حفلت الفترة التي أعقبت انقلاب 3 يوليو عام 2013 بعدد وافر من المبادرات السياسية الكامنة منها وثيقة بروكسل التي صدرت في مايو عام 2014 ثم بيان القاهرة في 23 مايو 2014 تفادي العيب الأساسي الذي شاب وثيقة بروكسل عبر صدورها من الخارج في ذلك الوقت ثم مبادة "إحنا الحل" التي أطلقت في 15 يناير 2015 ومبادرة الإفلات من السقوط التي أطلقت مطلع فبراير 2016.
ثم بعد ذلك مبادرة الفريق الرئاسي للدكتور عصام حجي في مطلع أغسطس 2016 ثم مبادرة واشنطن التي صدرت بتوافق قوى سياسية مصرية في أعقاب مجموعة ورش عمل عقدت في واشنطن في منتصف سبتمبر عام 2016 وبالتزامن معها أطلقت مبادرة وطن للجميع التي أطلقها الأكاديميان المصريان عماد شاهين وعبدالفتاح ماضي.
وبعد ذلك خرجت مبادرات كثيرة لحلحلة الأزمة السياسية في مصر منذ أكثر من 6 سنوات لكن الفنان محمد علي ورجل الأعمال محمد علي والذي اعتلى موجة الأحداث منذ شهر أغسطس الماضي كان له نصيب من هذه المبادرات عبر الدعوة إلى توحيد القوى السياسية المعارضة والوعد بتواصل العمل المشترك للإطاحة بالسيسي وطرح برنامج لمرحلة ما بعد السيسي خلال الشهرين القادمين.
استطاع محمد على خلال أسابيع أن يتحول إلى أهم رمز مصري معارض لنظام الانقلاب وبعد خفوت هذه الموجة وتراجع مظاهرات سبتمبر أمام حواجز قوات الأمن المنتشرة في أنحاء البلاد عاد علي ليطرح نفسه في الإطار السياسي عبر التنسيق مع عدد من الأحزاب والتنظيمات والشخصيات المعارضة وطرح مبادرة سياسية تجمع التيارات المعارضة للسيسي في الداخل والخارج تحت راية واحدة وتقديم رؤية عمل مشتركة للإطاحة بقائد الانقلاب العسكري وترتيب المشهد السياسي في مرحلة ما بعد السيسي.
فهل ينجح محمد علي في تنفيذ ما أخفقت فيه المعارضة طوال 6 سنوات؟ وما موقف التيارات السياسية من مبادرة محمد علي؟
الدكتور سيف الدين عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية، رأى أن دعوة محمد علي أكبر من مبادرة لأن حراك 20 سبتمبر حرك المياه الراكدة بعد حالة الركود التي أصابت المشهد السياسي من جانب المعارضة وكسر جدار الخوف الذي بناه السيسي.
وقال عبدالفتاح: إن كل هذه المعطيات تقول إن محمد علي يمثل حالة وظاهرة حركت المياه الراكدة بأشكال مختلفة جماهيريا من خلال التظاهرات وسياسيا بوضع المعارضة على المحك وجعلها في حالة اختبار حقيقي، مشددا على أهمية ضرورة حراك يحقق الهدف في إزاحة السيسي بعد أن أصبح عبئا على الوطن والشعب ومنظومة الجيش.
وأضاف عبدالفتاح أن مصر الآن في وقت صارت فيه الاستجابة لهذا التحريك غاية في الأهمية بصرف النظر عن من يقود هذه الحالة، فالعبرة ليست بمن يقود الحراك بل بمن لديه القدرة على مخاطبة الناس لحشد الدعم والمساندة.
وأوضح أن مبادرة محمد على لا تتضمن شيئا يختلف عليه واختلاف المعارضة في السابق كان إما مفتعلا وإما منفعلا، مؤكدا أن المعارضة الآن لديها مصلحة أساسية واحدة وهي إزاحة السيسي وإخراج المعتقلين، ومن لا يريد أن يكون جزء من مبادرة تتعلق بالوطن وإنقاذ البلاد والعباد عليه أن يتراجع خطوة إلى الخلف.
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/544439506394190/
بدوره رأى الدكتور أحمد رامي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أن مبادرة محمد علي أكدت أن الحراك والصراع مع السلطة المستبدة مستمر ولن ينتهي حتى يحصل الشعب على حريته.
وأضاف رامي أن محمد علي يطرح صورة مناقضة تماما للسيسي في كل جزئياتها، فالسيسي يطرح نفسه باعتباره الرئيس الضرورة، بينما يطرح علي نفسه كمنسق بين القوى السياسية والتكنوقراط.
وأوضح رامي أن الإخوان يقدمون المصلحة العامة على المصلحة الشخصية والمصلحة العامة تقتضي إزاحة السيسي لأن بقاءه يهدد الأمن القومي ويضر مصلحة مصر والمنطقة كلها.
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/426950894650454/