جامعة الشرّ العربية تفشل في مواجهة أردوغان.. فهل تفلح ساحرة عمرو أديب؟

- ‎فيتقارير

رفُعت الأقلام وجفّت حلوق الطغاة، وصادق برلمان تركيا وقبله مجلس الوزراء الليبي، على التعاون الأمني والعسكري المتبادل بين أنقرة وطرابلس، ووجد المتآمرون في جامعة الدول العربية أنفسهم، أمس الثلاثاء، في حالة تخبط وحسرة، ما جعل اجتماعهم وفزعتهم تتمخض عن عبارة تقول “منع التدخلات الخارجية في ليبيا”، في إشارة إلى تركيا، واعتبر المندوب الليبي أن الجامعة تكيل بمكيالين، وهدد بانسحاب بلاده منها.

وفي ختام اجتماع طارئ برئاسة العراق على مستوى السفراء، أكد مجلس المؤامرة في جامعة الدول العربية- في قرار بعنوان “تطورات الوضع في ليبيا”- “رفض ومنع التدخلات الخارجية التي تسهم في تسهيل انتقال المقاتلين المتطرفين إلى ليبيا، وكذلك انتهاك القرارات الدولية المعنية بحظر توريد السلاح، مما يهدد أمن دول الجوار الليبي والمنطقة!”.

الخلاصة

يقول الكاتب الصحفي سليم عزوز: “الخلاصة في اجتماع جامعة الدول، أن السيسي لن يحارب إذا وصلت القوات التركية.. وسيظل دوره في حدود الدور الحالي”.

مضيفًا: “الناس اللي اتشحتفت وهى تقول: سنقف مع الجيش المصري.. معلهش.. أنا كان نفسي أقف معكم.. إنما السيسي لا يريد أن يقف مع نفسه.. نعمل ايه؟!. ويا ميت ندامة على اللي حب ولا طالشي”.

ويقول المحلل السياسي الدكتور صالح النعامي: “مراكز التفكير الإسرائيلية ترصد مخاطر الاتفاق التركي الليبي، سيما خطر إغلاق البحر المتوسط أمام نقل الغاز المنهوب”.

مضيفًا: “نتنياهو يستنجد بالكونغرس للتدخل بفرض عقوبات على تركيا لزجرها عن استغلال الاتفاق.. الرعب استبد بإسرائيل نتاج توافق دولتين مسلمتين، فما بالك لو واجهت الأمة بأسرها!”.

فيما بكى المطبلاتي الشهير، مصطفى بكري، وكتب تغريدة بثّ فيها همه وحزنه إلى عصابة الانقلاب قائلاً: “بيان الجامعة العربية جاء دون مستوى التحديات المفروضة على ليبيا والأمة العربية، البرنامج ينطلق من مرجعية اتفاق الصخيرات الذي سقط منذ عام ٢٠١٧، وكان سببًا فيما تعانيه ليبيا من أزمات حتى اليوم، البيان عجز حتى عن توجيه اللوم لحكومة السراج، ولم يذكر تركيا كطرف معتد، وإنما اكتفى بعبارات باهتة، وكان الأجدى به أن يعترف بالحكومة المؤقتة التي وافق عليها مجلس النواب الليبي المنتخب، وأن يطرد سفراء السراج من بلداننا إسوة باليونان”.

فيما استضاف المطبل الشهير عمرو أديب، على قناة “إم بي سي مصر”، المملوكة للسعودية والتي تبث من دبي، عرافة لكشف الطالع وقراءة الكوتشينة ومعرفة مستقبل وطالع الرئيس التركي أردوغان.

وقال الناشط صاحب حساب الرادع: “عرّافة مصرية على قناة تابعة للنظام السعودي، تمارس الشعوذة والدجل والخزعبلات. لم يستطيعوا مجاراة الرئيس أردوغان كالرجال فجاءوا بالعرّافات.. عجز مثير للشفقة.. والضحك أيضًا”.

الدعم المهول

وشدَّد مجلس المؤامرة في الجامعة العربية ضد الشرعية في ليبيا على خطورة مخالفة الاتفاق السياسي الليبي على نحو يسمح بالتدخلات العسكرية الخارجية، كما أكد دعم العملية السياسية لاتفاق الصخيرات باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية في ليبيا، وأهمية إشراك دول الجوار في الحل.

