رصدت وكالات وصحف إماراتية من ميناء مقديشو اليوم رحيل السفن الإماراتية العملاقة تغادر محملة بأدوات ومعدات عسكرية، كانت تستخدمها قوات أبو ظبي التابعة لمحمد بن زايد العاملة هناك.
وحذر نشطاء صوماليون من أن أبوظبي – التي ثبت دعمها لحركة “شباب المجاهدين” وتنظيم القاعدة بالصومال، في عشرينية سوداء أظلت الصومال مثلت فيها بؤرة للصراع وادعاء الإرهاب – من استهداف الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو بالإسقاط عبر انقلاب عسكري يماثل ما حدث في مصر أو اغتياله .
وقبل يومين أعلنت وزارة الدفاع الصومالية تسلمها إدارة القاعدة الإماراتية في مقديشو، وأظهرت صورا لحافلات تنقل الأدوات و المعدات العسكرية من معسكر التدريب الإماراتي في مقديشو في طريقها للشحن إلى الإمارات.

وقال مسؤولون صوماليون ردا على الإجراءات الإماراتية بدعم “صوماليلاند” المنشقة عن الصومال وتعتبره الحكومة كيان انفصالي: “نحن لسنا عدن كي تقومون باستغلالنا وتفرضون وصايتكم علينا”.
وقال وزير الخارجية الصومالي: “الإمارات تتعدى على سيادة الصومال ووحدة أراضيه”.
وعلى الصعيد الداخلي كشف حقوقيون صوماليون أن الحكومة قررت التصالح مع القوى السياسية ، فلا يوجد في سجون الصومال اليوم أي صحفي أو معتقل سياسي أو مواطن سجن لرأيه، فضلا عن مجال من الحريات يتيح انتقاد المسؤولين في الدولة وصولا إلى الرئيس نفسه.
وأطلق نشطاء اليوم الإثنين بالتزامن مع “إجلاء الاحتلال الإماراتي عن الأراضي الصومالية”، بحسب أحد النشطاء، هاشتاج “#الصومال_تتحدث”، ومقابله باللغة الإنجليزية “#Somalia_speaks”.
استعرض فيها النشطاء الصفعات التي وجهتها الصومال للإمارات؛ في سبيل تحرير قرارها ومن تلك الصفعات؛ طرد شركة موانئ دبي، ومصادرة 10 مليون دولار، وإلغاء الاتفاقيات العسكرية مع أبوظبي، وحجز السفير الإماراتي والتحقيق معه، وفرض رقابة مشددة من الأمن الصومالي على دبلوماسيي الإمارات، وطرد الضباط الإماراتيين الذين جاؤوا بحجة تدريب القوات الصومالية.
في حين أنهت الإمارات مهمةَ تدريبية للجيش الصومالي، وأغلقت مستشفى زايد في العاصمة مقديشو، علما بأنه المستشفى الوحيد الذي كان يقدم خدماته بالمجان للمرضى وكان يستقبل يوميا 300 حالة، كما كانت الإمارات أول دولة خليجية تعترف بجواز جمهورية أرض الصومال “صوماليلاند”. وادعى حينها وزير الخارجية أنور قرقاش أن الإمارات تحافظ على وحدة أراضي الصومال.
ومن أبرز ما خسرته الإمارات موقعها الاستراتيجي في القرن الإفريقي ضمن خططها الاستيطانية التوسعية، فضلا عن أزمة فحم شديدة جدًا في الإمارات بعد طردهم من الصومال علمًا بأن الإمارات كانت تسرق الفحم من الصومال وتقوم بتعبئته في دبي، ثم تبيعه إلى أوروبا.