كتب: سيد توكل
سقط ديكتاتور جمهورية جامبيا الإفريقية، الجنرال "يحيى جامع" القائد الأعلى للقوات المسلحة هناك، والذي قاد انقلابا عسكريا أطاح بمن قبله وظل جاثما على أنفاس الجامبيين طوال 22 عاماً بالقهر والانتهاكات والقمع، وظل يردد على مسامع الشعب :" انتو نور عنينا وهحكم لمدة مليار سنة"!.
عن هزيمة ديكتاتور جامبيا الإعلامي قال "محمد ناصر" عبر فضائية "مكملين"، أن :"الذي هزم رئيس جامبيا هو شاب كان قد هاجر من بلاده وعمل في أوروبا كحارس أمن في احدي الشركات الخاصة وهو آدم يارو".
مضيفاً:" وظل يعمل في أوروبا حتى جمع مبلغا كبيرا وعاد إلى جامبيا وخلال 6 أشهر فقط قبل الانتخابات الرئاسية استطاع أن يجمع حوله سبعة أحزاب معارضة للحكم ورشح نفسه في الانتخابات والمفاجأة أنه فاز وأطاح بالديكتاتور".
كان رئيس جامبيا الديكتاتور الإفريقي قد أرسل تهنئة حارة لقائد الانقلاب العسكري في مصر، عبد الفتاح السيسي، عقب الانقلاب وقام بتهنئته لنجاحه في الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، كما صوت لصالح السيسي لاستعادة ضم مصر للاتحاد الإفريقي بعد شطبها عقب انقلاب 30 يونيو 2013 .
22 عامًا من الانقلاب
ومني رئيس جامبيا يحيى جامع الذي تعهد بأن يحكم البلد الصغير الواقع في غرب أفريقيا "لمليار عام" بهزيمة مفاجئة في الانتخابات اليوم الجمعة بعد 22 عاما من استيلائه على السلطة في انقلاب.
وشكل التصويت ضد جامع تعبيرا نادرا عن التحدي لرئيس حكم فعليا بقبضة حديدية والذي تقول جماعات حقوق الإنسان إنه كان يسحق المعارضة بشكل ممنهج من خلال سجن وتعذيب خصومه.
وبدأت الاحتفالات في شوارع العاصمة بانجول المدينة الساحلية الهادئة التي تجتذب شواطئها المحفوفة بأشجار النخيل السياح الأجانب.
وهتف مواطنون "نحن أحرار. لن نكون عبيدا لأحد" في حين لوح البعض بعلم جامبيا ورموز الأحزاب المعارضة.
خليفة القذافي ملك ملوك إفريقيا
وفي وقت سابق هذا الأسبوع قال جامع إن "رئاسته وحكمه في يد الله وإن الله وحده هو الذي يمكنه أن ينزعهما منه" حتى أنه قال في إحدى المناسبات إنه سيبقى في الحكم "لمليار عام."
وقال جامع في السابق إنه اخترع علاجا من الأعشاب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) يكون ناجعا فقط في أيام الخميس.
ولم يترك غياب معمر القذافي عن واجهة الأحداث أي فراغ في قارة العجائب، فقد خلفه رئيس جامبيا "أمير المؤمنين" يحيى جامع خلافة كاملة في أفعاله وقراراته كما في أقواله.
فبعد أن أعلن جمهورية جامبيا البلد الصغير المركون في الخاصرة الجنوبية للسنغال، جمهورية إسلامية مالكية، ثم جاءت تصريحات أدلى بها للصحافيين لتحمل غرائب ومواقف لم يصل إليها معمر القذافي في عز توليه مقام «ملك ملوك أفريقيا»، فقد أعلن الرئيسي جامع أنه لا يؤمن بتحديد مدد الرئاسة فهو سيظل رئيسا لجامبيا ما دام «الله والشعب يريدون ذلك».
لن أتردد في أن أقول للرئاسة «باي باي»
وأضاف «سأظل رئيسا ما لم أبلغ السبعين من العمر السن القصوى التي حددها الدستور لتولي الرئاسة، فإذا بلغت السبعين فلن أتردد في أن أقول للرئاسة «باي باي»، وبلدي لا حد فيه أبدا لمأموريات الرئاسة».
وقال «مشاريع التنمية في أفريقيا لا تكتمل، لأن الرئيس يغادر قبل أن ينهي مشاريعه التي يتطلب إنجازها دراسات وبحثا عن التمويل وبعد ذلك التنفيذ، يجب أن أبقى رئيسا إلى أن تكتمل مشروعاتي»، مضيفا قوله «تحديد مأموريات الرئاسة هدفه زرع الفوضى وعدم الاستقرار، وهو ما يريده الغرب الاستعماري الذي نهب خيراتنا، ثم جاء ليدس أنفه في أنظمة حكمنا».
وتحدث الرئيس جامع عن معارضيه مؤكدا «أنهم مجموعة من القبائليين الذين شاهدوا ما وقع في تونس وهم يسعون لتطبيقه في بلدنا وهذا قياس مستحيل».
وحول سؤال عن رده على من يصفه بأنه «ديكتاتور»، قال الرئيس جامع «إنني أعتز كثيرا بهذا الوصف… نعم… أنا ديكتاتور فليشرب أعدائي البحر ولينطحوا الجدار بجماجمهم».
وأضاف بزهو وكبرياء «أنا ديكتاتور. نعم، لكني ديكتاتور من أجل تنمية بلدي والحفاظ على أمنه، فشعبي يتمتع بحياة أفضل والخدمات من صحة وتعليم مضمونة. أما ما يريده الغرب من طاعة له وتبعية له فإنني أرفضه. أنا أقود ولن يقودني أحد».
هكذا عرض الرئيس الغامبي آخر صرعاته وآخر تصريحاته التي أضحكت الجميع وذكرت الجميع أيضا بالراحل «ملك ملوك أفريقيا».