أثار إعلان وزارة الخارجية القطرية، حضور رئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني القمم الثلاث التي دعا ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، العديد من التساؤلات حول زيارة أرفع مسئول قطري للمملكة منذ الأزمة الخليجية؟ ومصير الحصار المفروض من جانب السعودية وحلفائها منذ حوالي عامين؟ وهل تعدّ دعوة الملك سلمان لأمير قطر لحضور القمم الثلاث ا\عتراف ضمني بفشل الحصار؟
دعوة لأمير قطر
البداية كانت منذ عدة أيام بإعلان وكالة الأنباء القطرية، تلقي أمير قطر تميم بن حمد دعوة من ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، لحضور القمة الخليجية الطارئة التي دعت إليها السعودية، على خلفية تطورات الأوضاع في المنطقة، وذكرت الوكالة القطرية، عبر حسابها على تويتر: “سمو أمير البلاد يتلقى رسالة من خادم الحرمين الشريفين تضمنت دعوة سموه لحضور القمة الطارئة لمجلس التعاون لدول الخليج في مكة المكرمة في 30 مايو. وقد تسلم الرسالة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال استقباله الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الدوحة”.
إلا أنه وبعد أيام من تلك الدعوة ، جاء القرار القطري بعدم حضور الأمير لتلك القمم، وقالت المتحدثة باسم الخارجية القطرية لؤلؤة الخاطر، في تغريدة على تويتر: “قررت القيادة الرشيدة المشاركة الرفيعة في قمم مكة الثلاث على مستوى معالي رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني”.
وأضافت الخاطر: “مشاركة دولة قطر والدول التي تتمتع بالعقلانية وحس المسؤولية تعد واجبا قوميا وإنسانيا لتحقيق الأمن الجماعي والمصلحة العليا للشعوب”، مشيرة إلى أن “الدوحة التي لم تغب يوما عن المشاركة الفعالة والإيجابية عربيا وإسلاميا ودوليا تغلب مرة أخرى المصلحة العليا للمنطقة على الخلافات البينية”.
حصار قطر
المثير في الحرص السعودي على الحضور القطري لتلك القمم، أنه يأتي بعد فرض السعودية والإمارات والبحرين ونظام الانقلاب في مصر على قطر، في 5 يونيو 2017، تضمنت فرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية على الدوحة؛ استطاعت قطر بمساعدة عدد من الدول في اجتياز الأزمة.
ورأى البعض في حضور قطر للقمة اعترافا ضمنيا من جانب السعودية ودول الحصار بفشل سياساتهم ضد الدوحه، وكتب عبد الله العذبة، رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية: “وجهت الرياض دعوة لحضوة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر للاجتماعات التي دعت لها في مكة المكرمة، رغم أنها تصف بأن نظام الحكم في الدوحة إرهابي وكذا.. هل كيف يدعون من يتهمونه بدعم الإرهاب؟”
استقطابات جديدة
من جانبه رأي ماجد الانصاري، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر، أن هدف السعودية من تلك القمم خلق استقطابات جديدة بالمنطقة، وكتب، عبر حسابة علي توتير: “أعتقد أن الفرص كانت سانحة في وقت سابق من تطور مسار الأزمة سواء عبر القمم السابقة المنعقدة أو عبر السياقات الدبلوماسية التي تحرك في مدار الأزمة، ولكن ما أقرأه أن هذه القمم هي محاولة لخلق استقطابات جديدة وصناعة رأي عام عالمي إزاء التطورات في المنطقة ولا أعتقد أنها لحلحة الأزمة”.