بأموال المسلمين.. آل سعود يحمون صفقة القرن بالسيف ويسوقونها بالذهب!

- ‎فيتقارير

تواصل وسائل الإعلام الصهيونية الكشف عن تفاصيل جديدة حول نكبة "صفقة القرن"، وأوضحت صحيفة "معاريف" العبرية أن ولي العهد السعودي وأمراء الخليج أعربوا عن استعدادهم لتمويل الصفقة، بل ووعدوا الإدارة الأمريكية بأن يدفعوا لقاء ذلك، مبينةً أن أحد المبادئ المركزية لصفقة القرن إما كل شيء أو لا شيء.

وبحسب "معاريف"، فإن "الطرف الذي سيقبل الصفقة بكاملها ويعرب عن استعداده لتبنيها، سيلقى الدعم والتشجيع من واشنطن، والطرف الذي سيرفضها (الفلسطيني)، من شأنه أن يدفع ثمنا سياسيا باهظا".

ويظن حكام صفقة القرن الصهاينة أنهم بتصفية القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال سيجعلون موقفهم السياسي أقوى من ذي قبل، لتبدأ حقبة جديدة من السلام والتعايش!

ونسوا أن إسرائيل لن تقبل بأي دولة أخرى تزاحمها في زعامة المنطقة، فطموحها السياسي والجغرافي لا حدود له، وسيكونون كما قال الأديب مصطفى صادق الرافعي: "إن اليهود يخبئون فكرتين خبيثتين، أن يكون العرب أقلية، ثم بعد ذلك يكونوا خدما لليهود".

الحيل كثيرة

إن عرب صفقة القرن يخدمون اليهود الآن طوعًا، فغدًا سوف يخدمونهم أذلة وهم صاغرون، بعد أن تنسحب أرضهم من تحت أيديهم، ولن تكون مكة المكرمة في مأمن من الخطر أو على الأقل تكون تحت سيطرتهم وإدارتهم.

والحيل كثيرة والأسباب متوفرة، وهذا ما قاله الرئيس التركي أردوغان: "إن القدس ليست مجرد مدينة، بل رمز وامتحان وقبلة، فإذا لم نستطع حماية قبلتنا الأولى، فلا يمكننا النظر بثقة إلى مستقبل قبلتنا الأخيرة مكة، فمن يبيع القدس سيهون عليه بيع إخواتها، فالمقدسات لا تتجزأ والبيع سيكون سهلًا ما دامت الفكرة جاهزة ولها دعاتها".

وتقف السعودية في هذا الموقع الذي تقف فيه دولة الإمارات، حتى وإن لم تُشارك في مؤتمر الإعلان عن الخطّة، كما هو مُعلن على الأقل، فرغم ما تتسم به البيانات السياسية من تحوّط لأغراض الدعاية الإعلامية، ولاسيما في قضيّة بالغة الحساسية كالقضية الفلسطينية؛ فإنّ بيان وزارة الخارجية السعودية تضمن ثلاثة عناصر أساسية بشأن الخطّة.

الأخطر

أوّلها تقدير جهود ترامب، وثانيها الدعوة لمفاوضات مباشرة برعاية الولايات المتحدة، وثالثها – وهو الأخطر – عدّها الخطّة أساسًا لهذه المفاوضات، بمعنى أنّ المملكة – بحسب هذا البيان – تنطلق كما هو شأن الخطّة نفسها من الوقائع الاستعمارية التي كرّسها الاحتلال الإسرائيلي.

ومهما كانت حقيقة الموقف المُعلن للملكة؛ فإنّها بدورها – وكما هو شأن الإمارات – عنصر أساسي في التحالف الشرق أوسطي الذي ترعاه إدارة ترامب، وقد تسرّب عنها في السنوات الأخيرة الكثير ممّا يفيد بممارستها ضغوطًا على الفلسطينيين للقبول بخطّة ترامب.

هذا فضلاً عن التحوّل الهائل في سياساتها الإعلامية، ببث دعاية مركّزة – وبصورة أساسيّة من خلال ما يُعرف بـ"الذباب الإلكتروني" – تستهدف بها الفلسطينيين وحقّهم ونضالهم، وتدعو للتطبيع مع "إسرائيل"، والذي فُتحت أبوابه بالفعل عبر شخصيات سعودية سُمح لها بإقامة اتصالات علنيّة مع الإسرائيليين.

خليج العربان

صفقة القرن بدأت تترجم على الأرض، حين شطب ترمب القدس من أي مفاوضات، وزاد الاستيطان في عهده بنسبة 1000%، يضاف إلى ذلك سعيه لتصفية الأونروا وإلغاء موضوع اللاجئين، وبشأن ما يمكن فعله تجاه القادم من تطورات.

وبات منظر عشرات المحللين السياسيين الخليجيين على شاشات كبريات محطات التلفزة الدولية والعربية، وهم يروّجون لصفقة القرن والصلح مع ما أسموها "دولة إسرائيل" لتطويق إيران أمرًا عاديًّا!

الملاحظة أن هؤلاء المحللين لا يتجرأون أبدًا على الإدلاء بآراء تناقض سياسات بلادهم، وإلا أصابهم ما أصاب خاشقجي وربما أكثر؛ لأنهم مقيمون في بلدانهم ولم يغادروها مثله.

قد يعتقد البعض أن هذه الجرأة عادية لأن بلدانهم تقيم تطبيعًا سريًّا مع الكيان الصهيوني منذ ثلاثة عقود على الأقل، لكن مضمون الترويج الإعلامي الخليجي معطوف على تصريحات مسئولين بحرينيين وإماراتيين ومتقاطع مع مشروع الاتفاق الذي أعلن عنه وزير خارجية العدو الصهيوني يسرائيل كاتس يكشف عن أن الجزء الأكثر أهمية من صفقة القرن الأمريكية الإسرائيلية دخل طور التنفيذ من بوابة خليج العربان.