قد لا تتخيل أن عدد الجامعات والكليات الخاصة قفز من 18 إلى 26 خلال عام واحد فقط، وهذا بفضل البيزنس السريع الذي يحبه ويعشقه أرباب دولة العسكر، بواقع 8 جامعات من بينها جامعات أنشئت حديثًا وهي: دراية، الجيزة الجديدة، بدر، المصرية الصينية، حورس، وجامعات أنشئت، ولم تبدأ الدراسة بها، وهي الساحل الشمالي، والعلميـن، والحضرية، باستثمارات بلغت 6.4 مليار جنيه، فضلاً عن زيادة عدد كليات الجامعات الخاصة من 132 إلى 162 بواقع 30 كلية بنسبة 22.7% وباستثمارات 3 مليارات جنيه.
الأمر الذي دفع إحدى الطالبات الجامعيات وتدعى "هديل أنور"، لنشر تغريدة أثارت كثيرًا من الجدل، جاء فيها: "أنا باحمد ربنا إني دخلت جامعة خاصة، تقريبًا كل اللي فيها نفس الطبقة ونفس الفكر مع اختلافات بسيطة ممكن التعايش معها، مش عارفة لو دخلت جامعة عادية واتعاملت مع معظم طبقات الشعب الجاهل المتخلف ده كان ممكن يجيلي إيه، ولو دي نرجسية أنا نرجسية عادي جدًّا".
ميصحش كده
في محاولة لامتصاص غب الطلاب والجامعيين في مصر، بعد أن أصبحت "تريند" استضافها أحد أذرع الإعلام الانقلابية "عمور أديب" على قناة "م بي سي مصر"؛ حيث علقت هديل، صاحبة تغريدة "الجامعة الخاصة" بزعم "تغريدتي تم فهمها بشكل خاطئ ولا أقصد الإساءة لأحد".
فيما حاول "أديب" التعليق بعد رد النشطاء بأسلوب غير لائق على التويتة: "الناس اتنمرت عليكي لأنك اتنمرتي الأول عليهم بالتويتة.. أنا لو منك الصراحة أمسحها طول ما هي عاملة مشكلة".
وواصلت تبجحها فقالت هدير: "يمكن أكون أسأت التعبير، بس أنا مامسحتش كلامي عشان ماقولتش حاجة غلط، ووضحت كلامي في الرد"، ليرد أديب: "التويتة دي فيها تنمر بالناس، أنت اللي بدأتِ وجرحتيهم الأول، وكلامك فيه تعميم، والناس مش بتشوف الرد".
https://www.youtube.com/watch?v=NyL_sHU7eyU&feature=emb_title

الكاتب الصحفي محمد منير، يتعجب فيقول: عبارتان بينهما فروق شاسعة تتقارب من الفروق بين الوجود واللا وجود، الأولى "التعليم كالماء والهواء"، والثانية "ماذا يفيد التعليم في وطن ضائع"، الأولى قالها مفكر مصري وأديب وناقد ورائد رواد التعليم في مصر هو عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، والثانية قالها عسكري جالس على عرش مصر هو عبد الفتاح السيسي.
ويتابع حديثه: أحد المعايير الأساسية لقياس مستوى نهوض الأمم هو التعليم ومستواه ونسبة المتعلمين في أي بلد، ولهذا كان حرص أي قيادة صادقة لأي دولة على وضع التعليم في مقدمة مهامها للنهوض بشعوبها والارتقاء بوعيهم، فالقيادات والحكام الصادقين والوطنيين لا يخافون من وعي الشعوب.
أما الباحث عبد الرحمن مصطفى فأكد أن حديث الطالبة "هديل" ليس من فراغ، فما تعيشه مصر الآن يؤكد مقولة "إحنا وشعب وهما شعب" وأنها الحقيقة التي يخفيها الجميع عن أنفسهم.
وتابع: الجامعات الحكومية تتدنى في مستوياتها وخدماتها، أما الجامعات الخاصة فمن يملك يتعلم، والدليل على ذلك خروج الجامعات المصرية من التنصيف العالمي.

