علق الكاتب الصحفي فهمي هويدي على ما نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في حوار مثير مع المؤرخ الأمريكى البارز رونالد فينمان، ذكر فيه أن الرئيس الأمريكي العنصري دونالد ترامب قد يجبر على الاستقالة خلال أسابيع، وفى أحسن الأحوال فإن عمره فى الرئاسة لن يتجاوز 6 أشهر، كما رجح فينمان -الذى يدرس التاريخ بجامعة الأطلسى فى فلوريدا- أن يجبر الكونجرس ترامب على الاستقالة، إذا لم يتحرك من جانبه لإقالته خلال أسابيع.
وأشار هويدي -خلال مقاله المنشور بصحيفة "الشروق"، في عددها الصادر صباح اليوم الاثنين- إلى ما قاله فينمان بأن "فترة ترامب لن تتجاوز الـ١٩٩ يوما لرئاسة الرئيس الأمريكى الأسبق جيمس غارفيلد الذى اغتيل عام ١٨٨١، واعتبر أن «الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء فى صدمة من سلوك ترامب، ولغته غير اللائقة كلما تحدث فى مكان عام أو كتب تغريدة، ومن عدم استقراره وطيشه".
وتابع: "أضافت الصحيفة أنه رغم اعتقاد البعض أن الإقالة هى السبيل الوحيد لإنهاء حكم ترامب، إلا أن البند الرابع من التعديل رقم ٢٥ للدستور الأمريكى الذى تم التصديق عليه عام ١٩٦٧، يوفر فرصة أخرى لعزله، بخلاف النص الذى يستوجب إقالته فى حال ثبوت خيانته لأمريكا أو تلقية رشوة. ووفقا لذلك التعديل يقوم نائب الرئيس وغالبية وزراء الحكومة بتوقيع خطاب إلى رئيس مجلسى الشيوخ والنواب لإبلاغهم أنهم لا يثقون فى قدرة الرئيس على القيام بمهامه على أكمل وجه، وفى هذه الحالة يصبح نائب الرئيس قائما بأعماله".
ونبه هويدي على أن ما أثار انتباهه، "أن الفكرة ذاتها عبر عنها موقع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية فى ١٨/٢. إذ نشرت تحليلا عن الرئيس الأمريكى لم يستبعد أن ينتهى مصيره إلى السجن بسبب السمات الجنائية لطابع العلاقات التى تربطه بالروس، وأضاف فى هذا الصدد أن أجهزة الاستخبارات أعلنت الحرب عليه، وتلمح بأنها تعرف عنه الكثير من المعلومات المحرجة، وأن الأمر لن ينتهى بمستشاره للأمن القومى مايكل فلين (الذى تمت إقالته بسبب علاقاته بالسفير الروسى). ولم تستبعد الصحيفة أن تتطور المواجهة بين ترامب والمجمع الاستخبارى إلى درجة تقديم معلومات وأدلة تصلح لإدانته بالخيانة. وختمت بقولها إنه إذا لم يتمكن من العثور على طريقة للتفاهم مع الاستخبارات فإن مصيره سينحصر بالإحالة إلى السجن".
وأعرب عن دهشته أنه فى حين لا يستبشر قطاع عريض من النخب داخل الولايات المتحدة وأوروبا بظهور رئيس غريب الأطوار مثل ترامب فى البيت الأبيض، وتتم السخرية منه وتسفيهه بصورة شبه يومية فى وسائل الإعلام. فإن الترحيب به ملحوظ فى أغلب العواصم العربية، ومن أغرب ما وقع عليه فى هذا الصدد حوار مع أحد أساتذة الفلسفة المصريين المخضرمين بثته القناة الأولى المصرية، تحدث فيه بانبهار عن الرئيس الأمريكى وقال إن الله أرسله لكى ينقذ الحضارة من كارثة الخلافة الإسلامية! وهو ما يعنى أن أغلب عناصر النخبة فى العالم الغربى تعتبر الرجل نقمة حلت بالقيم والسياسة الأمريكية، فى حين أن البعض فى بلادنا ــ وفى إسرائيل أيضا ــ يعتبرونه هدية ونعمة. أما النقد الذى قيل بحقه فى إسرائيل فلم نقرأ له مثيلا فى العالم الغربى.
واختتم هويدي مقاله قائلا: "أما أطرف ما وقعت عليه، فكان حملة السحرة والساحرات فى الولايات المتحدة لإخراج ترامب من البيت الأبيض، التى رفعت شعار «المقاومة بالسحر»، وقد خصصوا ليلة أقاموا فيها بعض الطقوس والتعاويذ لذلك الغرض. وهو ما أغضب تحالف المسيحيين القوميين الذين اتهموا السحرة بشن «حرب روحية» ضد ترامب، وخصصوا ليلة أقاموا فيها صلواتهم لإبطال مفعول السحر!".