كتب محمد مصباح:
في روايات متواترة تكشف حجم المعاناة التي يلاقيها المعتقلون في سجون السيسي وأهاليهم أمام مقرات احتجازهم ومعاملة قوات أمن الانقلاب لهم بوحشية.. ولا يجد المعتقلون ولا أسرهم سوى الدعاء إلى الله لتخفيف ما حل بهم من ظلم.. والانتقام من جلاديهم.. هذا الدعاء دفع أحد المخبرين مؤخرا للصراخ أمام سجن استقبال طره صارخا بأعلى صوته "كفاية دعاوي علينا بيوتنا اتخربت".
الرواية كما حدثت ترويها زوجة أحد المعتقلين، قائلة: بصوت يشق الأذان، وقف مخبر بسجن استقبال طره، يصرخ في وجه أسر المعتقلين الذين أرهقهم عناء الانتظار: "كفاية دعاء علينا.. بيوتنا خربت".
تزاحمت الأسئلة بذهني لهذا المخبر، وودت لو أتيحت ليّ الفرصة أن أوجه له بنفسي، بعد هذه الخراب -الذي أشار له- ألم تكف عن تعذيب المعتقلين وأسرهم حتى يتوقفوا عن الدعاء عليك؟!! ألم تتخذ العبرة ممن سبقك؟!! ألم يحن الوقت أن تبتعد عن نصرة الظالم؟!!
ولكن سرعان ما تدبرت حكمة الله في هذا الأمر، فلقد ختم الله على قلبه وسمعه وبصره ومنعه من التدبر والاتعاظ ويسره للاستمرار في الظلم حتى يكون مستحقا للعقوبة الأكبر، فعلى الرغم من أنه رأى العقوبة في الدنيا لم ينتبه لكي يستمر في نصرة الظالم حتى ينال عقوبة أخرى في الآخرة، وقفت أردد في صمت: "هنيئا لمؤيدي الظالم.. استمروا.. لا تتراجعوا".
حتى قطع الصمت الذي أعشيه، هذه الآية الكريمة من سورة القمر: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}.
إضراب 440
وفي سياق متصل ودفعا للظلم عن سجناء وادي النطرون، دشن نشطاء هاشتاج #اضراب_440 للمطالبة بوقف التعذيب الممنهج ضد معتقلي سجن 440 بوادي النطرون.. تتضامنا مع المعتقلين السياسين بسجن وادي النطرون، الذي يذوقون شتى ألوان التعذيب والانتهاكات على يد عساكر الانقلاب.
ووصف النشطاء ما يحدث للشباب بالقتل الممنهج قائلين "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا #اضراب_440".
ودخل المعتقلون بسجن 440 وادي النطرون في إضراب عن الطعام منذ اليوم السابع من شهر يوليو الجاري احتجاجا على تصاعد الانتهاكات والجرائم بحقهم تحت إشراف رئيس مباحث السجن تامر الدسوقي، وردت إدارة السجن بقطع المياه عن العنابر لفترات طويلة خلال النهار، إضافة لوضعهم بغرف لا يوجد بها دورات للمياه.
وكانت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" -منظمة حقوقية مصرية- استنكرت عبر صفحتها على "فيس بوك": تكرر الاعتداءات والإهانات من رئيس المباحث والأمناء والمخبرين التابعين له بالسجن علي المعتقلين السياسيين.