مكافحة الفساد وليبيا وراء غياب السيسي عن قمة نواكشوط

- ‎فيتقارير

في الوقت الذي يسعى الاتحاد الإفريقي لتصحيح الأخطاء وتطوير أداء الحكومات عبر مناقشة آليات واقتراح حلول تعمم بالقارة الإفريقية، يتراجع قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي عن المشاركة في القمة التي تنطلق اليوم بموريتانيا، منيبا عنه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، لتمثيل مصر بالقمة.

السيسي عن القمة المهمة في نواكشوط هو خوفه الشديد من تكرار محاولة اغتيالة التي ترددت أنباء عنها قبل عامين قبل زيارة السيسي للمشاركة في القمة العربية وقتها.

الجديد بالذكر أن قمة نواكشوط تستضيف على الهامش قمة دول الجوار الليبي، والتي ستشارك فيها الجزائر وتونس ومصر وذلك بهدف التباحث حول آخر التطورات في الملف الليبي وخاصة اندلاع مواجهات مسلحة بين الفصائل في محاولة للسيطرة على منابع النفط في البلاد ، وهو ما لا يريد السيسي الخوض فيه أو تقديم ضمانات او التزامات حوله، بعيدا عن كفيله الإمارات، ذات المشروع التوسعي في ليبيا وافريقيا، حيث من المقرر أن توجه القمة رسائل شديدة اللهجة لحفتر الذي يشعل النيران في ليبيا، بإيعاز من السيسي بن زايد.

وتنطلق، الأحد، في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، أعمال القمة الإفريقية الحادية والثلاثين تحت شعار مكافحة الفساد.

وفد فرضت السلطات الموريتانية إجراءات أمنية مشددة، في الوقت الذي تحولت فيه فيلات فاخرة إلى مراكز إقامة لاستقبال مختلف الوفود..

وبدا التفاؤل طاغيا على الاجتماعات التحضيرية للقمة، رغم حساسية ملف الفساد في إفريقيا، إذ تفيد تقارير دولية على أن القارة لا تزال الأكثر فسادا في العالم.

وتقول مفوضة الاتحاد الإفريقي للشؤون الاجتماعية، أميرة الفاضل، غب تصريحات اعلامية، “الفساد، في إفريقيا، ينخر جميع القطاعات، وهو ما يفترض أن يكون هناك توجه لمكافحته بمقاربة متعددة الأبعاد”، على حدّ قولها.

من جانبها، ترى وزيرة الرعاية الاجتماعية السودانية السابقة أن “الهدف ليس توحيد التشريعات في مجال مكافحة الفساد بقدر ما هو الاتفاق على معايير محددة تحول دون تفاقم هذه الآفة”، موضحة أن “الاتحاد الإفريقي سيقترح خطة نموذجية لتبنيها من طرف الدول الأعضاء”.

وتقدر الأمم المتحدة كلفة الفساد في إفريقيابنحو ١٤٨ مليار دولار سنويا، من بينها ٥٠ مليار دولار جراء التدفقات المالية غير المشروعة.

ومن المتوقع أن تتطرق القمة الإفريقية إلى جهود مكافحة الإرهاب والأزمات التي تشهدها القارة وفي مقدمتها الملف الليبي إضافة إلى ملف الهجرة، الذي ألقى بظلاله على العلاقات الإفريقية الأوروبية، عشية انعقاد القمة.

وتضغط بروكسل على دول شمال إفريقيا من أجل قبولها بإنشاء مراكز لإيواء المهاجرين غير النظاميين القدامين من إفريقيا جنوب الصحراء.