وما كانت الجامعة العربية، أو بالأحرى وكرّ الثورات المضادة، تنتفض لولا مذكرتا التفاهم للترسيم البحري، أو لدعم تركي لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا. إيطاليا بصوت خافت وإسرائيل أخيرا، واليونان تندد، ومصر تردد، وحفتر يتمدد أكثر فأكثر بلا رقيب دولي ولا حسيب، بيد أن تلويح أنقرة المتلاحق بالقوة العسكرية، ومعاضدة طرابلس، بدأ يوقظ اللواء المتقاعد من حلمه.

طمست المذكرتان ببنودهما طموح البعض للتمدد، وخرّبت على الآخرين مطامح اقتصادية أو منافع بحرية، تحدد الأولى ترسيم الحدود الملاحية في البحر المتوسط، بينما تتناول الثانية التعاون العسكري، وتتيح إرسال قوات تركية إلى ليبيا إذا طلبت حكومة الوفاق ذلك، ووفقا للاتفاق فإن أنقرة توسّع من منطقتها الاقتصادية وعمليات التنقيب عن الغاز في الخط البحري الممتد بينها وبين طرابلس.

تتسارع وتيرة الأحداث على الأرض، تفعّل حكومة الوفاق المذكرة الثانية، وتستنجد بحليفتها بعد نحو أسبوعين من التوقيع، ويوافق مجلس الوزراء بطرابلس على طلب دعم تركي، عله يوقف تمدد حفتر المصحوب بمرتزقة روس دخلوا على خط المعركة.

وخلال الأسبوع الماضي، نُشرت بضعة تقارير تتحدّث عن قيام تركيا بتجنيد مقاتلين من سوريا وإرسالهم إلى جبهات القتال في ليبيا، سرعان ما انتشرت هذه الأخبار كانتشار النار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، وتسابقت المواقع التي تمولها السعودية والإمارات ومخابرات الانقلاب بمصر لإعداد تقارير عن الموضوع.

لا تزال الإمارات تخوض صراعا إقليميا بدعم حلفائها في ليبيا، ضمن مؤامراتها لنشر حرب أهلية تهدد بتقويض البلاد عبر دعمها مليشيات مسلحة خارجة عن القانون على غرار ما تفعل في اليمن.

ولم يعد خافيا الدعم المهول الذي يقدّمه النظام الحاكم في الإمارات، ممثلاً بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، للواء الليبي المتمرد خليفة حفتر، الذي يخوض قتالاً للسيطرة على العاصمة طرابلس.

خرق الحظر

وتنوعت أشكال الدعم الإماراتي لمليشيات حفتر؛ ما بين الدعم الاستشاري والاستخباري، وتزويده بالأسلحة، وتدريب الضباط، والتعبئة الفكرية للمقاتلين، لكنها مؤخرا بدأت تستعين بمرتزقة من السودان ومن عدة دول؛ بعد أن فشل حفتر في تحقيق أهدافها في ليبيا بالسيطرة على العاصمة طرابلس.

تؤكد تقارير للأمم المتحدة وصحف غربية أن الإمارات- وإلى جانبها مصر- تقدمان دعما عسكريا لقوات حفتر يُشكل خرقا لحظر التسليح المفروض على ليبيا بموجب قرار للمنظمة العالمية.

في 25 ديسمبر الماضي، كشفت صحيفة بريطانية عن أدلة جديدة على تورط دولة الإمارات في تمويل نقل مرتزقة للقتال في ليبيا خدمة لمؤامراتها في نشر الفوضى والتخريب ونهب ثروات ومقدرات البلاد.

وأوردت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن أفواجا من المرتزقة السودانيين وصلوا مؤخرا إلى ليبيا في موجةٍ جديدة للقتال إلى جانب قوات الشرق الليبي التي يقودها مجرم الحرب خليفة حفتر حليف أبوظبي.

وأوضحت الصحيفة أن موجة جديدة من المرتزقة السودانيين تُقاتل في ليبيا، مما يعمّق المخاوف بأن الصراع غاص في مستنقع حرب دولية مستعصية قد تزعزع استقرار معظم المنطقة.