“وطن للجميع”.. لافتة جديدة ترفض العسكر وتصطف على مبادي 25 يناير

- ‎فيتقارير

مُنسّقةٌ لـ6 أبريل بواشنطن ومسيحيٌّ واشتراكيٌّ ثوريٌّ وإسلاميون يرفضون الانقلاب ويدعون لإسقاطه، من خلال عودة روح ثورة يناير لتكون أرضية للاصطفاف، ولقاءات إعلامية أعادت تسليط الضوء على حملة “وطن للجميع” وأعضائها، في محاولة منهم لاستعادة الوحدة بين الصف الثوري لمواجهة استبداد وقمع النظام المصري.

الحملة هي إفراز لجمعية بنفس الاسم، أطلقها مؤسسوها في سبتمبر 2016، تعتبر ثورة يناير هي الثورة الحقيقية، وتدعو لصياغة دستور مدني، وعودة الجيش إلى ثكناته، وإعداد مشروع للعدالة الانتقالية، تكون فيه السيادة للشعب.

مطالب واحدة

ولا تبتعد مطالب “وطن للجميع” عن المطالب التي كررها الإخوان واستعدادهم للعمل في ظلها والاتفاق على ما يوحد الصف، كان آخرها في يناير الماضي، ببيان صدر عن الجماعة في 24 يناير، جدّدت فيه جماعة الإخوان المسلمين، دعوتها جميع القوى الفاعلة في المجتمع المصري إلى مراجعة مسيرة المرحلة الماضية بكل تجرد وشفافية، وبكل حيادٍ وموضوعية، بعيدًا عن التراشق والتشفي، وتصفية الخلافات، والتنصل من المسئولية، وإلقاء التهم جزافًا.

ودعت الجماعة، جميع القوى إلى حوار وطني مجتمعي شامل، في مناخ صحي يسمح بتحقيق اﻷهداف السابقة، مؤكدة أن هذه المرتكزات ما زالت ثابتة دون فقدان للبوصلة، وما زالت الراية مرفوعة تجمع الأحرار حتى تعود اللحمة الوطنية أكثر تماسكا، وننطلق جميعا نحو آفاق مستقبل حر عزيز، ونهضة شاملة لوطن واحد وشعب واحد.

وأكدت الجماعة تمسكها بأهداف ثورة يناير، وآلياتها السلمية في التغيير، وأن الشعب المصري هو المصدر الوحيد للشرعية، كما أكدت تمسكها بأهداف مشروع الجماعة الوطنية كمشروع وطني وحضاري وسياسي متكامل، وأن جميع مؤسسات الدولة ملك للشعب، ويجب أن تعمل لصالحه، لا أن تتسلط عليه.

كما أكدت الجماعة أن دماء الشهداء والجرحي هي من أزكى الدماء وأطهرها، فقد ضحى أصحابها بأرواحهم ودمائهم فداء للوطن، وحرصًا على عزته وكرامته، وأن حقوق الشهداء والجرحى في القصاص العادل حق أصيل، لا يسقط بالتقادم.

مبادرات مهمة

ويعتبر المراقبون أن مبادرات الاصطفاف تضيف إلى رصيد طويل لا تخصم منه، رغم الخلافات التي يراها البعض حادة بين الصف الثوري حاليا، أو يرى عدم إمكانية بلورة المبادئ والأهداف المثالية وفق الواقع، أو بسبب الظروف الأمنية القمعية في مصر.

منسقة 6 أبريل وعضو حملة “وطن للجميع، سوسن غريب، استضافتها قنوات رافضة للانقلاب وأخرى معارضة له، فقالت إن ميثاق الحملة مشروع للنقاش والالتفاف حوله، ولم تنف أنه ثوري بامتياز، ويضع من استكمال ثورة 25 يناير أرضية له، وتقديمها للشعب المصري كمشروع مقترح يهدف إلى بلورة مبادئ أساسية، للتوافق الوطني بين مختلف القوى الوطنية للوصول إلى ديمقراطية حقيقية، وليس شكلية، وضمان بناء آلية عملية تضمن التنافس السلمي والعادل، بين مختلف التوجهات في إطار العملية السياسية.

