“الأسد باق ومن غير المرجح أن يطرد من السلطة وعلى القوات الأمريكية أن تبقى في سوريا على المدى المتوسط”، سكت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دهراً عن جرائم نظام الأسد ونطق في النهاية كفراً، وقال في مقابلة مع مجلة “تايم” الأمريكية: “بشار باق”، مكررا قلقه من البعبع الإيراني الذي فشلت مملكته عن مواجهته سواء في العراق أو لبنان أو حتى اليمن.
تصريح محمد بن سلمان (الأسد باقٍ في السلطة) أثار استغراب المراقبين والمحللين السياسيين، وكأنهم لا يعلمون أن النظام السعودي هو الذي دعا روسيا إلى التدخل في سوريا لحماية نظام بشار الأسد من السقوط بعد أن حققت المعارضة السورية انتصارات على الأرض، وهذا الكلام ليس مرسلاً بل كلام الجنرال السعودي أنور عشقي.

يقول المفكر والمحلل السياسي محمد العربي زيتوت:” وكأن بن سلمان قد سقط للتو من كوكب آخر فهو لا يرى أن السفّاح الأسد لم يعد يتحكم حتى في غرفة نومه وان بوتين يهينه على العلن في سوريا نفسها التي يعبث بها مرتزقته وان مليشيات إيران تمرح وتصرح وتذبح…على هواها”.
تبًّا لكم
من جهة أخرى اعتبر الأمير السعودي أنه من الضروري أن يحافظ جيش الاحتلال الأمريكي على وجوده في سوريا، على الرغم من إعلان الرئيس دونالد ترامب مؤخرا بأن قوات بلاده ستنسحب من هناك قريبا، وأضاف بن سلمان للمجلة: “نعتقد أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم تكن على المدى الطويل”.
ورأى أن بقاء قوات الاحتلال الأمريكية على الأرض السورية هو “الجهد الأخير لمنع إيران من الاستمرار في توسيع نفوذها”، وهو آخر جهد يوقف إيران، العدو اللدود للسعودية ، من مواصلة توسيع نفوذها مع الحلفاء الإقليميين.
تقول الناشطة هيا الكعبي:” بعد ان خنتم المعارضة وسلمتم سوريا للروس وتم قتل الآلاف من الأبرياء وجعلتم سوريا مرتعا للطائفية والميليشيات المتآمرة على الإسلام …تتباهون ببقاء شيطان العصر …تبا لكم”.
ويقول الناشط رضا العجاتي:” فشلٌ جديد للسياسة الخارجية السعودية، ونصرٌ آخر لإيران الملفت في تصريح بن سلمان بأنه يطالب الجيش الأميركي بالبقاء في سوريا للحد من النفوذ الإيراني أيُّ نفوذٍ تريده أن يُحد وأنت تطمئن إيران بأن رجلها باقٍ في الحكم؟ ثم ماذا بعد انتصار إيران على الجميع؟”.
بعبع إيران
وقالت “تايم” إن ابن سلمان يبرز كأهم شخصية في السعودية منذ عقود؛ فبالإضافة لكونه وليا للعهد، فهو نائب رئيس للوزراء وزير الدفاع، ورئيس الديوان الملكي ورئيس المجلس الاقتصادي وصندوق الاستثمار العام، ويقوم ابن سلمان بجولة في عدد من المدن الأمريكية، مشيرة إلى أن ايران قامت ببناء قوة تأثير لها في سوريا عبر الجماعات الوكيلة لها، مشيرا إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيعطي إيران موطيء قدم في المنطقة المضطربة.
وقال إن ايران تعمل على تأكيد الهلال الشيعي الذي يمنحها قوة خاصة تقيم من خلالها جسرا بريا من طهران عبر العراق وسوريا إلى البحر المتوسط، وتحتفظ القوات الأمريكية بقاعدة عسكرية في دير الزُّور وسط الممر البري، وتدير القوات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية عددا من البلدات التي طرد منها تنظيم الدولة على طول وادي الفرات إلى الصحراء العراقية.

ويعلق ابن سلمان قائلا: “لو خرجت تلك القوات من شرق سوريا فستخسر نقطة التفتيش تلك”، مضيفا أن “هذا الممر سيخلق الكثير من المشاكل”.
وتذكّر المجلة أن ابن سلمان هو مهندس الحرب التي مرّ عليها ثلاثة أعوام في أفقر دولة عربية، وهي اليمن، والتي وضعت السعودية وحلفاؤها ضد المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران، بشكل أدى لأكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم في التاريخ الحديث، وانتشرت في البلد المجاعة والأمراض.
وقالت إن تعليقات ابن سلمان جاءت بعد قليل من إعلان ترامب أمام أنصاره في ريتشفيلد بولاية أوهايو، والذي قال فيه: “فقط للتذكير، لقد خربنا بيت داعش”، و”سنخرج من سوريا قريبا، دع الآخرين يتحملوا المسؤولية، سنخرج قريبا جدا”.
محمد بن سلمان لمجلة التايم الأمريكية: #الأسد باق ومن غير المرجح أن يطرد من السلطة وعلى القوات الأمريكية أن تبقى في #سوريا على المدى المتوسط pic.twitter.com/TT93zMCfkG
— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 31, 2018