا قاطعا، لما في تلك الخطوة الاستفزازية من اعتداء صارخ على مبادئ ثورتنا”.