لماذا تجاهل العرب مقتل الداعية “يوسف” نجل الشيخ أحمد ديدات؟!

- ‎فيتقارير

تزلزلت العواصم العربية عقب اغتيال واشنطن لمجرم الحرب الإيراني، قاسم سليماني، إلا أنها لم ترمش بعينها في واقعة اغتيال الداعية يوسف أحمد ديدات، بعدها بيوم واحد توجه المصلون في أحد المساجد بفلسطين بالدعاء على جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، ومحمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، ومحمد بن سلمان في صلاة الفجر.

وكان نشطاء قد دعوا إلى “حملة الفجر العظيم”، لأجل توحيد دعاء القنوت في الصلاة على بعض الرؤساء والحكام، وانتشر مقطع فيديو للشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل المحتل في صلاة الفجر، خلال “حملة الفجر العظيم”.

وجاء في دعائه: “اللهم عليك بمن آذى المسلمين في أرض الحرمين.. اللهم عليك بالسيسي وبشار وبن زايد وبن سلمان..”، وطالب أحد المعلقين في تدوينة له” وهكذا يجب أن يكون الدعاء في جميع الصلوات في مساجد المسلمين كلها في مشارق الأرض ومغاربها، عسى الله أن يزيل هؤلاء الجبابرة المستبدين، اللهم آمين يا رب العالمين”.

تحريض عربي ضد الإسلام!

وربما التحريض الذي يشنه السفيه السيسي مع شيطان العرب ابن زايد وابن سلمان ضد الإسلام هو أحد الأسباب الرئيسية في اغتيال نجل ديدات. ووفقًا لشهود عيان، كان يوسف ديدات يتجه نحو المحكمة بصحبة زوجته “صباح”، عندما اقترب منه رجل وأطلق عليه الرصاص، ثم فر هاربًا من موقع الحادث، وقالت الشرطة إن الدوافع وراء الهجوم ليست واضحة مع استمرار هروب المشتبه به.

وأشاد آزاد سيدات، رئيس مسجد الإمام الحسين في فيرولام، بديدات قائلًا: “إنه شخص رائع يتعاون مع الجميع، لقد زار مسجدنا، ودعمنا في وقت الحاجة، نحن في صدمة لما حدث”.

فيما قال شارمين سيوشانكر، أحد الجيران السابقين للداعية: “كان مستعدًا للمساعدة دائمًا، لم يتخل أبدًا عن أي شخص يطرق بابه للحصول على المساعدة، بل كان يبادر بالمزيد”.

وعلى الرغم من أن خطاب الكراهية ضد الإسلام، أو ما يعرف بـ”الإسلاموفوبيا”، قد ظهر وانتشر في أوروبا والدول الغربية أولا، إلا أن عددًا كبيرًا من المتابعين أشاروا إلى دور لا يقل أهمية مارسته حكومات عربية، أسهم في ربط الإسلام بالإرهاب، وبالتالي دعم خطاب الكراهية ضد المسلمين في الغرب، خاصة من قبل حكومات ومسئولين في مصر والإمارات والسعودية.

وطوال تسع سنوات مرّت منذ اندلاع الرّبيع العربي، الذي كانت بدايته من تونس، لتمتدّ موجة المطالبة بالتّغيير فيما يشبه “تسونامي”، لتشمل ليبيا ومصر وسوريا واليمن، وتهتزّ لها أركان الأنظمة المستبدّة، حتّى تلك التي لم تعرف فيها الاحتجاجات زخما شعبيًّا، ولم يرتفع فيها سقف المطالب عاليا، استشعرت الخطر، وكانت ردّة فعلها عنيفة؛ فاقت في خساستها كل التّوقعات.

برزت على وجه الخصوص دولتان، هما المملكة السّعودية والإمارات المتّحدة، لتشكِّلا معول هدم وتخريب لكلّ محاولات البناء التي بذل في سبيلها أبناء الأمّة الإسلامية الغالي والنّفيس، لتعمل الدّولتان، تحت قيادة مبعوثي الخراب، ابن زايد وابن سلمان، مدفوعين بأوامر النظام الدولي، على ثلاث واجهات رئيسيّة: وأد الرّبيع العربي، ومحاربة الصحوة الإسلاميّة، وقيادة الأمّة نحو التّطبيع العلني مع الكيان الصّهيوني، الأمر الذي دفعت الأمّة ولا تزال ثمنه غاليًا.

فرض الرقابة

ولم يتأخر السفيه السيسي عن اللحاق بحملة التغريب والتهويد ومحاربة الإسلام التي يقودها محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، ومحمد بن سلمان ولي عهد السعودية، وتعمل الحملة بشتى السبل لفرض الرقابة على الإسلام والمسلمين والتضييق على كل التعاليم الإسلامية السمحة في مشارق الأرض ومغاربها، وذلك في إطار هرولتهم نحو الكيان الصهيوني وسعيهم لدفن القضية الفلسطينية بتراب مؤامراتهم المريضة.

وخلال مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، طالب السفيه السيسي الدول الأوروبية بمراقبة المساجد وإصلاح الخطاب الديني، ولم ينس طبعًا أن يتحدث عن ما وصفها بالمذابح التي تعرض لها الأرمن، مضيفًا أنه اعتاد في لقاءاته مع المسئولين الأوروبيين أو من أي دولة أخرى على حثهم على مراقبة الممارسات بدور العبادة وما تقوم به وما تنشره.

وعلى ما يبدو فإن السفيه السيسي يسير على خطى الشيطان محمد بن زايد، فقد سبق وقال نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد “زيغمار غابرييل”، إن ولي عهد إمارة أبو ظبي طلب منه عدم التغافل عن الشباب المسلم في المساجد الألمانية، ونصحه بتشديد الرقابة عليهم.

وقال غابرييل، في أعقاب زيارته لأبو ظبي في مارس 2015: إن ابن زايد حذره من “انزلاق الشباب المسلم إلى التطرف، لأن هذا الأمر في النهاية سيصيبنا جميعا”. “بن زايد” زاد قائلا: “يتعين على المجتمع الألماني أن يكون متيقظا لمن يخطب في المساجد، وماذا يخطب، ولا يجوز أن يكون خطباء من باكستان أو أي دولة معينة في الأرض هم الخيار الوحيد أمام المسلمين في ألمانيا للاستماع إليهم”.

ولي العهد السعودي أيضا لم يغرد خارج السرب، حيث وافقت المملكة العربية السعودية على التخلي عن إدارة أكبر مساجد بلجيكا، والتي أعارته للرياض في عام 1969، الأمر الذي أتاح لأئمة تدعمهم الرياض التواصل مع جالية متنامية من المهاجرين المسلمين مقابل الحصول على النفط بأسعار تفضيلية للصناعات البلجيكية.