التصنيف الأسوأ
ومع استمرار حكم الانقلاب العسكري لمصر، تراجعت فيه مستوى التعليم في هذه الجامعات، بعد أن خرجت الجامعات المصرية عن التصنيف العالمي للجامعات، وتراجع ترتيبها في "التصنيف الإسباني للجامعات العالمية" الذي يأتي في المرتبة الرابعة بين التصنيفات العالمية بعد تصنيف "شنغهاي" الصيني، والتصنيفات الإنكليزية.
وكشف "التصنيف الإسباني" عن تراجع جامعة القاهرة إلى المركز 724 على مستوى العالم، بـ31 مركزًا عن الترتيب الأخير، فيما حلت جامعة الإسكندرية في المركز الـ 916، متراجعة بـ337 مركزًا عن الترتيب السابق.
وأظهر التصنيف تراجع جامعة المنصورة للمركز 1391، بـ281 مركزًا، فيما تراجعت جامعة عين شمس 104 مراكز لتصبح في المركز 1603، وشهدت جامعة بنها التالية في الترتيب أكبر تراجع بلغ 467 مركزًا لتصبح في المركز 1783.
وتوالى تراجع الجامعات المصرية بالتصنيف الإسباني لتحل جامعة أسيوط في المركز 1854، وجامعة الزقازيق في المركز 1919، وجامعة طنطا 2302، وجامعة المنيا 2366، وجامعة حلوان 2441، وجامعة المنوفية 2525، وجامعة الأزهر 2556، وجامعة قناة السويس 2572، كما حلت جامعة الفيوم في المركز 2573.

غضب بالسوشيال
ولم تمر واقعة "تنمر" الفتاة الجامعية على رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث سخر "مصطفى" من استضافتها عبر القنوات فقال مغردًا: البنت بتاعة " تويتة الجامعة الخاصة".. عمرو أديب كان عامل الحلقة عنها وكلمها عالهوا.. وخلاص الإعلام حل كل مشاكل البلد والفراغ زاد لدرجة إن أى حد أهبل هيكتب تويتة أو بوست هيعملوا عنه حلقة".
https://twitter.com/Mostafa_Ragab77/status/1216116365146443785
وعلق "طارق": عمرو أديب أخطأ بالتحدث على الهاتف مع الفتاة الغير محترمة هديل أنور.
وسخر أيضًا أحمد أبو شاهين فعلق: صاحبة التويته بتاعة الجامعة الخاصة والطبقات والمستويات، في جامعة فاروس ومشية تخبط في خلق الله.. آمال بتوع الأكاديمية يعملوا إيه بقي.. المشكله هديل من المنوفيه يعني ابوقردان صديق الفلاح معشش في بلكونة أوضة نومها.
https://twitter.com/aboshineshin/status/1216141048554098688

نار مصروفات الجامعات الخاصة
وتتراوح تكاليف الجامعات الخاصة ما بين 65 ألف جنيه مصري و150 ألفا على أن تُسدَّد على دفعتَين في كل تلك الجامعات، فيما تُفرَض زيادة سنوية بنسبة سبعة في المائة على إجمالي التكاليف للطلاب الجدد، ويسدّد كل طالب مبلغ 2100 جنيه كمصاريف إدارية بالإضافة إلى أخرى خاصة بالمعامل (المختبرات) المركزية الملحقة بتلك الجامعات.
تفرقة عنصرية
في السياق ذاته، يستنكر الخبير التربوي الدكتور عيسى محمود، في حديث له، “تكاليف الجامعات الخاصة والأرقام الفلكية التي حرمت شريحة كبيرة من أبناء الشعب المصري من الالتحاق بتلك الجامعات، بعدما دهسهم تنسيق الجامعات الحكومية”، موضحا أنّ “تلك الجامعات بأسعارها العالية صارت مقصورة فقط على أبناء الأغنياء والذوات والطبقة العليا”.
ويشير محمود إلى أنّ “الجامعات الخاصة صارت بالنسبة إلى وزارة التعليم العالي الابن المدلل، فيما لا تتوفّر أيّ معايير رقابية في عدد كبير من تلك الجامعات. وهكذا صار الطلاب وأولياء أمورهم فريسة بالنسبة إلى تلك الجامعات”، مطالبا بتوفير “رقابة صارمة على الجامعات الخاصة، لجهة تحديد تكاليف الدراسة فيها”. ويسأل محمود: “كيف لطالب في شعبة علمي علوم حاصل على 97 في المائة ألا يتمكّن من الالتحاق بكلية الطب في الجامعات الحكومية؟ هذا ظلم لعدد كبير من الطلاب”.
فى أكبر الجامعات الخاصة في مصر وهي جامعة 6 أكتوبر، أكد د. جمال سامي، رئيس الجامعة، أن المصروفات النهائية لكليات الجامعة الـ12 ستكون كالتالي:
ـ كلية الطب والجراحة 94 ألفا و250 جنيها.
ـ كلية طب الأسنان 71 ألفا و810 جنيهات.
ـ كلية الصيدلة 58 ألفا و905 جنيهات.
ـ كلية العلاج الطبيعي 51 ألفا و390 جنيها.
ـ كلية الهندسة 46 ألفا و230 جنيها.
