“القرضاوي” يتصدر مؤتمر “الرابطة” بمكة ويلتقي كبار العلماء

- ‎فيعربي ودولي

 أحمدي البنهاوي
اختُتم اليوم مؤتمر رابطة العالم الإسلامي "الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة"، الذي نظمته "الرابطة" بمكة المكرمة، ممثلة في المجمع الفقهي الإسلامي.

وكان لافتًا حضور العلامة يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فعاليات المؤتمر الإسلامي حتى صدور قراراته، قبل قليل، وإلى جواره الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي المملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء، والشيخ صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، كما جلس الشيخ القرضاوي في افتتاح مؤتمر رابطة العالم الإسلامي برعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، في صدر الحضور.

قرارات المؤتمر

ودعا المؤتمر- في بيانه الختامي الذي صدر اليوم الثلاثاء- الأمانة العامة للمجمع الفقهي الإسلامي، إلى إعداد مشروع "القواعد والضوابط الشرعية في الاتجاهات الفكرية المعاصرة"، وعرضه على الدورة المقبلة للمجمع، لتكون لها قواعد وضوابط تُدعى إلى امتثالها الجهات الإسلامية المختلفة.

ودعا الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية في العالم الإسلامي إلى ترسيخ القيم العليا في الإسلام، الداعية إلى المحبة والبر والتسامح والتعايش والوئام، والحيلولة دون أسباب النزاع والفرقة والكراهية، ومن ذلك تفهم سنة الخالق- جل وعلا- في الاختلاف والتنوع والتعددية، والحفاوة بتعدد المدارس الإسلامية في سياق عطائها العلمي والفكري المشروع، واعتباره من مظاهر سعة الشريعة الإسلامية وعالميتها ورحمتها بالعباد.

مؤتمر جروزني

وكأنما جاء المؤتمر ردا على مؤتمر جروزني، الذي فرق بين مذاهب المسلمين، حيث دعا المؤتمر إلى الاستمساك برابطة المسلمين ومظلتهم وهويتهم واسمهم الذي نعتهم الله به "الإسلام"، والتحذير من الأسماء والأوصاف الأخرى التي من شأنها الإساءة لهذا الاسم الجامع الحاضن، والمطالبة بأن يكون بيان الحق داخل أصول وفروع هذا الوصف الجامع، على منهج الإسلام الحكيم في النصح والبيان.

واعتبروا أن الأوصاف المتعلقة بالتوجهات المذهبية في الأصول والمدارس الفقهية في الفروع، من الأوصاف الكاشفة التي أقرها علماء الإسلام سلفا، وأنها ليست بديلة ولا مزاحمة لاسم الإسلام الجامع، ولا يُتوسع في تلك الأوصاف الكاشفة عما تقرر في مدونات المسلمين لأي نزعة كانت، سواء لذرائع سياسية أو تنظيمية أو غيرها، ولا يجوز بحال منازعة السلطات الشرعية، وعلى الجميع السمع والطاعة بالمعروف في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وألّا ينازعوا الأمر أهله، ملتزمين جادة الهدي النبوي الكريم.

المسلمون في الغرب

وجاء جزء من قرارات المؤتمر بدعوة الجاليات الإسلامية في البلاد غير الإسلامية إلى احترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيشون فيها، والالتزام بخصوصياتهم وفق الأدوات الدستورية والقانونية المتاحة، والتقيُّد التام بما تنتهي إليه من حسم نهائي، ومن لم يسعه المقام فيتعين عليه مغادرتها دون إخلال بالنظام أو إساءة للوجدان العام.

وحذر المؤتمر من سلبياتِ التصنيفات، سواء كانت لدين أو مذهب أو عرق أو غير ذلك، وأن يعوا بأن الإسلام عبر تاريخه الطويل لم ينتشر ولم تتقبله القلوب إلا بهذه السعة والرحمة التي بعث الله بها النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- حيث يقول الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".

بؤر التطرف

وأكد البيان الختامي دعوة الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية الحكومية والأهلية إلى توعية الشباب المسلم بخطر الأفكار المتطرفة، والتصدي للرسائل السلبية التي تبثها الوسائل الإعلامية الإرهابية، ولا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والدخول في تفاصيلها وتفكيكها.

كما أكد البيان اعتبار المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب المرتكزَ الرئيسي لاجتثاثه من جذوره، وأن المواجهات العسكرية مع أهميتها البالغة في درء خطر الإرهاب، لا تحسم المعركة النهائية معه، وأن كيان الإرهاب هو عالم افتراضي واسع، وأن كثيرا من عملياته الإجرامية تتم بتمويلات زهيدة يسهل الحصول عليها، ومع ذلك فما يساعد في السيطرة على موارده مراقبة التحويلات المالية، مع تقليص التبادل المالي التقليدي عن طريق خيارات التبادل بالبدائل المصرفية الحديثة.