في الوقت الذي تستعد فيه القوى والحركات الفلسطينية بالقدس الشريف لمواجهة تهديدات جماعات الهيكل المتطرفة،أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل 4 فلسطينيين فجر السبت خلال اشتباك قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، مشيرًا إلى أنهم اقتربوا من السياج الحدودي.
وزعم بيان للجيش الإسرائيلي أن الفلسطينيين كانوا مزودين ببنادق كلاشينكوف وقنابل يدوية وقذائف آر بي جي، مضيفًا أن جنوده فتحوا النار عليهم وقتلوهم بعد أن عبر أحدهم السياج الحدودي.
وذكر الجيش أن أحد المسلحين ألقى قنبلة يدوية باتجاه قواته، دون أن يسفر ذلك عن وقوع أي إصابات في صفوفه.
من جهتها، نقلت وكالة الأناضول أن قوات الجيش الإسرائيلي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة قرب المنطقة الحدودية الشرقية وسط القطاع، كما أطلقت مصابيح إنارة في سماء المنطقة، كما أوضحت الوكالة أن الجيش الإسرائيلي قصف موقعا تابعا لوزارة الداخلية الفلسطينية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، دون أن يسفر الأمر عن وقوع إصابات.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال مصحوبة بآليات وجرافة توغلت شرق دير البلح، وشرعت في أعمال تمشيط، ورافق ذلك تحليق طائرات مسيرة في مكان الحدث.
وأضافت أن جرافة عسكرية إسرائيلية توغلت عدة أمتار وانتشلت جثماني شابين في قطاع غزة، ولم تصدر السلطات أو الفصائل الفلسطينية -حتى الآن- بيانا حول ما ذكره الجيش الإسرائيلي.
مواجهة جماعات الهيكل
إلى ذلك، قررت الهيئة الإسلامية العليا، ومجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية، ودار الإفتاء في القدس المحتلة، إغلاق مساجد المدينة المقدسة وتأدية صلاة العيد في المسجد الأقصى فقط، وتأجيل صلاة العيد لساعة من الزمن؛ وذلك في خطوة تستهدف التصدي لعمليات الاقتحام الكبيرة التي تخطط لها جماعات إسرائيلية متطرفة للمسجد الأقصى في أول أيام عيد الأضحى.
وأكدت هذه الجهات الثلاث ضرورة التوجه إلى المسجد الأقصى في أول أيام العيد، وأداء الصلاة فيه وإغلاق باقي مساجد المدينة المقدسة، ردًّا على قرارات الاحتلال منع المصلين من إقامة صلاة العيد في الأقصى، وفتح أبوابه لاقتحامات المستوطنين.
وشددت الهيئات الثلاث في بيان مشترك، على ضرورة "الزحف" أول أيام عيد الأضحى نحو القدس، كما أفتت بجواز تأخير ذبح الأضاحي في القدس حتى اليوم الثاني من أيام العيد، و"الانشغال في اليوم الأول بالدفاع عن المسجد الأقصى في وجه الهجمة الصهيونية".
ودعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد حسين، كل من يستطيع الوصول إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى للتحرك إليهما من أجل الوقوف في وجه مخططات سلطات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاتها.
جاء ذلك ردًّا على دعوات أطلقتها "جماعات الهيكل" المزعوم والجمعيات الاستيطانية؛ لأن يكون يوم الأحد المقبل أول أيام عيد الأضحى الذي يتزامن مع ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل" يوما لمشاركة جمهور المستوطنين في الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى، والمشاركة في المسيرة التي ستنطلق من "باب الخليل" أحد بوابات الأقصى.
وقد دعت هذه الجماعات شرطة الاحتلال لتوفير الحماية الكاملة لها خلال عمليات الاقتحام الكبيرة التي تنوي تنفيذها في أول أيام العيد، لأداء "طقوس تلمودية" في باحات المسجد الأقصى.
وحسب تقارير إسرائيلية، فإن شرطة الاحتلال ستغلق طرقات وشوارع رئيسة في مدينة القدس المحتلة، والتضييق على المقدسيين، بسبب الطقوس الخاصة التي سيقوم بها المستوطنون في اليوم الأول لعيد الأضحى.
وفي هذا السياق، قال عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس، باسم نعيم: إن مخطط المستوطنين يعد "اعتداء صارخا على مقدسات المسلمين"، وأكد أن هذه الخطوة قد تفجر الأوضاع في القدس والأراضي الفلسطينية، مطالبًا المجتمع الدولي بـ"التحرك لوقف هذا الجنون قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة"، وقال: "لا يمكن فرض حقائق بالبلطجة والعربدة أو فرض الأمر الواقع".
وكانت هذه الجماعات قد اقتحمت الأقصى بأعداد كبيرة في اليوم التالي لـ"ليلة القدر" خلال شهر رمضان الماضي، لإحياء إحدى المناسبات اليهودية، وقد سمحت لها سلطات الاحتلال بتلك العملية، رغم أنه كانت تحظر في السابق اقتحامات المستوطنين للأقصى في العشر الأواخر من رمضان.