وقال الناشط القبطي أكرم بقطر، المقيم بأمريكا، في حوار مع برنامج “مع معتز” على قناة الشرق: إن الحملة بدأت فكرتها منذ 2016، واستغرق إعداد الوثيقة وقتا طويلا بورشة عمل وطنية، وتم اعتبارها مشروعًا وطنيًّا جامعا من أعضاء الحملة داخل مصر وخارجها- سواء في أمريكا أو في إسطنبول- حيث تمثل النقطة الأولى في المبادرة جوهرها، والتي تعتبر ثورة يناير هي الثورة الحقيقية بشعارات (عيش حرية عدالة اجتماعية).

وتعليقا على حوار مع أكرم بقطر، قال الصحفي قطب العربي: “سجلت معه حوارا ممتعا عن الحالة القبطية في مصر بكل تفاصيلها تقريبا، وسيتم بثه قريبا ضمن برنامج جديد على قناة الشرق، ميزة أكرم البساطة والصراحة التامة مهما كلفه ذلك من ثمن؛ لأنه يبتغي فعلا الإصلاح والخير لوطنه وشعبه من مسلمين ومسيحيين، وهو يريد أن نعالج جراحنا وأزماتنا بطريقة صحيحة، عبر مكاشفة ومصارحة تامة وعبر معلومات وليس انطباعات وهمية؛ حتى نقضي على جذور الفتن الطائفية”.

وعلى صفحته كتب قطب العربي: “المعارضة ليست أحسن حالا من النظام الذي تعارضه أو تقاومه، إذ أنها لم تنجح حتى الآن في توحيد صفوفها، أو على الأقل الوصول إلى حالة تنسيقية ولو فضفاضة بينها، رغم مرور ست سنوات على الانقلاب العسكري، ورغم تعرضها جميعا دون استثناء للقمع والملاحقة. وبدلا من السعي الجاد للتوحد، فإن السائد الآن هو التشتت (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)، ولم يستطيعوا رغم مرور تلك السنوات (إلا من رحم ربي) تجاوز مرارات الماضي، ولم يستطيعوا نسيان لحظات الاستقطاب رغم إدراك الجميع الآن أنها كانت مصنعة في مطابخ الثورة المضادة”.

إطلاق المعتقلين

وكان الأساس في الحملة هو الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي، وعودة الجيش إلى ثكناته، وأن الهوية المصرية هي الجامعة والإيمان بالتنوع والتعدد في إطارها، وكذلك عدم تدخل الدولة في الدين، وعدم تدخل المؤسسات والمنظمات الدينية في الدولة، سواء كانت مثل هذه المؤسسات والمنظمات رسمية أو غير رسمية، مع تجريم استغلال الدين بغرض الحصول على أي مكاسب سياسية أو حزبية”.

وبعض تلك الأهداف كان محل انتقاد من قيادات إسلامية، ومنهم الصحفي خالد الشريف أحد قيادات حزب البناء والتنمية، الذي قال “أي دعوة للاصطفاف والوحدة على أرضية يناير بالتأكيد شيء طيب، ولا يختلف عليه أحد من معسكر الثورة، نحن مع يناير التي تحترم إرادة الجماهير وهوية المجتمع بكل اتجاهاته”.

وتابع: “لا يمكن إغفال هوية المجتمع المصري المتجذر فيه الإسلام، حيث كان ميدان التحرير يصلى فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، والإخوة المسيحيون جزء من الثورة، كانوا يؤدون طقوسهم، ورأينا هاني حنا عزيز يقود قداس الأحد في ميدان التحرير، فالتسامح الديني كان سمة غالبة على أجواء الثورة”.