صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن بلاده باتت مصدرة للنفط ولم تعد بحاجة إلى حماية مضيق هرمز وقال إنه من غير المنصف أن تقوم الولايات المتحدة بدور الشرطي لحراسة سفن دول غنية كالصين واليابان والسعودية والإمارات في مضيق هرمز من دون مقابل.
لن نكون شرطي الشرق الأوسط دون مقابل.. قالها الرئيس دونالد ترمب من قبل عند إعلان تياره سحب القوات الأمريكية من سوريا ويعيدها بشأن حماية مضيق هرمز وفي ظل التوتر الراهن مع إيران بشأن حماية الممرات البحرية ومنها مضيق هرمز، موضحا أن الولايات المتحدة لا تحصل إلا على 10% فقط من النفط من هذا المضيق.
وتحدث على الالتزام بفعل ذلك رغم أن واشنطن لا تحتاج إلى هذه النفط وهو ما يعد تغييرا في الرؤية الأمريكية لمنطقة الخليج، ولماذا أتى على ذكر السعودية والإمارات تحديدا دون غيرهما من دول الخليج في مناخ دولي يسوده القلق من احتمال اندلاع صراع إقليمي.
قناة الجزيرة ناقشت عبر برنامج "ما وراء الخبر" تصريحات ترمب وهل تعبر هذه التصريحات عن تغيير في رؤية الولايات المتحدة لمبررات وجودها العسكري في الشرق الأوسط وفي الخليج وفي مسار أزمتها الراهنة مع إيران؟ وما انعكاس هذه الرؤية على علاقة واشنطن بالدول الخليجية، خصوصا السعودية والإمارات.
التهدئة مع إيران
المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية السفير باتريك ثيروس قال إن تصريح ترامب جاء على خلفية أزمته مع إيران، وهو يعكس موقفه "البارد" من تلك الأزمة.
وأضاف ثيروس أن تصريحات ترامب توضح أنه استدرج إلى الأزمة مع طهران، ويرغب الآن في تهدئة الأمور حتى لا يتطور الأمر إلى نزاع مباشر.
وأوضح ثيروس أن ترامب يريد أن يبدو بمظهر الرئيس الذي يصنع إنجازات ويتفادى الأخطاء التي وقعت فيها إدارة الرئيس السابق بارك أوباما خصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية القادمة.
التخلي عن السعودية والإمارات
بدوره قال المحلل السياسي عمر عياصرة: إن تصريحات ترامب تؤكد تخليه عن حلفائه في الخليج الذين يسعون لإشعال الحرب في المنطقة وتحمل رسائل طمأنة لإيران، كما توجه رسالة خاصة إلى السعودية والإمارات أن على هاتين الدولتين "حماية سفنهما".
وأضاف عياصرة أن تصريحات ترامب تؤكد تخليه عن الرياض وأبو ظبي وأن أساس علاقة ترامب بالدولتين هو "درّ الأموال" دون شروط.
وأوضح أن الإمارات اتخذت خطوات متقدمة عن السعودية في علاقتها مع واشنطن؛ حيث قلصت حجم قواتها في اليمن وقللت حديثها عن مواجهة شاملة مع إيران.