شاهد| حفتر يعترف بوجود خبراء روس بين قواته

- ‎فيعربي ودولي

اعترف المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، لأول مرة بوجود طاقمين فنيين روسيين لدعم قواته، في إقرارٍ تَزامَنَ مع تأكيد حكومة الوفاق الليبية أن حفتر سلَّم قواعد عسكرية جوية في ليبيا إلى أجانب، مثل قاعدة “الجفرة” التي انتقلت إدارتها من الإماراتيين إلى شركة روسية.

أيُّ أجندة ورهانات ميدانية لروسيا في ليبيا على ضوء اعتراف المتحدث باسم قوات حفتر بوجود تعاون بينها وبين القوات الروسية؟ وأي تأثير للوقوف الروسي إلى جانب حفتر على الجهود الأممية والدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع في البلاد؟

وبحسب تقرير بثّته قناة “الجزيرة”، لم يعد الأمر سرًّا، فبعد أن كشفته تقارير إعلامية جاء الدور على المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، ليعترف ولأول مرة بالتعاون الجاري بينها وبين الجانب الروسي .

المسماري أقرَّ بوجود طاقم فني روسي أو طاقمين لدعم قواته في مجال سلاحي الدبابات والمدفعية، مبررًا ذلك بأنَّ معظم الأسلحة التي تستخدمها قواته روسيَّة الصنع.

تزامن ذلك مع تأكيد حكومة الوفاق أن حفتر سلَّم قواعد عسكرية جوية تابعة له إلى جهات أجنبية، ومنها قاعدة الجفرة التي انتقلت إدارتها من الإمارات إلى عناصر تابعة لشركة باجنر الروسية.

مُعطيات سلَّطت الضوء على الموقف الروسي من مجريات الصراع في ليبيا، ودور موسكو الفعلي حيال مساعي البحث عن حل سلمي لوقف الحرب هناك.

ليبيا مسرح جديد لتدخل المرتزقة الروس خدمة لقوات حفتر، وما تصريحات أحمد المسماري المتحدث باسم اللواء المقاعد خليفة حفتر إلا إقرار بما يعلمه الجميع، حكومة الوفاق الوطني أولا، وقد سبق أن نشرت صورًا لوثائق وممتلكات خلفها الروس في ساحات معارك ليبية، وها هي تؤكد الآن نقل حفتر إدارة قاعدة الجفرة من الإماراتيين إلى الروس.

واشنطن أيضًا اتهمت موسكو، في بيان شديد اللهجة، بالسعي إلى استخدام الصراع ضد إرادة الليبيين. نفي موسكو المتواصل إذًا لأي وجود لها في ليبيا لن يغير شيئًا من خطورة السيناريوهات التي قد يفضي إليها التدخل الروسي، لعل أخطرها السيناريو الشبيه بذلك الذي شهدته سوريا، تنزلق فيه ليبيا بتعقيدات مشهدها الحالي في قلب صراع بين موسكو وواشنطن.

ففي رصيد شركة باجنر الأمنية المقربة جدا من الكرملين تدخلٌ في سوريا، يصفه المراقبون بالكارثي والدموي، ولا ينتظر من الولايات المتحدة التي حافظت حتى الآن على حد أدنى من مسافة أمان مما يجري في ليبيا أن تبقى طويلا على موقفها، فماذا تريد موسكو من تدخلها هذا؟ وهل يكفي لتبرير ذلك ما ذكرته مصادر إعلامية غربية من أن حفتر ناشد الدعم من موسكو منذ عام 2015، وعرض عليها كل ما تريد في المقابل، نفطًا كان أو سكك حديدٍ.

بلغة الاقتصاد السياسي بات مؤكدا أن موسكو بدأت تضع إفريقيا عموما في قلب خطط لبسط نفوذ استراتيجي جديد، لكنها ربما لم تحدد حتى الآن الوزن الذي سيكون لليبيا فيه أبعد من ذلك.

يدور في أوساط دبلوماسية روسية أن موسكو تشعر أنها خذلت أصدقاءها حين صمتت بشأن تدخل حلف شمال الأطلسي عام 2011 خلال الثورة، وهي تعود الآن لتعويضهم، بقي لها هنا أن تحدد أصدقائها، فقد سبق أن اعترفت رسميًّا بحكومة الوفاق الليبية، وها هي تتدخل إلى جانب حفتر.

https://www.facebook.com/aljazeerachannel/videos/732660437234163/